الدملوجي تدعو لقيام مجلس اعلى للثقافة وتنتقد ايكال الوزارات لغير ذوي الاختصاص-الأخبار

الدملوجي تدعو لقيام مجلس اعلى للثقافة وتنتقد ايكال الوزارات لغير ذوي الاختصاص

	نشر بواسطة: Adminstrator
	السبت 25-12-2010

(السومرية نيوز) بغداد
دعت النائب عن القائمة العراقية ميسون الدملوجي، السبت، إلى إنشاء مجلس أعلى للثقافة يكون بعيداً عن المحاصصة السياسية، واصفة الوزير الجديد بأنه "متمكن"، لكنه "بعيد عن الشأن الثقافي"، فيما دعا عدد من الشخصيات السياسية والثقافية، الى النهوض بالواقع الثقافي العراقي، منتقدين ابتعاد النخب السياسية والحكومات المتعاقبة عن الاهتمام بهذا الشأن.

وقالت الدملوجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش المؤتمر الأول للمنظمات الثقافية غير الحكومية، إن "العراق الآن بحاجة إلى مجلس أعلى للثقافة يكون بعيداً عن المحاصصة السياسية ليتسنى له النهوض بالواقع الثقافي العراقي"، لافتة إلى ان "الاعتماد على الحكومة في الشأن الثقافي أصبح من الأمور الماضية، وعلى الطبقة المثقفة أن تتضامن لدعم قيام مجلس يعبر عن الوجه الثقافي والهوية العراقية".

وأضافت الدملوجي ان "الوزير الجديد سعدون الدليمي شخص متمكن، لكنه بعيد عن الوسط الثقافي"، داعية رغم ذلك إلى "دعم عمله"، لافتة الى انه "كان من الأجدر إيكال الوزارات لأصحاب الاختصاص الذين يكونون على بينة من مشاكل الوسط وهمومه".

من جهته، أفاد الوزير الأسبق للثقافة مفيد الجزائري لـ"السومرية نيوز"، بأن "المؤتمرين بحثوا في التحديات التي تواجه المنظمات الثقافية العراقية، لا سيما المرتبط منها بما يمكن وصفه بالاستهانة بالشأن الثقافي، من قبل النخب السياسية، وعدم الشعور الكافي لديهم بأهميته".

وأضاف الجزائري، أن "الشأن الثقافي يسهم بشكل فاعل في بناء المواطن العراقي وإعادة تأهيله بالقيم والمثل العراقية الأصيلة التي فقد الكثير منها في حقبة النظام الصدامي البائد"، معبراً عن أسفه لأن "واقع الثقافة بعيد جداً عن اهتمام النخب السياسية والحكومات المتعاقبة".

وعبر الجزائري عن أمله في أن "يكون الوزير الجديد سعدون الدليمي قادراً على تفعيل الواقع الثقافي، وإطلاق عملية تنمية ثقافية على نطاق واسع"، لافتاً إلى أن "أمراً من هذا النوع لا يمكن ان يحصل من دون ان تبادر الوزارة الى التعاون مع المثقفين، واعتبارهم الوزارة الحقيقية التي ينبغي الرجوع إليها فيما يخص هذا الشأن".

ودعا الوزير الأسبق للثقافة، الوزير الجديد، إلى أن "يدعو لإقامة مؤتمر للمثقفين العراقيين ينفض فيه الغبار عن التوصيات القديمة، ويبحث في توصيات تتناسب مع المرحلة الجديدة"، داعياً الى ان يكون المثقف "في لب العملية التنموية للشأن الثقافي بمؤازرة ودعم من قبل منظمات المجتمع المدني المعنية بالثقافة".

بدوره، دعا وزير العلوم والتكنولوجيا السابق رائد فهمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى "عدم الخلط بين مفهوم الآداب العامة والتقاليد والعادات، وبين بعض السلوكيات الاجتماعية التي قد تستخدم للتضييق على الحريات".

وتطرق فهمي الى وجود "الكثير من التحديات التي يواجهها الشأن الثقافي في مجتمعنا"، مبيناً ان "معظم قضايا الإرهاب، والجرائم التي ترتكب، هي في جوهرها ذات طابع ثقافي، ووعي تتم ترجمته ببعض الممارسات"، لافتاً إلى أن "المجتمع العراقي يحوي تنوعاً واسعاً ينبغي تحويله إلى مصدر اغتناء وحيوية، وليس إلى مصدر للتوتر والخوف وانعدام الثقة".

ودعا وزير العلوم والتكنولوجيا السابق، الوزراء جميعاً كل بحسب اختصاصه، إلى "الانطلاق من هذه المبادئ لتوفير الأمن والطمأنينة والاحترام والشعور بالمواطنة"، مشدداً على أن "تطبيق هذه المبادىء يُلغي الكثير من الحساسيات والإشكاليات داخل البلاد".

من جانبه، اعتبر النحات عبد الجبار البناء في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "التحديات التي تواجه المثقف العراقي لا حصر لها، إلا ان نخبة جيدة من المثقفين استطاعت رغم رغم ذلك إثبات وجودها وتحقيق أهدافها"، مبيناً انه "رغم كبر سنه إلا انه يواصل عمله إخلاصا منه لمهنته ومحاولة لبعث الحياة في الثقافة العراقية".

وكان المؤتمر الأول للمنظمات الثقافية غير الحكومية افتتح اعماله في قاعة المسرح الوطني تحت شعار (المنظمات الثقافية روافد حرة لثقافة العراق الجديد).

وشارك في أعمال المؤتمر، الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة، ما يزيد على 80 مندوبا يمثلون عشرات منظمات المجتمع المدني الناشطة في المجال الثقافي داخل العراق وخارجه، فضلا عن ممثلي الوزارة، ووفد من وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان برئاسة المدير العام امجد ارشد الحويزي.

يذكر ان مثقفين عراقيين كانوا طالبوا في 15 كانون الأول الجاري على هامش حفل تكريم اكثر من مائة أديب ومبدع في وزارة الثقافة، بعزل الوزارة عن المحاصصة محذرين من محاولات عدة شهدتها الأشهر الاخيرة لتغيير ملامح الثقافة العراقية عبر تحجيم عدد من الأنشطة وإلغاء بعضها، أدى إلى مواجهات بين الوسط الثقافي وبعض القوى السياسية.

وكانت وزارة التربية قررت في وقت سابق من شهر كانون الأول الجاري، منع تدريس مادتي المسرح والموسيقي بمعهد الفنون الجميلة وعدم السماح للطلبة الجدد بالتقدم للدراسة بقسمي المسرح والموسيقى للعام الدراسي الجديد، كما قررت ازالة التماثيل الموجودة بالمعهد، وووجه قرار الوزارة بحملة انتقادات واسعة في الوسطين الثقافي والفني ومن وسائل اعلامية بينها مؤسسة المدى الثقافية التي شنت هجوماً شديدا على القرار.

وكانت شخصيات وجهات دينية عراقية عارضت اقامة مهرجان بابل الثقافي العام الحالي وضغطت باتجاه تغيير جدول برامجه، كما اعترض الوقف الشيعي في البصرة على عروض سيرك مونتي كارلو العالمي في المدينة فاضطرت إدارته إلى إيقافه.

يشار إلى أن مديرة مؤسسة المدى الثقافية غادة العاملي أكدت في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، استعدادها لرفع دعوى قضائية ضد رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي إثر تهديده بإغلاقها واتهامها بملء العاصمة بغداد بمحال بيع الخمور غير المجازة، معتبرة أن قرار إغلاق محال المشروبات الكحولية والنوادي الليلة الذي اتخذه مجلس المحافظة، "غير مدروس"، كما أشارت إلى احتمال رفع أكثر من 500 قضية ضد الزيدي بشكل فردي أو جماعي.

بينما اعتصم العشرات من المثقفين العراقيين في شارع المتنبي المخصص لبيع الكتب وسط العاصمة العراقية بغداد لإعلان رفضهم قرار مجلس محافظة بغداد بإغلاق النوادي الليلية، فيما وقع أكثر من 2000 شخص بيانا يطالب السلطات الثلاث بإلغاء تلك القرارات التي اعتبروها محاولة لإعادة الحياة إلى الوراء والتزاما بقرارات النظام السابق، كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "بغداد لن تكون قندهار"، و"الحريات أولا".

وكان مجلس محافظة بغداد قد قام في السادس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، بإغلاق جميع النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الكحولية في بغداد بحجة أنها لا تملك إجازة بممارسة المهنة، فيما رد مئات المثقفين العراقيين على القرار المذكور باعتصام في شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية، كما وقع أكثر من ألفي شخص بياناً يطالب السلطات الثلاث بإلغاء القرار الذي اعتبروه محاولة لإعادة الحياة إلى الوراء عبر تطبيق قرارات النظام السابق.