المثقفون العراقيون: لا نريد عام 2011 مترعا بالخيبات!
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 03-01-2011
 
   
ايلاف - عبدالجبار العتابي
في النظر الى وجه العام الجديد 2011 بأعين المثقفين العراقيين تتضح ملامح منه وتختفي اخرى، ترتسم على البعض ابتسامات تنم عن طمأنينة فيما تتوضح اخرى وهي تحمل غموضها وحيرتها، لذلك تتوزع تلك النظرات ما بين تفاؤل وتشاؤم، ما بين امل يضحك ويأس يتجهم، ولكن صورة العام 2011 من وجهة نظر المثقفين تحمل تصورات عن رسم الرقم الذي يحاول البعض ان تكون رؤيته (فطازية) للتعبير عن خلجاته تجاه العام وما يساوره عنه من امنيات وطموحات تلوح في افق حدسه وتخيلاته.

هنا.. حولنا ان نجعل عددا من مثقفي العراق يتطلعون الى وجه العام 2011 الذي وُلد من رحم العام 2010 الذي صار غابرا، تنطلق التطلعات من غروب نحو شروق وسط احداث وازمات تملأ المكان والزمان الذي يعيش فيه هؤلاء المثقفون.

قلت للشاعر ابراهيم الخياط اريد ان اقرأ افكارك وانت تتطلع الى مطلع السنة الجديدة، فقال بهدوء كأنه يلقي قصيدة: اتذكر مع بدء السنة الجديدة ما قاله الشاعر الاممي المعروف ناظم حكمت، قال: (اجمل الكلمات تلك التي لم اقلها لك بعد، واجمل الاطفال اولئك الذين لم يولدوا بعد، واجمل الايام تلك التي لم نعشها بعد)، واتمنى ان تكون هذه الايام ايام 2011.

واضاف: انا اشعر مع قدوم العام الجديد بالتفاؤل ومثلي الوسط الثقافي يشعر بالتفاؤل من ان العملية السياسية الديمقراطية هي رهان المثقفين لان المثقف العراقي يعتبر لون وطعم ورائحة الديمقراطية في العراق هم المثقفون، وهم نكهة العملية السياسية الجديدة، وهم عبق التغيير في العراق بعد 2003.

اما المذيع المعروف وهو شاعر ايضا احمد المظفر فقلت له اغمض عينيك وارسم لي ما تتحسسه مشاعرك للعام الجديد فقال وقد اغمض عينيه: يذكرني عام 2011 بعدد لاعبي فريق كرة القدم فأتفاءل به،فثمة لاعبون لديه يجعلوننا نبتهج،واجدني.. وانا اتطلع الى العام الجديد اشعر بالتفاؤل الحقيقي به وانظر اليه مثل الشاعر المحب والعاشق الذي ينتظر حبيبته بعد زمن من الضياع والتشرد وكأنه قيس بن الملوح، وهو يلوح لليلى، انا انظر الى العام الجديد واتلهف لايامه حتى نحتفل بالسنة المقبلة ونرقص ونغني وربما نحزن لانقضاء عام 2011. وحين فتح عينيه قال: امنيتي الخاصة ان اكون وكيلا لوزارة الثقافة حتى اساعد الوزير الجديد، كما اتمنى ان يكون لي شبر من الارض في بلدي !!.

اما مع الشاعر مناضل التميمي فكان الوضع مختلفا فهو لم يغمض عينيه ولم يتأمل طويلا فقال على الفور: ارى 2011 عاما مليئا بالمسرة ولكن لا يخلو من الضبابية، اشعر ان الغموض يكتنفه، واشعر ايضا بخوف نسبي منه، نعم انه يخيفني فعلا.

وبعد لحظات من الصمت المفاجئة قال: لا اخفيك ان السيد (عزرائيل) اعلمني انه سوف يحذف اسمي من قائمة الحياة في عام 2011، لذلك انا مرتبك معه وستبقى امنيتي ان اعيش وينتهي هذا العام على خير معي. لم اجد الا ان ادعو له بالسلامة واقول له تفاءل.

اما الكاتب سعدون شفيق فأعتذر اولا كونه لا يجيد الحديث عن تأملات النظر الى سنة جديدة ورسم فنتازيا حولها، لكنني رفضت اعتذاره، فلم يجد الا ان يقول: حينما ننظر الى عام 2011 نجد انفسنا امام شجرة وارفة الظلال والثمار ولكن هذه الشجرة التي نتمنى ان تكون ثمارها غالية وان نجني منها كل ما نحتاجه، نخشى ان لا نحصل على الثمار، فطالما لم نحصل طوال عام كامل على ثمرة فيكون الثمر كله للغير وهو ما تعودنا عليه، فيا حبذا لو كان هذا الغير من ابناء العراق ولكننا نعرف ان ككل هذه الثمار تذهب الى الناس الذين يعيشون على اوجاع هذا الشعب الجريح، وامنيتي الخاصة ان يعم السلام في ربوع الوطن من شماله الى جنوبه دون تجزئة ودون دعوات للانفصال.

فيما قال المخرج السينمائي جميل النفس: مما لا شك فيه ان العراقيين يتطلعون الى العام الجديد بأفق واسع لانني اعتقد ان كل المشاكل ازيلت، على الاقل المشاكل السياسية، بعد ما توصلت الكتل الى تشكيل حكومة يبدو ان الجميع راض عنها، اعتقد ان الافاق العراقية ستكون جميلة، اما على الجانب الفني فأنا اعتقد ان السينما ستنطلق في عام 2011 واتمنى لها انطلاقة راسخة غير متعثرة، كما اتمنى هذا العام ان يكون عام فرح.

وتوقف جميل عن الكلام برهة ثم اغمض عينيه كأن يستذكر جديدا من افكاره فقال: عام 2011 من الممكن وانا اتأمله ان يرسل لي صورة بأنه شخصية راسخة مستقرة بحكم تجاور (الواحدين)، فأعتقد انه عام مهم للعراقيين، وما على الان الا ان اردد ما قاله الشاعر ماجد طوفان وهو يبحث عن افاق جميلة (احتفاء بعطشي سأرثي الشمس واوطد علاقتي بالرمال، فالمسافة بين شفتيّ والماء لن تعد صالحة للمشي، وبقدر ارتيابي قررت ان احفر بئرا، وكي لا اسقط في غيابة الجب حفرته افقيا)، اتمنى ان لايكون بئرنا افقيا.

وابتسم الكاتب والفنان باسل الشبيب وهو يستمع الى سؤالي فأجاب: اعتقد ان شكل 2011 منحوت، وانا اتفاءل بالرقم (11) دائما، اعتقد ان هذه هي سنة تتوضح فيها الصورة اكثر، والوضع السياسي يستقر اكثر، والانسان العراقي يصل الى مرحلة يضع فيها النقاط على الحروف، واعتقد ان سنة 2011 ستكون كلمة المصير للشعب العراقي.

لكن الكاتب المسرحي مثال غازي كانت له رؤية اخرى فقال: انا متشائم من العام 2011 ولست متفائلا، فأنا اكره رقم الواحد، وفي هذا العام هناك ليس واحدا فقط، بل اثنان، اعتقد فيها شيء من الدكتاتورية أليس كذلك؟، لذلك اعتقد انها لم تكن سنة جيدة وايضا هناك مؤشرات في نهاية عام 2010 تدل على ان 2011 ليس في صالح الثقافة ولا الفنان، لاننا كنا نأمل ان يكون وزير الثقافة احد مثقفي العراق ونحاول انتخاب شخص نحبه ونريده ويمثل واجهة عربية وعالمية وثقافية مهمة، وان يمثل ثقافة، وبصراحة كل من يستسهل قضية الثقافة يجعلها مشكلة، وكل الوزراء السابقين وقعوا في مطب كبير اسمه وزارة الثقافة، فهي ليست سهلة، قيسوا: اندريه مارلو يصير وزير ثقافة والان نحن من نختار، يجب ان نختار اندريه مارلو العراقي ليكون وزيرا للثقافة، الظاهر ان ما اقوله فيه فنطازيا ان اتمنى ان يكون اندريه مارلو وزير للثقافة العراقية.

اما المخرج المسرحي عماد محمد فقال: 2011 لابد ان نتفاءل به، وذلك من خلال قراءتنا لعام 2010 وان كان هناك تراجع واضح على المستوى الثقافي والفني والسياسي ونواحي الحياة الاخرى في العراق ولكن اعتقد 2011 ستكون هناك قراءة جديدة للواقع من قبل الحكومة تجاه المثقف والثقافة العراقية، اعتقد سيولد مشروع ثقافي وطني لان الضرورة ملحة الان وصار مطلبا وطنيا من المثقفين والعراقيين بصورة عامة كون المرحلة المقبلة مرحلة ثقافة والحوار والسلام، فمن المؤكد عندما يكون هناك مشروع سيكون حضور واضح للثقافة وللمثقف العراقي.

والختام كان مع المخرج السينمائي هادي الادريسي الذي قال: ارى عام 2001 بقعة خضراء تصحبها هالة وردية في امال الشعب العراقي ولا سيما ان السينما والفن سينطلقان نحو الابداع،ان انظر الى العام الجديد بأمل واطمئنان من انه سيحرك عجلة السينما العراقية ويدفعها لتكون في حال افضل، واتمنى ذلك كما ارجو الاهتمام بالفن لانه مرآة الشعوب.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced