اكتشف العلماء أداة قديمة فريدة استخدمها عمال الملح في حضارة المايا منذ أكثر من 1000 عام، مصنوعة من مادة "مقدسة وثمينة".
وتم تصميم الأداة من الجاديت المعدني، النوع الأغلى ثمنا والأكثر جمالا من الحجر الكريم "اليشم"، وعثر على هذه الأداة على شكل إزميل في موقع "Ek Way Nal"، وهو عبارة عن منطقة لاستخراج الملح في جنوب بليز، غمرتها الآن بحيرة مياه مالحة.
كما عثر العلماء على مقبض خشبي محفوظ جيدا، مصنوع من خشب الورد من هندوراس، وهو دليل واضح على أن كلتا القطعتين كانتا جزءًا من أداة واحدة كانت بكل تأكيد عبارة عن إزميل، وهو ما يقدم لمحة عن ثقافة المايا القديمة.
وحافظت تربة غابات المانغروف حيث تقع البحيرة على المقبض الخشبي بحالة جيدة للغاية، وقالت هيثر مكيلوب، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة لويزيانا الحكومية، التي قادت المشروع البحثي: "هذه الأداة من الجاديت هي الأولى من نوعها التي تم استعادتها جنبا إلى جنب مع مقبضها الخشبي".
ويقول الباحثون إن اكتشاف أداة مصنوعة من مادة اعتبرتها حضارة المايا ثمينة ومقدسة يعني أن امتلاك اليشم لم يكن مجرد امتياز للنخب، بل على العكس من ذلك، كشف تحليل الأداة في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، أن استخدامها في الأنشطة المتعلقة بإنتاج الملح، يعني امتلاكها من قبل الطبقات الأكثر تواضعا.
وبحسب بيان نشره الباحثون في مجلة "Antiquity": "يعتبر تجار الملح من رواد الأعمال الناجحين الذين تمكنوا من الحصول على أدوات عالية الجودة لعملهم".
وأضافت مكيلوب: "كان هناك طلب على الملح من قبل شعب المايا، حيث اكتشفوا أنه شكل من أشكال الثروة القابلة للتخزين".وهذا ما يفسر كيف جمع شعب المايا الذين عاشوا في المناطق الساحلية الثروة الطائلة.