إشتباكات في تظاهرتين نظمت الحكومة إحداهما واخرى هتفت بسقوطها-الأخبار

إشتباكات في تظاهرتين نظمت الحكومة إحداهما واخرى هتفت بسقوطها

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الجمعة 10-06-2011

شهدت بغداد اليوم تظاهرتين أشرفت السلطات على تنظيم الاولى في ساحة التحرير بوسط العاصمة للمطالبة بتنفيذ أحكام الاعدام بمرتكبي جريمة قتل 70 شخصا كانوا يشاركون في حفل عرس بضواحي بغداد الشمالية حملت شعار "جمعة القصاص" تزامنت مع اخرى نظمها في الساحة نفسها ناشطون هتفوا بسقوط الحكومة ومكافحة الفساد والبطالبة والمحاصصة مطالبين بتوفير الخدمات تحت شعار "جمعة القرار" واتبكوا فيما بينهم في وقت انتقد المالكي وزراءه لعدم كشفهم عما قدموه لمكافحة الفساد في وزاراتهم.
في الوقت الذي تظاهر مواطنون ورجال عشائر في ساحة التحرير في بغداد قامت حافلات حكومية بنقلهم من مناطق في العاصمة ومحافظات مجاورة الى ساحة التحرير وهم يرفعون لافتات تدعو للاسراع في اعدام منفذي جريمة العرس وحظيت بتغطية القناة العراقية الرسمية كان ناشطون يتظاهرون في جانب اخر من الساحة مطالبين بأسقاط الحكومة لعد ايفائها بوعود الاصلاح التي اطلقتها واعدة بتحقيقها خلال مهلة المائة يوم التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط (فبراير) الماضي مما ادى الى اشتباكات بالايدي بين الطرفين.

وكانت وزارة حقوق الانسان قد اعلنت قبل ثلاثة ايام ان تظاهرة المطالبين باعدام منفذي جريمة العرس ستنظم يوم السبت غدا لكنه يبدو انه تم تقديم موعدها الى اليوم وأطلق عليها "جمعة القصاص" بهدف التغطية على التظاهرة التي اعد لها ناشطون يهتفون ضد الحكومة تحت شعار "جمعة القرار".

كما شهدن مدن عراقية اخرى مثل الحلة والديوانية والرمادي والموصل والبصرة تظاهرات طالبت بمكافحة الفساد وتحقيق الاصلاحات وسط اجراءات امنية مشددة ورجال امن يرتدون الزي المدني.

تظاهرة تطالب بالقصاص من الارهابيين
وتجمع المئات من المتظاهرين وسط بغداد رافعين لافتات لمطالبة بتنفيذ حكم الاعدام بمنفذي جريمة "عرس الدجيل" بمنطة التاجي بضواحي بغداد الشمالية والتي قتل خلالها عناصر بتنظيم القاعدة 70 مواطنا كانوا يشاركون في حفل العرس وبينهم العروسان و22 طفلا.

وقد منح محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي ينتمي الى حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي اجازة لهؤلاء المتظاهرين بالخروج للمطالبة بأنزال عقوبة الاعدام بمرتكبي الجريمة وقال ان "هذه الاجازة الوحيدة التي تقدم بها المتظاهرون الجمعة ولا توجود اجازات أخرى لبقية التظاهرات المزمع انطلاقها". وقد اشرفت السلطات على نقل المتظاهرين الى ساحة التحرير بحافلات حكومية .

وقد انتقد المتظاهرون الرئيس جلال طالباني لعدم توقيعه قرارات تنفيذ احكام الاعدام بحق المسلحين الذين ارتكبوا جرائم قتل خاصة وانها هناك الان 1134 مدانا صدرت ضدهم احكام قضائية بأعدامهم بحسب احصائية لوزارة العدل.

وقد رفع المتظاهرون صور ضاحايا العرس ولافتات كتب عليها "نطالب بأعدام قتلة الشعب" و "نطالب بالكشف عمن يقف وراء مجرمي عرس التاجي" و"لاحياة لمن سلب الحياة" و"نطالب بتنفيذ احكام الاعدام في ساحة التحرير" .
وقد اصدر المتظاهرون بيانا اكدوا فيه ضرورة الاسراع باعدام منفذي جريمة العرس علنا وتنفيذ احكام الاعدام ببقية المدانين وطالبوا بالكشف عن الجهات السياسية التي تقف وراء هذه العمليات وادانتها .

.. وتظاهرة أخرى تطالب بأسقاط الحكومة
وفي المقابل تظاهر عراقيون في ساحة التحرير نفسها مطالبين بسقوط الحكومة واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد وتقديم الفاسدين لللمحاكمات وتوفير الخدمات الاساسية لكنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل مسلحين من "البلطجية".

وقد رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الشعب يريد إسقاط حكومة المالكي" و"كذاب نوري المالكي" و"نريد القصاص من الفاسدين" و"ندعو لضمان الحريات العامة" رافعين الاعلام العراقية.. وتعرض المتظاهرون لاعتداءات من قبل رجال امن يرتدون ملابس مدنية واخرين من البلطدية الذين يحملون اسلحة بيضاء فيما تم اعتقال سبعة من المتظاهرين .

وقد شهدت الساحة اشتباكات بالايدي بين المشاركين في التظاهرتين مما ادى الى اصابات بينهم وقد عبرت مجموعة "شباب نصب الحرية" وهي احدى المجموعات التي تنظم الاحتجاجات عن الاستياء من عدم انجاز الوعود التي اطلقت عن الاصلاح وقالوا في بيان "استمعنا ليومين متتالين وباهتمام وحرقة عن منجزات أكبر وزارة في العالم فلم نجد في كل مناقشات الوزراء مشكلات الشعب وهمومه ولم يفهموا الرسالة التي من اجلها خرجنا الى الساحات".

واضافوا "ان الشعب يريد الكهرباء وهم يتحدثون عن افتتاح وتوسيع السجون والشعب يريد الخدمات وهم يتحدثون عن ضياع الأموال الشعب يريد عراقا معافى وهم يتحدثون ويسافرون من اجل تحسين علاقات لا تفيد العراق بل تصب في مصلحة الطرف الاخر".

وقالوا انه "بدل ان يفتحوا ملفات المشاكل راحوا يعدون المنجزات التي لاوجود لها الا في القاعة التي اجتمعوا فيها حيث الكهرباء التي لم تقطع للحظة واحدة والماء الوفير ووجوههم المسترخية وكروشهم المتهدلة والمتورمة من السرقات والصفقات".

واشاروا الى ان "هذه ليست حكومة تفي بوعودها فهي حكومة مستهترة بحقوق شعبها .. حكومة الطوائف والمحاصصة .. حكومة المليشيات والاحزاب المتنفذة... حكومة مريضة وسرطان في جسد الدولة العراقية ولا رجاء من شفائها" . واوضحوا "ان رئيس الوزراء جعل وزراءه يستعرضون منجزاتهم لكن ماذا عن منجزه هو كوزير للدفاع والداخلية وغيرها من المهام الامنية التي انهارت في عهده حتى اصبح اليوم طريق محمد القاسم محرما على أعضاء الحكومة وجميع المسؤولين" .

وقالوا "جمعة القرار ضد آلة الكذب العملاقة التي يديرها 43 وزيرا فهؤلاء ومن يقف خلفهم يستغفلون عقول الشعب ويضحكون عليه بمشاريع ومنجزات وكأنها تحدث في عالم آخر وليس في بلدنا حيث الخراب الكبير وعلى كافة المستويات ، فالأموال مسروقة ولازالت تسرق .. والطائفية تستعر نارها بين حين وآخر والمحاصصة البغيضة حيث الاستقتال على اصغر المناصب وغياب كامل للكفاءات وحضور كامل لعصابة التزوير والمزورين".

واكدوا بالقول "نذهب إلى ساحتنا لكي نقرر في جمعة القرار هذه يوم 10 حزيران أي مستقبل نريد للعراق .. فلا عذر بعد اليوم لمن استطاع الى ساحة التحرير سبيلا ولم يحج اليها فأن بيننا وبينه العراق وبعد هذا اليوم لانعترف بنقابة ولا باتحاد ولا بجمعية ولا بمؤسسة وجدت والعراق يناديها وتخاذلت رغبة في (صدقات المالكي ومكرماته) ".

المالكي ينتقد وزراءه لعدم كشفهم عما تم بمكافحة الفساد بوزاراتهم
وجه رئيس الوزراء نوري المالكي انتقادات الى وزرائه لعدم الحديث عن اي جهود بذلوها لمكافحة الفساد في وزاراتهم خلال العروض التي يقدمونها من على شاشات التلفزيون مباشرة منذ ثلاثة ايام حول منجزاتهم في مهلة المائة يوم للاصلاح .

وفي جلسة مكاشفة علنية لمجلس الوزراء العراقي تحدث فيها وزراءها عما يقولون انها انجازات لوزاراتهم خلال مهلة المائة اليوم للاصلاح حيث استمرت الجلسة حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية فقد انتقد المالكي الوزراء الذين تعاقبوا على سرد ماقدموه خلال هذه المهلة لعدم كشفهم عن الجهود التي بذلوها لمحاربة الفساد. وقال موجها كلامه لاعضاء حكومته "لقد استعرضتم كل مايتعلق بوزاراتكم خلال المائة يوم الماضية لكن احدا منكم لم يقدم كشفا عن جهوده في مكافحة الفساد والمفسدين في وزارته برغم وجود فساد ومفسدين واعتقالات لهم".

واشار الى انه سيتم تخصيص جلسة خاصة للحكومة قريبا لمناقشة ما انجزه الوزراء والمفتشون العامون وهيئة النزاهة في مجال مكافحة الفساد نظرا لاهمية هذا الملف بالنسبة للمواطنين. وقال ان مكافحة الفساد تبدأ بأجهزة الوزارات نفسها وفي جسدها بحيث يتم اكتشاف اي عملية فساد في بدايتها قبل ان تنتشر مثل السرطان فهو العدو الاكبر لعمليات الاعمار والبناء.

وتحدث المالكي عن عمليات تلاعب ورشوات في عمليات بيع املاك واراضي الدولة نظرا لان هذه العملية تتم عن طريق تخمين قيمة العقار ثم بيعه وفق ذلك . وقال ان المخمنين يتعرضون لعمليات ارشاء حتى يقيموا العقارات المباعة بأقل من ثمنها الحقيقي مشيرا الى ان بعض البيوت الكبيرة التي تبلغ قيمتها خمسة مليارات دينار بيعت بخمسة ملايين دينار فقط . وأمر بالغاء جميع عمليات البيع السابقة للعقارات ليعاد بيعها عن طريق المزايدات العلنية حصرا.

وحذر رئيس الوزراء من خطورة مصادرة اموال العراق في الخارج بنهاية الشهر الحالي مالم يتم دفع مبلغ 400 مليون دولار الى الولايات المتحدة مقابل القرار الذي اصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما مؤخرا بحماية اموال العراق هذه .. لكن وزير المالية رافع العيساوي رد موضحا ان اجراءات تتخذ الان لدفع المبلغ قبل نهاية المدة المحددة بآخر الشهر الحالي. وكان المالكي قرر الاثنين الماضي بنقل جلسات مجلس الوزراء على الهواء مباشرة وبإشراك المواطنين بتقييم عمل الوزارات خلال مهلة المائة يوم.

وقد جوبهت عروض الوزراء بانتقاد سياسيين حيث قال النائب عن القائمة العراقية زهير الاعرجي ان التقارير التي قدموها عن انجازاتهم خلال المئة يوم تعود لمشاريع قديمة لسنوات عديدة وليس خلال المهلة التي حددها المالكي بعد تظاهرات 25 شباط (فبراير) الماضي.

وقال الاعرجي في تصريح صحافي إن مجلس النواب والشعب العراقي سمع عدة مرات بهذه المشاريع التي طرحها الوزراء سابقاً وأكثرها قديمة ولا وجود لها على ارض الواقع لحد الان. واشار إلى إن بعض الوزراء أعدو تقارير عن انجازاتهم خلال المائة يوم في حين إن هذه ليست انجازاتهم خلال تلك المهلة وإنما مشاريع قديمة تحدث عنها الوزراء السابقين ومسؤولين في الحكومات المحلية واغلبها لا وجود لها.

ودعا الاعرجي رئيس الوزراء الى الطلب من الوزراء تقديم إعمالهم خلال المئة يوم وليس عرض أعمال قديمة ومشاريع معلنة سابقاً ثم تعاد اليوم في الإعلام . واوضح إن هناك تفاوتا كبيرا مابين الأرقام المعروضة في تقارير الوزراء وما بين واقع الانجازات والمشاريع.

ومنذ الاثنين الماضي تنقل قناة العراقية الرسمية مباشرة جلسات لمجلس الوزراء يقدم خلالها كل وزير جردا بما حققته وزارته خلال المائة يوم المنصرمة وذلك بشكل لم يألفه العراقيون من قبل. وكانت بغداد وعدد اخر من المحافظات العراقية شهدت تظاهرات تطالب الحكومة بالعمل على تحسين مستوى الخدمات ومحاربة الفساد وايجاد فرص عمل لعدد كبير من العاطلين. ومن اجل احتواء التظاهرات وعد المالكي في 27 شباط الماضي بالعمل على الاستجابة لمطالب المتظاهرين خلال مئة يوم انتهت الثلاثاء حيث هدد المالكي وزراءه بالطرد في حالة فشلهم في الاستجابة لهذه المطالب.