لو حاولنا ان نلقي نظرة فاحصة الى حياة الانسان مع بعضه البعض وداخل المجتمعات صغيرة كانت ام كبيرة نجدها صراعات لا تنكفيء ولا تهدأ فهي مستمرة مع حياة البشرية 00 وهي على نوعين صراع البشرية مع الطبيعة بكل ظواهرها وصراع مع الكائنات الحية الاخرى وهو الصنف الاول من الصراعات وصراع البشر مع بعضه البعض وهو على نوعين ايضا صراع فردي وصراع جماعي 00 والصراع الفردي هي تلك النزاعات التي تقوم بين شخص واحد مع شخص واحد اخر 00 شخصان يختلفان لاي سبب فيتنازعان وقد تصل الخصومة حد القتل في بعض الاحيان اذ يقتل احدهما الاخر في نهاية المطاف وقد تكون انية او نتيجة خلافات تراكمية خلال فترة طويلة من الزمن 00 وهناك صراعات جماعية وهي ما كانت تحدث في بداية تكون المجتمعات في العصور القديمة حيث تكونت العوائل التي شكلت التجمعات البشرية ثم تكونت العشائر والقبائل حتى اتسعت في نهاية المطاف لتشكل الدول 00 وقد كانت الصراعات تتم بين تلك القبائل بعضها ضد بعض بدوافع كثيرة ومتعددة 0 وكلما توسعت المجتمعات ازدادت الصراعات وتعددت اسبابها ودوافعها ومبرراتها 00 ففي البداية كانت تلك الصراعات محدودة بمكانها وتقتصر على مناطق صغيرة تتعايش فيها تلك القبائل فتهجم الواحدة على الاخرى لاتفه الاسباب ولربما للتفاخر واظهار القوة فالمهم ان تخلق المبرر لها لتقتتل بغض النظر عن وجاهة المبرر 00 وبعد ان توسعت المجتمعات وتشكلت الدول اختلفت مبررات النزاعات واشتعلت الحروب واستمرت تلك الحروب بين الدول حتى يومنا هذا لم تهدأ ولم ينطفيء اوارها على الاطلاق فكلما انتهت حرب اشتعل غيرها من جديد وبمبرر اخر00 وهي بالتأكيد سوف تستمر حتى نهاية البشرية باي شكل من اشكال النهايات التي يعتقدها الانسان 00 وقد يظن الكثيرون بان لهذه الحروب ما يبررها باسبابها المنطقية والمشروعة 00 ولولا تلك المبررات لما نشبت ولا اشتعلت نيرانها وفي معظمها درء العدوان او الدفاع عن النفس او من اجل اشباع البطون والابقاء على الحياة 00 فطرف معتدى عليه يبحث عن مورد رزقه ومعيشته وطرف معتدى عليه يبحث عن السلطة والوجاهة التي تؤمن له المكاسب والمغانم 00 فهو يختلق الاعذار لتحقيق مأربه 00 فالحروب قائمة لا محال والمبرر جاهز وحاضر وبامكان مشعل الحروب ان يختلقه في اللحظة والاوان اذ لابد له ان يجد له مبرر لشن الحرب وعلى الاقل كي يقنع الاخرين ان لم يكن ليقنع نفسه به 00والمبررات دائما وأ بدا كثيرة لا تعد ولا تحصى فهو قماش جاهز ليس على المرء سوى تفصيله وخياطته حسب ذوقه ومقاسه فالمهم هو شن الحرب ولا بد له ان يمارسها فهي طبيعة بشرية متجذرة في ذات النفس ولا يمكن لللانسان ان يعيش دون حروب فان لم يجد احد يتقاتل معه قتل نفسه وما الانتحار سوى صورة بشعة من صور الحرب مع النفس عندما يعجز المرء ان يحارب غيره ويصل ضعفه الى العجزمن الاعتداء على غيره انتحر وقتل نفسه فطبيعة الكون هو الحركة واحد مظاهر هذه الحركة هي هذه الصراعات المشتعلة في كل مكان من داخل العائلة الواحدة بين الاب وابنه او بنته او بين الكنة والحماه الى الصراعات بين المناطق في الامكنة الواحدة او بين الطوائف او بين القوميات كما نجد العديد من الشعوب تثور وتنتفظ على حكامها الفاسدين الستبدين من اجل الاطاحة بهم بحجة نيل حرياتهم واستحصال حقوقهم وتحسين احوالهم المعاشية ولكن وحتى لو نجحت ثوراتهم فسوف يتصلت عليهم الزعماء الجدد لينقلبوا عليهم و يكونوا اكثر ظلما و تعسفا مما سبقوهم من الحكام وهكذا تتوالى الصراعات وتختلق الذرائع من اجل التغيير ولكن التغيير لم يجلب لمن يتصارع ويثور سوى المزيد من المتاعب والقهر والظلم والاستبداد 00 وكل ما يفعلوه هو مجرد حجج ومبررات لممارسة الصراع والاستمرار فيه فالانسان لا يستطيع ان يعيش بسلام فانه يشعر بالضجر والسأم حتى من الهدوء والاستقرار فهو يبحث عن الحروب والصراعات فيشعلها بمبررات هو الذي يختلقها مهما كانت تافهة وسخيفة 00 فان كان الصراع مع الطبيعة قسريا واجباريا ومرغم عليها لدرء المخاطر من الزوابع والفيضانات والزلازل والبراكين التي تحدث خارج ارادات البشر فيتصدى لها لانقاذ حياته فيختفي منها ويبتعد عنها ويكافحها بما يتيسر له من امكانيات 00 كما يعمد للدفاع عن نفسه من الكائنات الحية الاخرى المفترسة والمؤذية يحاول قتلها والقضاء عليها وهو ما يكون منطقيا ومبررا فهو صراع من اجل البقاء ولكن كيف نبرر الصراع بين البشربعضهم مع البعض وعلى ماذا 00000 ؟؟؟؟ !!!!! فمهما حاولنا ان نجد المبررفاننا سنقف عاجزين عن ايجاد مبرر مقنع ومقبول ونحن ندعي باننا ارقى الكائنات الحية على الارض فان كانت الحيوانات ينقض بعضها على بعض لافتراسها واكلها لكونها بهائم قاصرة عقل فالانسان صاحب العقل المفكر والمدبر والذي استطاع ان يخترع ويصنع هذه الادوات المذهلة التي بنى حضارته بها يقتل اخيه الانسان ويتركه مرميا او يدفنه تحت التراب ومع ذلك فالحروب قائمة ومستمرة بين بني البشر 00
الفصل الثاني
ولو عدنا الى عمق تاريخ البشرية في الماضي البعيد فسوف نجد ان حياة كل تلك الحقب التي تشكلت فيها الدول والتي انشأت الحضارات القديمة كالسومرية والاكدية والبابلية والفرعونية والامبراطوريات الرومانية والاغريقية لوجدناها قد اشتبكت بحروب دامية مع بعضها حتى جاء الاسلام وبدأ عصر الفتح الاسلامي الذي ظهر بتبرير جديد لما قام به من غزوات وفتح البلدان والامصارتحت نشر الدعوة الاسلامية التي قامت لنشر العدل ونبذ المعتقدات القديمة التي بنيت على عبادة الاصنام هداية الناس لعبادة الله خالق السماوات والارض 00 ومن اجل هذا الهدف دخلت الجيوش الاسلامية في حروب طاحنة هزت الكثير من العروش ودحرت العديد من الامبراطوريات شرقا وغربا وسحقتها لتقيم بدلها امبراطورية اسلامية شامخة بدأتها بحروب الردة ثم شرعت بعدها بفتح البلدان وهي ترفع شعار الدعوة المحمدية والجهاد في سبيل الله وبعد ان بدأ تلك الحملات الخلفاء الراشدون الذين لم تخل فترات حكمهم من التطاحنات والخلافات والنزاعات التي ادت الى قتل البعض منهم باي مبرر رفعوه فقد اطاح بالعديد من الرؤوس وعلى مختلف المستويات باسم الدفاع عن الاسلام وهداية الناس الى الطريق المستقيم كل يرجح احقيته في رفع هذا الشعار ومسك زمام اموره بيده ويبرر ما يمارسه من قتل بالد فاع عن هذا الدين الجديد 00 ثم جاءت الدولة الاموية بعد ان تمكن معاوية بن عم الرسول ان يسيطر على الامور ويؤسس دولته الشامخة استمر بغزوه للبلدان وتصدى لاقرب الناس اليه ورفع السيف في وجوههم بتبريرات اقنع بها نفسه واستطاع ان يقنع الكثيرين بها رضاءا او رضوخا وخوفا من سطوته واطاح بالعديد من الرؤوس دون أي شفقة او رحمة وهو يبرر جميع افعاله ويشرعنها باعتباره حامي حمى الاسلام ورافع راية الدين الحنيف فقد كانت الحروب هي اجلى مظاهر ذلك العصر فامتد الغزو شرقا وغربا وطحنت شعوبا كانت امنة مستريحة وهي ليست خصما لاحد ومع ذلك فقد اصابها القتل واصابها الهوان 00 حتى انتهت الدولة الاموية على يد ابو العباس السفاح ليسفك دماء ابناء عمومته ويجلس على كرسي الحكم مبررا ما فعله بحماية الدين وتقويم الفساد 00 ولكن وللاسف فلم ينتهي الفساد ولم يتم الاصلاح ولم يسترح المسلمون بل جرهم ومن جاء من بعدهم من السلاطين ليجروا شعوبهم من جديد الى الموت الزئام ونسي الاسلام وامتلات قصورهم بالجواري والقيان وبرز ابو نؤاس والفارابي وزرياب والمطربون والمطربات فرقصن على اصوات الموسيقى وغنين فشنفن الاذان وفي نفس الوقت كانت تجز الرؤوس ويطاح بالالاف في سوح المعارك واستمر الحال والمبررات جاهزة للعيان 00 فلا بد لكل معركة من مبرر ولا بد لكل قتل انسان من مبرر فهذا خائن وذاك عميل وهذا من بني العدوان 00 فلا بد من ايجاد مبرر وألا عد المتخاصم معتوها او مجنون فكيف يخاصم شخصا اخر دون أي مبرر حقيقي او يختلقه ويلفقه بشكل معقول ومقبول كي يقنع به الاخرين 00 علما ان في معظم الاحيان يكون فيه الاخرون مستعدون للاقتناع بما يطرحه عليهم ولاة امورهم ويصفقون لهم وهكذا هجم فيه هولاكو على بغداد واحتلها وقضى على الدولة العباسية ونشر الرعب والخوف والهوان وسفك الدماء 00 وللاسف لم يتسنى لي ان اساله عن المبرر الذي دفه لاحتلال بغداد فلم يسرني به ولم استطع ان اكتشف ماذا كان يدور بخلده عند الاحتلال ولربما سيسأله الباري عز وجل يوم الحساب عن كل مبرراته في احتلال العراق فقد يقتنع بمبرراته ويعفيه من العقاب فالله اعلم بما في الصدور وما يفعلون 00 مع كل ما اقترفه من مجازر اليس الله غفور رحيم 000 وانا بدوري اقول قد تكون كل الحروب التي يشنها القادة والزعماء على غيرهم من الشعوب او حتى على شعوبهم قد تكون ما يبررها على الاقل من وجهة نظرهم وما يهمنا اليوم هو ما يحدث في مناطقنا ودولنا الاقليمية وما يجري لشعوبها فقد حارب صدام ايران بحجة الدفاع عن البوابة الشرقية واحتل الكويت بحجة كونها قضاء عراقي وقامت الثورة في ايران دفاعا عن الاسلام00 واحتل العراق من قبل امريكا بمبرر البحث عن اسلحة الدمار الشامل وبواسطة اسلحة دمار شامل00 استعملها الامريكان انفسهم وقتلوا مليون ونصف من ابناء العراق واراحوهم من حياة الدنيا ودفنوهم تحت التراب كل ذلك تحريرا له من الاستبداد وتشكلت الحكومات تطبيقا للديمقراطية00 وسرقت اموال الشعب تعويضا عن ما عانا ه المستضعفون من ظلم وتعسف صدام اليسوا هم ضحايا صدام واصحاب المقابر الجماعية واستول رؤساء الكتل على السلطة انطلاقا من مباديء الديمقراطية وتداول السلطة وانتخاب الشعب لهم 00 فكل شيء مبرر الى حد الدقيقة والثانية 00 فليس هناك امر عشوائي فكل شيء له ما يبرره فالتبرير يتقدم كل فعل مهما كانت قسوته ونتائجه المدمرة 00 وانقسم الشعب العراقي الى اقسام كل له مبرره المنطقي في شريحته فعلى الاقل فهو مقتنع به فالسادة الافاضل الذين يخرجون علينا يوميا بطلعتهم البهية على شاشات التلفزيون ويتطارحون الاراء ويقدمون الحجج ضد بعضهم كل له مبرراته وكلها مبررات غاية في الحسن والجمال والبهاء وكلها تنصب في خدمة الشعب وفي جيوب الشعب وليس في جيوبهم حاشى لله ان يلوثوا جيوبهم باموال الشعب والدليل هذه الوجاهة والوقار والحشمة التي يظهرون فيها وهم متكئين على الارائك ويتحدثون بكل لباقة وكأن كلامهم يقطر عسلا بل هو احلى من عسل النحل وبلا ( وخزة دبور) وبتبريرات غاية في المنطق والمقبولية فهم لاينطقون عن الهوى بل هو وحي يوحى 00 وعلى اية حال فكل ما يجري هي حروب ونزاعات خفية وسوف تستمر فكل ما ينتهي نزاع يستجد نزاع اخر الى يوم القيامة ويوم القيامة ليس ببعيد والمبررات لانهاية لها والاحاديث ذو شجون 000!!!
كتب بتأريخ : الثلاثاء 21-06-2011
عدد القراء : 2109
عدد التعليقات : 0