كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، أمس عن دخول عملية إعادة اعمار منارة الموصل الحدباء التاريخية التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي لمرحلة جديدة من البناء، وقالت المنظمة ان العمل يتضمن الخطوة الأكثـر أهمية في تثبيت دعامة المنارة التي يعود تاريخها للقرن الثاني عشر.

وقالت اليونسكو، في تقرير لها ترجمته (المدى)، "يسعدنا ان نعلن باننا قد وصلنا لمرحلة البدء بخطوة مهمة أخرى لإعادة اعمار المنارة الحدباء".

وأضاف التقرير، أن "هذه المرحلة ستضمن عملية الربط بين القواعد الرئيسية للمنارة مع الأساس الجديد من أجل جعل المنارة مستقرة ثابتة في الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على اطلالها القديمة."

وأشار، إلى أن "منارة جامع النوري الحدباء كان قد نسفها مسلحو داعش خلال عمليات استرجاع المدينة من التنظيم في حزيران عام 2017".

وشدد التقرير، على أن "المنارة الحدباء تعد احدى اهم رموز تاريخ المدينة الحضاري والثقافي الذي تعرض معظمه للدمار والخراب والضياع خلال مرحلة حروب استمرت أربع سنوات".

وذكر، أن "منظمة اليونسكو كانت قد أطلقت في أوائل عام 2018 مبادرة، احياء روح الموصل، التي تهدف لإعادة تأهيل المدينة القديمة التاريخية وذلك بعد اعلان النصر على تنظيم داعش".

ويواصل، أن "المبادرة تهدف في الوقت ذاته إلى استرجاع واحياء ابنية المدينة الشهيرة التاريخية ومواقعها التراثية وإعادة اعمار المدارس أيضا"ً.

وأكد، أن "دولة الامارات قدمت في حينها بالتعاون مع اليونسكو والاتحاد الاوروبي منحة مالية بمقدار 50 مليون دولار لإعادة اعمار مجمع جامع النوري وكذلك كنيستين قديمتين على مقربة منه وهما كنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة".

ولفت التقرير، إلى أن "المنارة الحدباء التي بنيت في العام 1172 ميلادي من قبل الحاكم السلجوقي، نور الدين، ضمن مجمع ديني يشتمل على جامع النوري، لم تكتسب هذا اللقب لحد القرن الرابع عشر عندما انحنى هيكلها المعماري بشكل ملحوظ واصبح شكلها مائلاً قليلاً".

ونبه، الى أن "المنارة تعتبر ايقونة الموصل التراثية التي ارتبط اسمها باسم المدينة وتم طبع صورة المنارة على العملة العراقية فئة 10 آلاف دينار".

وتابع التقرير، أن "اليونسكو أطلقت الشهر الماضي مرحلة إعادة الإعمار النهائية لمجمع جامع النوري بضمنها المنارة الحدباء".

ولفت، الى "تثبيت لبنة حفنة من الأحجار الاصلية للمبنى التي تم استرجاعها من الحطام عام 2017، بمشاركة وزير الثقافة العراقي احمد البدراني ومديرة عام منظمة اليونسكو، اودري آزولاي".

وقالت مديرة اليونسكو ازولاي، بحسب التقرير، "كنت انتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة، للانطلاق بالمرحلة النهائية للمنارة الحدباء، نحن نعلم مدى أهمية المنارة الحدباء الرمزية بالنسبة للموصل وللعراق أيضا ولمدينة عانت الكثير عبر السنوات الماضية، انها رمز لتاريخ العراق الغني، وبإعادة إعمار المنارة نحن نقوم بإحياء هذا الرمز."

وأورد التقرير، أن "اليونسكو قالت ان إعادة اعمار جامع النوري وكنيستي الساعة والطاهرة القريبتين من الموقع قد وصلت الى مراحلها الأخيرة".

ويسترسل، أن "الاكتمال من العمل في هذه المواقع الثلاثة سيتم في نهاية هذا العام، اما المنارة الحدباء فستكتمل إعادة إعمارها بحلول منتصف العام القادم 2024".

وكان المتحدث باسم وزارة الثقافة والسياحة، احمد العلياوي، قد ذكر في تعليق له لموقع (العربي الجديد) الاخباري، أن "الحديث عن منارة الحدباء التاريخية هو ضمن مشروع إعادة اعمار كبير تقوده منظمة اليونسكو بتمويل يفوق 50 مليون دولار".

وتابع العلياوي، أن "فرق اليونسكو من خبراء ومستشارين شخصوا واقع المبنى الاثري وقاموا بحصر الأجزاء التي سقطت من المنارة".

وأشار، إلى "اتخاذ القرارات اللازمة لتدعيم المنارة من جهة والحفاظ على أساساتها من جهة أخرى".

وبين العلياوي، أن "اليونسكو حسمت قرار إعادة بناء الجزء المدمر من المنارة الحدباء بطبقاتها السبع ونقوشها التاريخية فوق الجزء المتبقي من أساسها وعدم اختيار موقع جديد للبناء بعد التأكد من قدرة وكفاءة الاساسات عبر مراكز تحليل الانشاءات والجهد الهندسي للمنظمة."

وذكر التقرير، أن "العراق ويضم ستة مواقع مدرجة ضمن لائحة التراث الدولي لليونسكو، من بينها مدينة بابل التاريخية ومواقع عدة إمبراطوريات تاريخية حكمها ملوك مثل حمورابي ونبوخذ نصر".

ومضى التقرير، إلى أن "العراق وبينما استعاد استقراره الأمني، فأنه قد شهد عودة لفرق التنقيب الأجنبية عن الآثار وإعادة تأهيل مواقع اثرية تستقطب سواحا أجانب".

عن: موقع (ذي ناشنال) الإخباري