ابتكر العلماء نماذج أجنة للمساعدة في دراسة ألغاز التطور البشري في الأعمار المبكرة، والمشاكل الطبية التي تحدث قبل الولادة، وسبب فشل العديد من حالات الحمل، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة في تقرير، الثلاثاء، أن هذه النماذج مصنوعة من الخلايا الجذعية، وليس البويضات والحيوانات المنوية، ولا يمكن أن تنمو لتصبح أطفالا.

وقال عالم الأخلاق ومدير علوم الحياة في متحف بوسطن للعلوم، إنسو هيون: "إن هذه النماذج مكتملة بما يكفي لإعطائك صورة عما قد يحدث في الجنين أثناء الحمل، لكنها ليست كاملة بحيث يمكنك استخدامها في الواقع للتكاثر".

وأضاف أن استخدام هذه النماذج يتجنب أيضا الجدل حول استخدام أجنة حقيقية في البحث.

ووفقا للوكالة، تعمل عدة مجموعات على هذا البحث. وشاركت فرق مختلفة مع باحثين من الولايات المتحدة وإنكلترا في دراستين نُشرتا، الثلاثاء في مجلة "نيتشر"، كما نشر علماء آخرون في إسرائيل والصين دراسات حول الفكرة نفسها، في وقت سابق من يونيو الجاري، ولم تتم مراجعتها من قبل أقرانهم بعد.

وبينما كانت النماذج السابقة تحاكي الأجنة، قال هيون إن أحدثها كان نموذجا لجنين بعد أن تم زرعه في الرحم. وقد يكون من الصعب للغاية رؤية الأجنة البشرية الحقيقية في تلك المرحلة لأنها تختبئ في الرحم.

وتختلف نماذج كل فريق في التقنيات المستخدمة ومدى اكتمالها مع بعض النسخ المتطابقة ليس فقط في ما يتعلق بالجنين نفسه، لكن بدايات المشيمة والكيس المحي أيضا.

وبالنسبة لهذه الأنواع من النماذج، يستخدم العلماء نوعا من الخلايا الجذعية القادرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا أو الأنسجة في الجسم. ويمكن أن تكون من أجنة أو أعيد برمجتها من أنسجة البالغين.

ووصف مؤلفو إحدى الأوراق البحثية التي نشرتها "نيتشر" النماذج التي استخدموها بأنها تشبه الأجنة البشرية بعد تسعة إلى 14 يوما من الإخصاب.

وقالت المؤلفة التي تدرس بيولوجيا الخلايا الجذعية التنموية في جامعة ييل، بيرنا سوزان، إنه إذا تمكنا من نمذجة هذه الفترة بشكل تجريبي، فيمكننا أخيرا البدء في طرح أسئلة حول كيفية حدوث التطور البشري في تلك المراحل المبكرة جدا التي تكون مخفية عادة داخل جسم الأم.

وأضافت سوزان أن العلماء سيكونون قادرين أيضا على دراسة الفشل الجنيني واضطرابات النمو وفقدان الحمل. وقالت في هذه المرحلة، نحن لا نفهم كيف تسير الأمور بشكل منحرف.

وفي ورقة أخرى نشرتها "نيتشر"، قالت الخبيرة في بيولوجيا الخلايا الجذعية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة كامبريدج في إنكلترا، ماجدالينا زيرنيكا جويتز، وزملاؤها إن نموذجهم يعكس التطور حتى 14 يوما من الإخصاب. ويحتوي هذا النموذج على أنسجة وأنسجة جنينية يمكن أن تستمر في إنتاج الهياكل المحيطة بالجنين مثل المشيمة والكيس المحي.

وقالت زيرنيكا جويتز إن نماذج الأجنة البشرية يمكن استخدامها في المستقبل لاستكشاف تأثيرات البيئة والمواد الكيميائية على التطور المبكر. وأضافت أنه يمكن حتى استخدامها لتوليد الأنسجة المستخدمة في العلاجات الطبية الجديدة.

كما تبحث سوزان أيضا اختبار الأدوية على نماذج الأجنة وتعريضها للجراثيم، وهي تجارب لا يمكن إجراؤها على النساء الحوامل.