حقّق مهرجان جرش للثقافة والفنون 2023 سبقاً استثنائياً في استضافته فرقتين نسائيتين سعوديتين، لتقديم الفنون الأدائية الوطنية، وهي المرّة الأولى التي تشارك فيها فرق نسائية في مهرجانات وفعاليات رسمية.
رئيسة فرقة الخطوة النسائية عفاف مشهور تحدثت عن تجربتهن الأولى، والتي نالت استحسان الجمهور في حفل وأداء حي، تناقلت صوره ولقطاته منصّات التواصل الاجتماعي.
السامري والخطوة
في قلب عمّان، مثّلت فرقتان نسائيتان فنوناً أدائية سعودية، حيث أدّت الفرقة الشعبية الشرقاوية فن السامري، فيما أدّت فرقة الخطوة النسائية الفن الذي سُمّيت تيمناً به.
وتحدثت رئيسة فرقة الخطوة النسائية عفاف مشهور لـ"النهار العربي" عن ظروف تكوين الفرقة، فأكّدت "أنّ فرقتها تتكوّن من 12 سيدة يربطهن حب الموسيقى والتراث، والفخر بالوطن وفنونه وتراثه العريق، حيث تأسّست فرقة الخطوة النسائية حينما وجّهت لهن دعوة من وزارة الثقافة السعودية، وفي وقت وجيز لا يتجاوز 24 ساعة اكتملت الفرقة.
وأكّدت أنّ تجربة السيدات للفنون الأدائية ليست جديدة، ووصفتها بالـ"ممتعة"، إذ يُعتبر فناً يؤدّيه الرجال والنساء. وعبّرت عن سعادتها بمهرجان جرش في دورته السابعة والثلاثين، والأصداء الإيجابية التي حقّقتها مشاركة الفرقة في حفلة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي قبل أيام.
وكانت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي قد نظّما حفلة موسيقية غنائية شهدتها منطقة بوليفارد العبدلي، شاركت فيها الفرقتان النسائيتان، فيما قدّمت فنون الخبيتي والينبعاوي فرقة رجالية، سجّلت حضوراً كبيراً من الجمهور الأردني، في حضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن نايف بن بندر السديري.
ووفق بيان لوزارة الثقافة السعودية، فإنّ مشاركة المملكة في مهرجان جرش للثقافة والفنون، تأتي ضمن جهود وزارة الثقافة ممثلةً في الهيئات والكيانات الثقافية؛ لتعزيز وتدعيم حضور الثقافة السعودية في المهرجانات والمناسبات العربية والعالمية، وتوطيد العلاقات الثقافية مع مختلف الدول، كما تعكس المشاركة حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلّة رؤية السعودية 2030.
6فنون أدائية سعودية في جرش
إلى جانب الفرقتين النسائيتين، قدّمت فرق سعودية أكثر من 6 فنون أدائية تراثية، ضمن مشاركة المملكة العربية السعودية في مهرجان جرش في الأردن.
وساهمت مشاركة الفرق الأدائية بتنظيم هيئة المسرح والفنون الأدائية، في تعريف الزوار بالفن والتراث الوطنيين، واستعرضت فنون الدحة، الرفيحي، الخطوة، الينبعاوي، السامري، والخبيتي، إضافة إلى رواية وقصّ الحكايا الشعبية القديمة، المستوحاة من التراث والتاريخ، والتي رواها الحكواتيان السعوديان محمد الشرهان ونواف الهويمل.
وتجسّد الفنون الأدائية تنوع وثراء التراث والفنون السعودية، حيث قدمت من منطقة تبوك فن الدحة، الفن الأدائي غير الإيقاعي، الذي كان يُمارس قديماً لإخافة الأعداء من خلال إصدار صوت الهدير المشابه لأصوات الإبل، واليوم؛ أصبح هذا الفن للمسامرة في المساء ومناسبات الأفراح، كما قدمت فن الرفيحي المنتشر شمال المملكة، وفن الخطوة الآتي من مناطق جنوب المملكة، ويتّسم بأداء حركي يميّزه عن بقية الفنون.
وقدّمت الفرق أيضاً فن الينبعاوي، وهو عبارة عن فن موسيقي طربي شرقي أصيل يعتمد على الحركة السريعة في ألحانه، ويتميّز به أهل ينبع على ساحل البحر الأحمر، إضافة إلى فن السامري النجدي، المعتمد على الدفوف والقصائد الشعرية والأداء الحركي، ويمثّل أفراد الفرقة فيه لوحة من أجمل اللوحات الأدائية، وأخيراً فن الخبيتي الأصيل، الذي يمتلك حضوراً طاغياً في الأعراس والمهرجانات.
وشهد مهرجان جرش أيضاً، مساء الأحد الماضي، إقامة حفلة غنائية للفنان خالد عبد الرحمن على المسرح الجنوبي في مدينة جرش التاريخية، قدّم خلالها باقةً منوعة من أبرز الأغاني التي تَغَنَّى بها خلال مسيرته الفنية الطويلة، معبّراً عمّا تمتلكه المملكة من ثقافة ثرية ومسيرة موسيقية ممتدة، فيما استقبل الأردنيون النجم السعودي بحفاوة، منتظراً هذه الحفلة الغنائية نحو 30 عاماً.