في وقت احتفت فيه الاوساط الثقافية والاثارية في ذي قار باليوم العالمي للمتاحف كشفت ادارة متحف الناصرية الحضاري عن استقبال نحو 7 الاف زائر سنويا من مختلف الجنسيات، مشيرة الى تسلم مئات القطع الاثرية من البعثات التنقيبية العاملة في المواقع الاثرية في المحافظة.

جاء ذلك خلال ندوة ثقافية نظمها فريق شارع الثقافة في الناصرية للتعريف بالتراث الحضاري واهمية الحفاظ عليه، حاضرت فيها مديرة متحف الناصرية الحضاري وداد الاعرجي.

وفي حديث لـ(المدى) قالت الاعرجي ان "اليوم العالمي للمتاحف هو مناسبة دولية يحتفي فيها العالم في الـ ١٨ من ايار من كل عام"، مشيرة الى ان "الاحتفال في هذا اليوم الذي يتبناه المجلس الدولي للمتاحف يهدف لإيجاد فرصة لذوي الاختصاص من العاملين في المتحف لمقابلة الجمهور وطرح التحديات التي تواجه المتاحف".

واسترسلت مديرة متحف الناصرية الحضاري ان "الحوار بين العاملين في المتاحف والجمهور من شأنه ان يرفع الوعي العام بأهمية المتاحف ودورها الثقافي"، مشددة على اهمية "إقامة مهرجانات وندوات توعوية للجمهور حول أهمية الآثار كونها تمثل تاريخا منظورا يمكن التعامل معه كحلقة وصل بين الماضي والحاضر".

وتجد الاعرجي ان "زيارة المتاحف والاطلاع على مقتنياتها يساعد الزائر والمهتم في مجال الآثار على تكوين تصورات صحيحة عن الاثر الحضاري وهو ما يجعله اكثر حرصا بالتعامل مع الآثار" منوهة الى دور وسائل الإعلام في تجسير العلاقة بين المتحف والمتلقي.

وعن عدد الزوار الذين يستقبلهم متحف الناصرية الحضاري قالت الاعرجي ان "عدد زوار المتحف سنويا يبلغ ٦٥٤٣ وهو يزداد سنويا"، مشيرة الى ان "المتحف يستقبل زائرين من مختلف الجنسيات ولا يقتصر على فئة معينة كون الاثار رسالة ثقافية وعلمية وفنية لا تقتصر على فئة دون أخرى".

وتشير مديرة متحف الناصرية الحضاري الى انها تتبنى "فكرة عرض اثار ذي قار في كافة متاحف العراق وبالمقابل رفد متحف الناصرية بأثار إضافية من مواقع مختلفة من العراق"، واردفت " فلا يمكن فصل اثار ذي قار عن آثار بلدنا فهي جزء لا يتجزأ منه".

وترى الاعرجي ان "متحف الناصرية الحالي لا يتسع لقدر اكبر من المعروضات الاثرية"، مشيرة الى "تبني الجهات المعنية مشروعا جديدا لإنشاء متحف كبير في مدينة اور السياحية يكون وفق مواصفات عالمية".

وعن الحقب التاريخية والحضارية التي تعود لها مقتنيات متحف الناصرية قالت الاعرجي ان "معروضات متحف الناصرية تعود إلى حقب مختلفة تعتمد على التسلسل الزمني فلدينا في القاعة الاولى آثار تعود لـ ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد اي ان عمرها الحالي ٧٠٢٤ سنة وهي من مدينة اريدو الاثرية في محافظة ذي قار"، واضافت "كذلك لدينا اثار من العصور السومرية والبابلية والاشورية والعصر الحضري وحتى العصر الإسلامي".

وتابعت الاعرجي "فعندما تدخل لقاعات المتحف ستسافر عبر الزمن منذ عام ٥٠٠٠ قبل الميلاد الى ١٧٢٢م وهذا التاريخ يمثل العصر الصفوي الذي لدينا اثار منه".

وعن عدد القطع الاثرية التي يتسلمها متحف الناصرية من البعثات التنقيبية والمواطنين قالت الاعرجي ان "المتحف يستقبل سنويا مئات القطع الأثرية من المواطنين والبعثات"، مشيرة الى ان "المتحف لا يحتفظ بهذه الآثار وانما يقوم بتسليمها إلى المتحف العراقي كي تعرض على لجان مختصة لغرض صيانتها ودراستها وتمييز القطع الأصلية من غيرها".

ويحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر أيار/مايو من كل عام، وهو احتفال دولي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف منذ عام 1977، وكان الهدف من الاحتفال به، إقامة حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف وتوعية الجمهور بأنشطتها المختلفة عبر إطلاق العديد من الفعاليات والندوات التي تُبرز دور المتاحف في المجتمع.

ويعود تأسيس متحف الناصرية إلى عام 1969 اذ تبرعت مؤسسة كولبنكيان البرتغالية بإنشائه على نفقتها الخاصة فيما تقرر إغلاقه مطلع تسعينيات القرن الماضي إثر اندلاع حرب الكويت. وقد أعيد افتتاحه، في 26 من آذار 2015، بحضور الوزير الاسبق عادل فهد شرشاب، وذلك بعد 25 عاماً على إغلاقه.

يذكر ان إدارة متحف الناصرية الحضاري اعلنت يوم الثلاثاء (الاول من كانون الثاني 2019) عن استقبال أكثر من 3 آلاف زائر وباحث وسائح من جنسيات مختلفة على مدى عام كامل، وفيما أشارت الى زيادة كبيرة في عدد الزائرين مقارنة بالأعوام الماضية، دعت إدارات المدارس والجامعات الى تنظيم المزيد من الزيارات العلمية للمتحف لغرض التعريف بحضارة وادي الرافدين وإن لا تقتصر الزيارات على الجوانب الترفيهية فقط.

وشهدت محافظة ذي قار خلال الاعوام الاخيرة عمل اكثر من 10 بعثات تنقيبية دولية تتمثل ببعثتين إيطاليتين واحدة تعمل في موقع "أبو طبيرة" الأثري في الناصرية والأخرى في "تل زرغل" في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية أميركية تعمل في مدينة أور الأثرية وبعثة فرنسية/ إيطالية مشتركة تعمل في موقع أريدو وبعثة فرنسية تعمل في موقع لارسا وبعثة بريطانية تعمل في موقع تلو في قضاء النصر وأخرى تعمل في "تل خيبر" غرب الناصرية وبعثة أميركية تعمل في موقع هباه في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية سلوفاكية تعمل في موقع جوخا شمال الناصرية وبعثة مسح اثري أخرى تعمل في موقع جوخا.

وأعلنت مفتشية آثار ذي قار في عام 2021 عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية الى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، فيما بينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية.

وتضم محافظة ذي قار، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلا عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.