الى / فخامة رئيس جمهورية العراق المحترم

الى / رئاسة البرلمان العراقي المحترمين

الى / رئيس الوزراء العراقي المحترم

14 تموز ثورة وطن وهوية شعب موحدة

في لحظة نراها خارج توقيت الاحداث وسلم الاولويات، اتخذ البرلمان العراقي قرارا بعيد عن الحكمة ولا ينسجم مع المهمات الدستورية الوطنية وأرث التنوع الثقافي والحضاري، الذي يحفظ وحدة العراق شعباً وأرض، ويحمي موروثه التاريخي بمختلف الاشكال ومنها المتغيرات والاحداث الوطنية ، وثورة الرابع عشر من تموز محطة من محطات التحرر الوطني الذي لايغادر ضمير اغلب العراقيين لما حققته من منجزات على مستوى الانسان العراقي والبلد منتقلا به الى عصر الجمهورية.

نحن نساء رابطة المرأة العراقية المنظمة النسوية العريقة بتاريخها النضالي و الوطني والمجتمعي، نستلهم العبر والدروس والمواقف مما أورثته لنا امهاتنا واخواتنا واخوتنا من تاريخ زاهر في العراق الحديث، أذ كان للمرأة العراقية بصمة واضحة فيه، ونرى ان الغاء تاريخ الرابع عشر من تموز لم يكن قرارا خاطئاً فقط، بل قراراً في الكثير من الاجحاف لمن ناضل وساهم وقدم التضحيات في سبيل انتشال البلد وشعبه من واقع مرير كان للنظام الملكي اليد الطولى فيه بتبعيتها للأستعمار وللاحلاف المتأمرة على العراق والمنطقة.

14 تموز الثورة التي حررت العراق والعراقيين وحققت الاستقلال والكرامة، واحدثت تغييرات كثيرة في قطاعات مختلفة ( سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافيا ) وساهمت في الغاء الفروقات المجتمعية والطبقية في الريف والمدينة لحماية حقوق المواطنين عبر اصدار العشرات من القوانين والتشريعات المدنية التي تحفظ الحقوق وتكرسها، والغت القوانين التي تكرس الاقصاء والتمييز بين ابناء وبنات الشعب.

الالاف من النساء والرابطيات انخرطن في هذه الثورة وفي مفاصل عمل عديدة وانتشرن عبر الفرق الجوالة والعمل التطوعي مؤمنات بدورهن ضمن منهاج الثورة الفتية لتقديم انواع الخدمات التوعوية والانسانية والتعليمية ولشرائح شملت النساء والاطفال والعمال والفلاحين، واستخدمت كل الاساليب المتاحة لنشر برامجها عبر الفرق الفنية والمسرحية الهادفة لتوعية الجماهير بحقوقها وبأهداف الثورة ورموزها من نساء ورجال وطنين واحرار ومنهن نساء رابطيات ارتبطت اسمائهن ونضالاتهن بأسم الثورة ومنجزاتها، واصبحت جزءا مهما من تاريخنا النضالي النسوي والوطني وتحولت الى طباع لاصقة بنا نحن نساء رابطة المرأة العراقية وجميع نساء العراق المتطلعات الى دولة مدنية جامعة لكل العراقيين وتحافظ على تنوعهم الثقافي المميز.

ان دراستكم السريعة لمشروع الاعياد والعطل الرسمية وأقراركم لبعضها دون تضمين يوم 14 تموز كمناسبة وعيد وطني وعطلة رسمية، رغم أنه يوم تاريخي ارتبط بذاكرة العراقيين لكونها الاعلان الرسمي لجمهورية العراق الحديث، وبهذا الاقرار اللاوطني جردتم العراق كبلد من هويته وجمهوريته التي أسست لتاريخ زاخر بالمنجزات التي لاتنكر، مما يدعونا ان نطالب بأعادة النظر في هذا القرار غير المشروع والذي يكرس نزعة الاقصاء لحقبة دافع وناضل وضحى عنها الالاف من ابناء وبنات العوائل العراقية، مؤكدين على اهمية احترام التاريخ العراقي وعدم تجريده من العيد الرسمي والوطني لجمهورية العراق 14 تموز، اليوم الذي سيبقى هوية شعب ووطن.

رابطة المرأة العراقية

27 أيار 2024