الأبواب المغسولة بالزئبق
في لحظات البوق الصوري
في ارض قاحلة إلا من عوسج
فَبَصَرّتُ الأبواب تغلق ان مرتْ أجساد الناس
صارتْ من مرٍ وعجاف
قالت سعدى قدام التنور
في صخبٍ نحنُ خراف الخبز الجاف
نخبز لا نأكل إلا ملح جدار
ونساء تتسابق في الوقفات
والباقي في تابوت الأموات
سعدى كانت في كل مساء
تجلس قدام التنور
وتقول ولدي مصطافْ، وحيد في الدار
يا قرة عيني يا سبع الاحياء
القهر غراب والخبز تراب والأب المجروح غياب.
تأتي أجسادٌ تغسل بالتوت
تتعطر بالكافور الابيض
تركب في العربات الشرقية
والعربات الغربيةْ
عبّارات الباب الشرقي
والآهات المغموسة بالرنات
والاجساد المرمية في عار الطرقات
في الوقت الموقوت
القاتل باسم الدين
الداخل والخارج في الطاغوت
كان الغيلان الأول في الذبح
الرجل الأكبر صادق في القتل
فرحاناً كان
وسخياً كان
جلاداً فطرياً كان
كيف يتم غسل الأطفال
غسل الأطفال الرضع
الاطفال بدون الأطراف
كيف نساء السبي الرابض في الزمن الملغي ؟
كيف رجال قالوا قامات؟
ركبوا المكبوت
الفاضح في الرايات
في عربات الخيالة العميان
الأرض إذا ضاقت بالموتى
والاحياء على البوابات
قولوا: كيف تصاغ الكلمات؟
قولوا: من أين الفتح؟
ها انت ترى الاغلاق
والكون الواسع يترهل في عمق الصمتِ
والقابع خلف ظلال الأشجار السرية
يتحين فرصة
ويتوق إليها
يتحين فرصة
ويتوق الإفلات
وجحيم العصر على وحشٍ مستور
يتحين قفزة
لخلاص الموثوق
في عرف الفكر الرجعي
قالت سعدى تنور الخبز حلال
في بيتي آفات
ومراعي قد نهبتْ
فبصرت بعيني كي أنسي
لكن النسيان الأعمى
شلَّ الرؤيا
أقام الحد
أكد في غضبٍ مرصود
" من جد وجد "
في ارضٍ فقدت فيها القدرة في التمييز
والتعب صار المضمار الماشي للناس الفقراء
لكن الصبر حدود
والإصرار الموجود
قالت سعدى في وجه التنور الحار
سيكون النصر سيولاً من امطار
تغسل وجه العار
وسَتَملأ هذي الأرض عدلاً ووثوب!
10 / 5 / 2024