حتى نهاية 2022 كان هناك أكثر من 450 مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد صراعاً
ملخص
يظهر تقرير للأمم المتحدة أن الانتحار هو السبب الرئيس الرابع للوفاة بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، مع إقدام 46 ألف شخص تراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة على الانتحار كل عام.
حذرت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال نجاة معلا مجيد من أن الشباب الصغار يواجهون موجة غير مسبوقة من العنف والاعتداءات الجنسية بسبب الحروب وتغير المناخ والجوع والنزوح.
وقالت معلا مجيد إن "الأطفال ليسوا مسؤولين عن الحرب وليسوا مسؤولين عن أزمة المناخ، وهم يدفعون ثمناً باهظاً"، مضيفة "وصل العنف ضد الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة بسبب أزمات متعددة الأوجه ومترابطة".
وستقدم معلا مجيد، وهي طبيبة أطفال من المغرب، اليوم الخميس تقريراً للأمم المتحدة يظهر أن العنف الوحشي ضد الأطفال منتشر، وأن التكنولوجيا تسهل ارتكاب جرائم في حق الشباب بصورة غير مسبوقة.
وقالت الطبيبة لوكالة الصحافة الفرنسية إن "وضع حد للعنف أمر ممكن، وهو منطقي من الناحية الاقتصادية"، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الأشخاص على مستوى العالم ملتزمون بإنهاء هذه المشكلة، وتابعت "تكمن المشكلة في الطريقة التي يمكننا دعمهم من خلالها وتنفيذ كل هذه الحلول على نطاق واسع".
الانتحار
لكن الوضع مأسوي كما يظهر تقريرها، فحتى نهاية 2022 كان هناك أكثر من 450 مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد صراعاً، وكان 40 في المئة من النازحين البالغ عددهم 120 مليوناً في نهاية أبريل (نيسان) من العام ذاته من الأطفال، فيما يعيش 333 مليون طفل في فقر مدقع، ومما يزيد الوضع سوءاً تعرض أكثر من مليار طفل لخطر التأثر بتغير المناخ.
ويظهر التقرير أن الانتحار هو السبب الرئيس الرابع للوفاة بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، مع إقدام 46 ألف شخص تراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة على الانتحار كل عام.
وحذرت معلا مجيد من أن زواج الأطفال يمثل آفة منتشرة على نطاق واسع مع وصول عدد ضحايا هذه الممارسة إلى 640 مليوناً، فقد تعرضت أكثر من 370 مليون فتاة وامرأة في مختلف أنحاء العالم للاغتصاب أو لاعتداءات جنسية خلال طفولتهن أو مراهقتهن، وفق تقرير دولي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يتناول هذا النوع من العنف الذي بلغ "حجماً خطراً".
"لحظة صعبة للغاية"
وقالت معلا مجيد إنه "يمكن وقوع الأطفال ضحايا للاستغلال، سواء عبر الإنترنت أو خارجها، ويمكن أن يقعوا ضحايا عمالة الأطفال والعبودية وممارسات كثيرة، وأيضاً النزاعات المسلحة".
ولفتت إلى أنه مع تحول القتال والخروج عن القانون إلى واقع متجذر في كثير من المجتمعات على مستوى العالم، مثل السودان وهايتي، "يصبح العنف أمراً طبيعياً"، موضحة أنه "عندما يتعرض أطفالكم للعنف منذ الطفولة ولا يرون إلا ذلك، فكيف ستتعاملون مع كل هذا؟".
ويفيد التقرير بأن للعنف ضد الأطفال تأثيراً مضاعفاً، فهو يضر بصحتهم العقلية ويضعف تعلمهم ويعوق إنتاجيتهم في وقت لاحق من الحياة.
وحذرت معلا مجيد من أنه "حتى لو نظرتم إلى الأمر من منظور الكلفة فستجدون أنها تمثل 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني في بعض البلدان"، وقالت إن الحل يكمن في نهج منسق للإنفاق العام وإشراك قطاع الأعمال والمجتمع المدني وإشراك الأطفال أنفسهم.
لكن الموازنات المحدودة وصعود السياسات المحافظة في شأن الصحة الجنسية والحقوق الإنجابية يهددان بعرقلة الجهود الرامية إلى مكافحة العنف ضد الأطفال، وفق الطبيبة.
وقالت، "إن مسألة اليمين المتطرف والأحزاب المحافظة في كثير من البلدان ستؤدي أيضاً إلى انتكاسة بعض أشكال التحركات في ما يتعلق بالصحة الإنجابية وقضايا النوع الاجتماعي".