تستمر الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على تردي الخدمات وغياب فرص العمل وتنصل السلطات من تعديل سلم الرواتب، فيما يواصل خريجي الكليات الطبية اعتصامهم أمام وزارة الصحة في بغداد لليوم العاشر على التوالي، مطالبين بتوفير فرص العمل والتعيينات في القطاع الصحي.
تطبيق قانون التدرج الطبي
وأعرب المعتصمون عن استيائهم من التأخير في إجراءات التوظيف، مؤكدين أن مطالبهم تشمل ضمان حقوقهم كمؤهلين علميًا وعمليًا لتلبية احتياجات النظام الصحي في البلاد.
وأشاروا إلى أنهم سيستمرون في احتجاجاتهم السلمية حتى يتم تحقيق مطالبهم المتعلقة بتطبيق قانون التدرج الطبي، مؤكدين أهمية استجابة وزارة الصحة لمطالبهم لضمان مستقبلهم المهني.
إغلاق للطرق في الديوانية
وأغلق محتجون من شيوخ وأبناء عشائر قرى آل بدير، جنوب الديوانية، الطريق الرابط بين محافظتي ذي قار والديوانية، احتجاجًا على ما وصفوه بالتجاوزات من قبل المتنفذين وبعض العشائر على الحصة المائية لمزارعي القضاء.
وفي بيان ألقاه أحد شيوخ آل بدير، حليم آل كريم، طالب المحتجون بإنهاء التجاوزات على نهر “البسروگية” ونهر “المغيشي الفاو”، ورفع السد الغاطس في مقدمة مجرى النهر. كما دعوا إلى إنشاء دائرة لمحاسبة المتجاوزين، محذرين من هجرة المزيد من المزارعين بسبب استمرار أزمة الجفاف.
وقال المزارع عبد الكريم البديري: “نحن مظلومون ومحرومون، بسبب الفساد الإداري وشق أنهر جديدة متجاوزة وخارج الخطط الزراعية. هذه القرى كانت تمثل 25 بالمئة من الثروة الحيوانية في العراق، ولكن بسبب الجفاف، أصبح المزارع لا يمتلك حتى بقرة واحدة يغذي من منتجاتها أسرته.”
وأضاف البديري: “نتظاهر احتجاجًا على تجاوز بعض العشائر التي ليس لديها حصص مائية في نهر البسروگية، وهو النهر الوحيد الذي يتفرع من نهر دجلة ويغذي قرى آل بدير”، مبينا أن “العديد من قرى القضاء قد هاجر سكانها وأصبحت منكوبة نتيجة شح المياه”.
مطالبات بتعديل سلم الرواتب
ونظم حشد من موظفي الدولة، وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة البصرة، مطالبين بإقرار قانون سلم الرواتب.
وقال عمار الزيدي، ممثل عن المتظاهرين، إن المحتجين يطالبون مجلس الوزراء بالتصويت على قانون الخدمة المدنية خلال جلسة المجلس المقررة اليوم الثلاثاء، وتمريره إلى البرلمان.
وأكد الزيدي أن هذا المطلب يمثل صوت الجماهير، وأن وقفتهم تأتي تضامنًا مع زملائهم في عدد من المحافظات.
وأشار الزيدي إلى أن المتظاهرين مستمرون في المطالبة بحقوقهم منذ ثلاث سنوات، حيث يسعون لتحسين ظروفهم المعيشية، واصفًا حال الموظف الذي يتقاضى راتبًا لا يتجاوز 170 ألف دينار بأنه “غير كافٍ لتأمين حياة كريمة”.
ووجّه الزيدي نداءً إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، داعيًا إياه إلى الوفاء بوعده للموظفين من خلال ترحيل قانون الخدمة المدنية إلى البرلمان للتصويت عليه، مؤكدًا أن الموظفين يستحقون الإنصاف وتحسين ظروفهم المالية.
اغلاق طريق سليمانية - كركوك
وأغلق سائقو الشاحنات الطريق الرئيس بين كركوك والسليمانية، احتجاجا على تأخر الاجراءات في موقع الفحص والوزن عند مدخل سيطرة جمين، حيث توجد مشكلات فنية في عملية الفحص، ما يتسبب في تأخر حركة سائقي الشاحنات لساعات لإتمام العملية.
وجدد مواطنون من سكان المجمعات الاستثمارية السكنية في السماوة مطالبهم بإكمال أعمال البنى التحتية، خاصةً في مجالات المجاري والطرق.
وأوضح عدد من سكان المجمعات، أن معاناتهم تزايدت مع دخول موسم الأمطار وبدء دوام المدارس، مما جعل الوضع أكثر سوءًا. وأكدوا أن التأخير في إنجاز هذه الأعمال يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.
ودعوا الجهات المعنية إلى الإسراع في تنفيذ المشاريع الضرورية، مؤكدين أهمية تحسين البنى التحتية لضمان راحة المواطنين وسلامتهم، خصوصًا في ظل الظروف المناخية الحالية.
الخريجون الأوائل
وأثار عدم تعيين الآلاف من خريجي كليات السليمانية وإدارة رابرين منذ عام 2017 استياءً واسعًا بين الأوائل، الذين عبّروا عن مطالبهم بالحصول على فرص عمل كمحاضرين في الجامعات والمعاهد.
في مؤتمر صحفي، أكد ممثل الأوائل زانا محمد، أن “تجاهل توظيفهم أدى إلى تهميش الكفاءات الجامعية لصالح خريجين أقل كفاءة”.
وأوضح أن أكثر من 12 ألف خريج من الأوائل لم يتم تعيينهم منذ 2017، رغم كونهم يمثلون نخبة الأكاديميين في الإقليم.
وأضاف أن حوالي 9 آلاف من هؤلاء الأوائل قد تم تسجيلهم في النظام البايومتري كخطوة أولى تمهيدًا للتوظيف.
وأشار محمد إلى أن “أغلب الأوامر الإدارية الحالية تعيّن محاضرين من حملة شهادات الدبلوم لتدريس طلبة البكالوريوس”، مما اعتبره تهميشًا للخبرات والكفاءات الحقيقية. وتابع قائلًا: “لسنا ضد تعيين أي خريج، ولكن لا نقبل أن يتم تهميش حقوق الأوائل لصالح من هم أقل كفاءة”.
وشدد المتحدث باسم الأوائل على أن هذا الإهمال قد يؤثر سلبًا على مستوى التعليم الأكاديمي ويضعف قدرة المؤسسات التعليمية على تقديم تعليم نوعي. وأعرب عن أن الأعداد الكبيرة من الخريجين الأوائل تعكس الإحباط واليأس الناتج عن عدم وجود فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم.
وأكد محمد أنهم سيستمرون بالمطالبة بطرق مدنية ودستورية، ويخططون لتنظيم مسيرات احتجاجية بالتنسيق مع جميع خريجي الأوائل في المحافظات الأخرى حتى تُلبّى مطالبهم وتُضمن حقوقهم المشروعة.