بعد حوالي شهرين من التصعيد واسع النطاق للأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، قُتل أكثر من 3000 شخص ونزح 770 ألفا في لبنان، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقد أفادت اليونيسف بأن الخسائر المتزايدة في الأرواح البشرية في تلك الفترة القصيرة من الزمن أدت أيضا إلى مقتل أكثر من مائتي طفل، وهو ما يمثل في المتوسط "وفاة ثلاثة أطفال كل يوم". وخلال مؤتمر صحفي في نيويورك اليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن قطاع الصحة في لبنان تأثر بشدة جراء التصعيد، حيث قُتل 190 عاملا صحيا، وأُجبر حوالي 50 مركزا للرعاية الصحية الأولية وثمانية مستشفيات على الإغلاق، "مما خلف عددا لا يحصى من الناس بدون الوصول إلى الخدمات الأساسية في وقت يحتاجون إليها أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف: "تذكر الأمم المتحدة مجددا أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب احترام وحماية العاملين والمرافق الطبية. وعلى الرغم من البيئة الصعبة بشكل متزايد، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدة الحاسمة لمن هم في حاجة إليها".
وأشار السيد دوجاريك إلى أنه منذ 23 أيلول/ سبتمبر، نقلت 65 قافلة إنسانية مساعدات حاسمة إلى الناس في المناطق المتضررة من النزاع في لبنان. وقال: "بالإضافة إلى الغذاء والخيام والمصابيح الشمسية والفراش والإمدادات الطبية، قدم الشركاء الإنسانيون أكثر من 1.6 مليون لتر من المياه المعبأة وأكثر من 42 مليون لتر من المياه بواسطة الشاحنات. كما قمنا بتسليم حوالي 600 ألف لتر من الوقود لدعم عمليات ضخ المياه في المؤسسات الرئيسية. وعلاوة على ذلك، أفادت اليونيسف بجهود كبيرة لدعم إعادة فتح المدارس العامة، وتوفير مواد تعليمية فردية لأكثر من 135 ألف طفل".
وفي الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات المباشرة في الجنوب، والغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
يذكر أن مجلس الأمن عقد مشاورات مغلقة يوم أمس بشأن تنفيذ القرار 1701 وتصعيد الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق، استمع خلالها إلى إحاطتين من وكيل الأمين العام لعمليات السلام جون بيير لاكروا ومنسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان جينين هينيس - بلاسخارت. ومن المقرر أن يصدر الأمين العام تقريره بشأن تنفيذ القرار 1701 الأسبوع المقبل في 27 تشرين الثاني /نوفمبر.