رحيل الطيور
ياطيور الأرض من أين المسير
اتهجرين أعشاش المدينة
وكلها مهاجرة، تسكنها الغيلان
أما انتظرتِ الغاشية؟
دربك وعر ولا ماء يسقيكِ
بركان الحديد المصهور
من تحتكِ وأفواهٌ لا تشبهكِ
رأيتُ فرحكِ بالرغيف المغمّس بالطين
والجلاد يهزّ قدميه من فوقكِ
ألا تدمعين؟ أصبحت عيونكِ حجريّة
لا تقبل الدمع، والدمع يقبل مآقيكِ
ويرحل، إلى حيث دخان النار
الذي انقلب مطراً،، وإلى أحضانه
قلتُ له اجعلني تحت ظلّكَ
قال: هو ذاكَ
واجعلني لا أجوع أبداً
قال: هو ذاكَ
واجعلني سرّكَ الأبدي
قال: هو ذاكَ
سألتكَ: هل من مزيدٍ من الألم؟
أجابني: أنتَ الألم، به تولد وبه تموت
فرحلتُ إليكَ كي لا أموت
ورحلتُ فوق أجداث الضحايا
لأبحث عنكَ وعنّي
وكنتَ فوقي وعن يميني
وعن يساري، ابتسمتُ للنخل فابتسم
وابتسمتُ للزيتون فابتسم
وأعطيتُ لأهل الأرض أموالهم
فقد ورثتُ الهواء والماء
وغير هذا هو لكم
فقد أعطتني الأرض ألوانها
والسماء نجومها
وما لي حاجةٌ بمطركم الأسود
سيغرق الأرض يوماً وستشربونه
صدقوني لن تجدوا غيره
وستشربونه