بمناسبة حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة
يصادف هذا العام مرور 25 عامًا منذ إعلان اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.. 25 تشرين الثاني ما يعرف باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وقد اختير هذا اليوم لإطلاق 16 يوما من النضال تختتم في 10 كانون الأول في اليوم العالمي لحقوق الإنسان .. يعتبر العنف بأشكاله المتعددة سببا جوهريا لوفاة واعاقة النساء جسديا ونفسيا مقارنة مع حوادث السير والامراض ، بحسب موقع الأمم المتحدة. وتلفت حملة 2024، التي شعارها هو: كل 10 دقائق تُقتل امرأة (#لا_عذر) الانتباه إلى التصعيد المثير للقلق للعنف ضد المرأة لإحياء الالتزامات والدعوة إلى المساءلة والعمل من قِبَل صناع القرار.
وقصة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء بدأ مع ثلاث شقيقات، هن باتريسيا وماريا وأنطونيا، وهن من عائلة ميرابال .. كان والدهن رجل أعمال ناجح وكن يعشن حياة ميسورة ومستقرة. تعرضن لعملية اغتيال وحشية في 25 تشرين الثاني عام 1960 في جمهورية الدومينيكان، بأوامر من حاكمها وقتها رافاييل تروخيلو، بسبب كونهن معارضات سياسيا لنظامه الذي ظل على هرم السلطة في بلاده حتى عام 1961، فارضا سيطرة مطلقة على البلاد.
وبعد انهيار نظام تروخيلو، كرمت ذكرى الأخوات ميرابال، وقامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة المسماة (ديدي) بتحويل المنزل الذي ولدن به لمتحف لشقيقاتها الراحلات يضم مقتنياتهن، إضافة للكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكراهن , وتكريما للأخوات ميرابال اللواتي أصبحن رمزا للمقاومة والنضال والبسالة في مواجهة العنف ضد النساء، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1999 تخليد ذكراهن من خلال الاحتفال سنويا باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة بالتزامن مع يوم وفاتهن.
يعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم. ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به. وبشكل عام، يظهر العنف بأشكال جسدية وجنسية ونفسية , وتشمل عنف الزوج والاخ والاب والتحرش في الشارع ومواقع العمل والاعتداء الجنسي على الفتيات و الأطفال والزواج القسري والملاحقة والمضايقة الإلكترونية .
وتظهر حقائق وأرقام من الموقع الشبكي للأمم المتحدة للمرأة انه على مستوى العالم، تعرضت ما يقدر بنحو 736 مليون امرأة للعنف بأشكاله المتعددة والفتيات معرضات بشكل خاص لخطر العنف - حيث تتعرض واحدة من كل أربع فتيات للإساءة وتُظهِر الدراسات أن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات الذي تيسره التكنولوجيا تراوح بين 16 و 58 في المائة، وأن النساء الأصغر سنًا يتأثرن به بشكل خاص، حيث إن الجيل المولود بين عامي 1997 و 2012 والجيل المولود بين عامي 1981 و 1996 هما الأكثر تضررًا. وتتعرض 70% من النساء في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية للعنف .
وفي العراق المرأة تواجه تحديات عديدة تعكس الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد على الرغم من التقدم الذي تحقق في بعض المجالات , الا ان النساء ما زلن يعانين من صعوبات وانتهاكات كبيرة لحقوقهن .. في حين ان من اهم السبل للنهوض بالمجتمع وتطوره هو تطور المرأة لذلك نحتاج الى توفير كافة الشروط التي تكفل حقوق المرأة والنهوض بدورها لتأخذ دورها المجتمعي وهذا ما دفع المجتمعات المتقدمة لوضع ضوابط تكفل الحماية القانونية للمرأة وحظر جميع صور التمييز ضدها وهذا يتطلب اتخاذ تدابير تشريعية وإجراءات وآليات للوصول الى ما يناسب اداء ودور النساء العراقيات. ولتحقيق التوازن المجتمعي وعملا بتنفيذ خطط العراق الاستراتيجية لابد من القضاء على كافة اشكال التمييز بين المرأة والرجل ولابد من معالجات جادة من خلال تشريع قوانين او الغاءها او تعديلها لتحقيق المساواة التي كفلها ونص عليها الدستور العراقي .
وتتضامن شبكة حقي للمدافعات عن حقوق الانسان بمناسبة الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة مع نساء وفتيات غزة في تحدياتهن المستمرة لمواجهة الواقع الأليم والحصار القاسي واستمرار الحرب وتداعياتها , نساء يعشن في تنقل مستمر وخوف متواصل وعلى لسان ممثلة هيئة الامم المتحدة " لا يوجد مكان آمن للنساء في غزة " .. الاف النساء والاطفال قتلوا بشكل مأساوي على ايدي القوات الإسرائيلية مع استمرار الحرب . حيث تعيش النساء والفتيات كابوس لا ينتهي , يرافقهن يوميا العنف والدمار ..
نتحد تضامنا مع النساء في فلسطين ولبنان والسودان ومع جميع النساء والفتيات اللواتي يعانين من الاثار القاسية للصراعات الوحشية في جميع انحاء العالم .
لنرفع اصواتنا عاليا للاعتراف بنضالهن والدفاع عن حقوقهن ..
شبكة حقي للمدافعات عن حقوق الانسان
بغداد / 24 تشرين الثاني 2024