وصل إلى بريطانيا بعد ألمانيا وهولندا

تحت شعار (النساء اللائي هزمن داعش) اقامت منظمة ايزيدية دولية معرض صور عالمي متنقل يحكي قصص ناجيات ايزيديات وما تعرضن له من مآسي وظروف قاسية على يد مسلحي داعش، يهدف الى تقديم دعم واسناد لمتضررين من الطائفة الايزيدية واطلاع العالم حول ما مروا به من مصاعب حيث حط المعرض مؤخرا في بريطانيا بعد جولات في المانيا وهولندا وبلدان أخرى.

وذكرت صحيفة ديلي ميل، البريطانية، في تقرير لها بان دوقة ادنبره الاميرة صوفي، كانت احدى ابرز الزائرين للمعرض حيث التقت بعدد من الناجيات الإيزيديات وحضرت جلسة حوارية أجرتها منظمة، فريدا غلوبال، الدولية المعنية بحقوق الايزيديين تم التطرق فيها لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها مسلحو داعش بحق الايزيديين والطريق الطويل الذي مروا به نحو التعافي.

سعيد سليمان، ناشط ايزيدي من مؤسسي منظمة فريدا غلوبال، تحدث في الجلسة الحوارية عن الألم الذي يحمله المعرض واهمية الادلاء بقصص الناجين والتحدث معهم. وقال إن هذه المنظمة هي منظمة غير نفعية قد تم تأسيسها وتمويلها من قبل نشطاء ناجين من حملة الإبادة الجماعية والاستعباد الجنسي واستمرت بالدفاع عن حقوق الناجين منذ هروبهم من أسر داعش.

وأضاف سليمان بقوله "تهدف هذه المنظمة الى إعطاء صوت واسناد لناجين ومجتمعاتهم بأسلوب مشاركة تجارب الاخرين بأسلوب ثقافي ومهني يساعد في تقديم علاج وتعاف نفسي".

واستمعت دوقة ادنبرة الى مناقشات الجلسة الحوارية حول جريمة الإبادة الجماعية للايزيديين وطريقهم الطويل نحو التعافي، والتقت بعد ذلك بإحدى الناجيات الايزيديات، آواز عبدي، التي روت لها تجربتها الشخصية كأسيرة لدى داعش عندما كانت في العاشرة من عمرها والتأثير المدمر الذي لحق بعائلتها.

وكانت الدوقة قد تمت دعوتها لإلقاء كلمة ختام الجلسة الحوارية والتي أعربت فيها عن شكرها للمنظمة الخيرية الايزيدية التي نظمت هذا المعرض وقدمت تهانيها للناجيات الايزيديات اللائي ساهمن في إنجاح المعرض ودورهن في توعية وجلب أنظار العالم حول الآثار المدمرة لجرائم العنف والاستعباد الجنسي وضرورة مكافحته والدفاع عن حقوق المرأة.

آواز عبدي، 22 عاما، كانت قد اختطفت في العام 2014 من قبل مسلحي داعش من منطقة سكناها في سنجار وهي في العاشرة من عمرها قبل ان تتمكن من الهروب واستقرت بعد ذلك في المانيا حيث التحقت بعائلتها هناك وهي طالبة الان في احدى الجامعات.

وتشير الديلي ميل الى ان، آواز، سافرت الى لندن الأسبوع الماضي قادمة من ألمانيا لحضور فعاليات معرض صور الناجيات لتشارك الاخرين قصة نجاتها في معرض الصور الذي حمل شعار، النساء اللائي هزمن داعش، وروت قصتها وتجربتها المأساوية لدوقة أدنبرة، صوفي، في لحظات مؤثرة، حيث احتضنتها الدوقة وتم نشر صور لهذا اللقاء في صحف محلية بريطانية.

وقالت آواز لصحيفة ديلي ميل "كان لقاء مليء بالمشاعر وشاركت قصتي مع الاخرين، كان الامر صعبا بالنسبة لي التحدث عن تجربتي مع الاخرين، ولكن الدوقة صوفي احتضنتني وقالت لي إنني كنت شجاعة في طرح قصتي وان عائلتي ستكون فخورة بي".

وأضافت آواز بقولها "كانت الدوقة امرأة مميزة جدا، شعرت بالعاطفة من قبلها وكأنني اعرفها من قبل، لأنها كانت متواضعة وسلسة في حديثها. من المهم جدا ان تعرف بأنك ليس وحيدا تعيش الألم بمفردك، وأن تلتقي بأشخاص مهمين يخففون عنك الألم مثل الدوقة صوفي".

وكانت صور قد نشرت في المعرض توثق جريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون توضح الآثار المدمرة التي ما يزال يعيشها ناجون، واشتمل المعرض على جلسات حوارية تناولت احداثا تاريخية وجوانب ثقافية واجتماعية واقتصادية، مع شهادات من قبل شهود عيان لما حصل وتعليقات توضيحية عن الصور التي تمثل الناجين والتي تكشف عن مجريات جريمة الإبادة الجماعية وآثارها على الناجين من الايزيديين وعوائلهم.

وحضر فعاليات المعرض بالإضافة الى دوقة ادنبرة، ممثل الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، بالإضافة الى الناجين وضيوف آخرين ممثلين عن المجتمع الايزيدي وممثلي منظمات مجتمع مدني وناجيات من جرائم استعباد جنسي ونشطاء معنيين بهذه القضية.

وكانت الناشطة الايزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، قد اشارت في ندوة حوارية لها في جامعة، سيتون هول، بولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأن أصعب تحد يواجهه الإيزيديون هو انه لم يتم تعريف العالم بهم وبما حصل لهم.

وقالت مراد "اعتقد ان كثيرا من الناس لا يعرفون عنا شيئا رغم ما مررنا به من اهوال وصعاب على يد تنظيم داعش، وان اهم شيء نسعى له هو تحقيق العدالة للناجين ومحاسبة المتورطين بارتكاب هذه الجرائم".

• عن ديلي ميل