هل يمكن للميكروبات الكامنة في جليد القطب الشمالي منذ آلاف السنين أن تطلق موجة من الأمراض القاتلة؟
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 08-01-2025
 
   

مع استمرار تغير المناخ في إذابة ما كان يُعتبر ذات يوم "أرضا متجمدة بشكل دائم"، يدق العلماء ناقوس الخطر بشأن المخاطر التي يفرضها هذا الوضع على الصحة العامة، حيث من الممكن أن يؤدي إلى إطلاق موجة من الميكروبات القاتلة المحتملة التي كانت كامنة في الجليد لقرون.

هذا ما تم تسليط الضوء عليه في تقرير مشترك لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمجلس الدولي للعلوم، تحت عنوان "استكشاف آفاق جديدة"، الذي يركز على التحديات الناشئة لصحة الكوكب ورفاهية الإنسان.

يغطي القطب الشمالي - الذي يمتد على مساحة 14 مليون كيلومتر مربع عبر ثماني دول - طبقة سميكة من التربة الصقيعية، وهي مزيج متجمد من التربة والصخور والجليد والمواد العضوية. إلا أن الاحترار الذي يشهده القطب الشمالي أسرع أربع مرات من بقية العالم، ومن المحتمل أن يؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى إطلاق سراح البكتيريا والفيروسات القديمة.

وبحسب دراسة نشرت في مجلة "الاستدامة البيئية"، فإن ما يقدر بنحو أربعة سكستيليون ميكروب - أي أربعة مع 21 صفرا (4,000,000,000,000,000,000,000) - يتم إطلاقها سنويا بسبب ذوبان التربة الصقيعية.

مشكلة قديمة جديدة

ويشعر بعض الباحثين بقلق خاص بشأن ذوبان الجليد عن الحيوانات القطبية النافقة منذ فترة طويلة، والتي قد تحتوي أجسادها على ميكروبات كامنة. واستشهد البرنامج بمثال تفشي الجمرة الخبيثة في عام 2016 بين الرنة في سيبيريا، والذي تم تتبعه إلى مقبرة عمرها أكثر من 70 عاما.

ووفقا لإحدى الدراسات، فقد نفق أكثر من 2500 رنة خلال هذه الفاشية، ومن ثم انتقل من الحيوانات إلى البشر، ما أدى إلى وفاة صبي يبلغ من العمر 12 عاما وإصابة عشرات الأشخاص بالمرض.

وفي هذا السياق، قالت أندريا هينوود، كبيرة العلماء في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "إن حقيقة وجود هذه الميكروبات في التربة الصقيعية تعني أنه من الصعب تحديد مدى انتشار هذه المشكلة أو خطورتها. ولكن هناك أسباب تدعو للقلق".

وقالت السيدة هينوود إن ما يحدث في القطب الشمالي حدث في مناخات أكثر دفئا لقرون، حيث تنتقل مسببات الأمراض بين البشر والحيوانات، وغالبا ما تكون النتائج مميتة. وأضافت: "هذه ليست ظاهرة جديدة، ولكنها تحدث في مكان جديد".

وفيما يفتح الاحترار القطب الشمالي للشحن والتعدين والصناعات الأخرى، أشارت السيدة هينوود إلى أن مزيدا من الناس أصبحوا على مقربة من التربة الصقيعية الذائبة والميكروبات المقيمة فيها. وقالت: "قد نشهد تغييرا كاملا في استخدام الأراضي في القطب الشمالي وقد يكون ذلك خطيرا".

"دورة كارثية محتملة"

وبالإضافة إلى الانتشار المحتمل للأمراض، تحتوي التربة الصقيعية حول العالم على ما يقدر بنحو 1500 غيغا طن من الكربون، أي ما يقرب من ضعف ما هو موجود في الغلاف الجوي. ومع ذوبان التربة الصقيعية، يتحلل كربونها ويطلق في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون أو الميثان.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن هذه الغازات المسببة للاحتباس الحراري تزيد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب، "مما يؤدي إلى ذوبان المزيد من التربة الصقيعية في دورة كارثية محتملة".

ولتجنب تغير المناخ الجامح وتفشي الأمراض، قالت السيدة هينوود إن العالم يجب أن يكبح جماح الغازات المسببة لتغير المناخ، وأن يستمر في مراقبة التربة الصقيعية المتراجعة والاستثمار في رسم خرائط لأنواع الميكروبات التي تعيش هناك. وقالت: "في الوقت الحالي، نحن في سيناريو ’إذا وربما’. هناك الكثير من عدم اليقين، وأفضل ما يمكننا فعله هو استخدام الأدوات والعلم الذي لدينا لإرشاد أنفسنا".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced