"يهدد النسيج الاجتماعي العراقي".
النواب العراقي ينهي قراءة أربعة قوانين بضمنها تعديل قانوني العفو العام والأحوال الشخصية
أعلن "المجتمع الإيزيدي"، السبت، رفضه القاطع للتعديل الثاني لقانون العفو العام رقم (27) لسنة 2016، الذي أقره البرلمان العراقي في 21 كانون الثاني 2025، واصفًا إياه بـ"الخطر الجسيم الذي يهدد النسيج الاجتماعي العراقي".
جاء في بيان صادر عن المجتمع الإيزيدي، "باسم ضحايا الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا على يد تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، وباسم المقاومة الإيزيدية التي تصدت لهذا التنظيم في جبل سنجار، والأحزاب السياسية الإيزيدية، ومنظمات المجتمع المدني، وكل شرائح المجتمع، نعبّر عن رفضنا واستنكارنا الشديدين لهذا التعديل. التعديلات المقترحة تتضمن بنودًا تتيح الإفلات من العقاب لعناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين ارتكبوا جرائم مروعة بحق الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية لشعبنا الإيزيدي".
أضاف البيان: "بعد عقد من سعينا لتحقيق العدالة الانتقالية لضحايانا وللعراقيين عمومًا، كان تمرير هذا القانون صدمة كبيرة لنا. وبينما نشجع كل قانون يسعى لإنصاف الأبرياء، إلا أن هذا التعديل يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والمبادئ الدستورية، وهو نتيجة لصفقات سياسية بين القوى الكبيرة، دون مراعاة لحقوق الضحايا أو تحقيق العدالة المنشودة، مما يعكس خذلانًا للأقليات العراقية التي عانت التهميش والإهمال".
تابع البيان: "إقرار هذا القانون يشكل خطرًا جسيمًا على العلاقات بين مكونات المجتمع العراقي، ويقوض جهود المصالحة الوطنية التي تحتاج إلى أسس قائمة على العدالة والمساءلة. كيف يمكن تحقيق مصالحة حقيقية بينما يُمنح المجرمون العفو ويتم تجاهل حقوق الضحايا ومعاناة العوائل التي فقدت أبناءها؟".
طالب البيان رئيس الجمهورية بعدم المصادقة على القانون، داعيًا المحكمة الاتحادية العليا إلى مراجعة دستورية القانون وإعادة صياغته لاستثناء جميع المتورطين في الجرائم الإرهابية. كما شدد على ضرورة محاسبة كل من دعم أو شارك في تلك الجرائم، بما يتماشى مع التزامات العراق الدولية في مكافحة الإرهاب ومنع الإفلات من العقاب.
اختتم المجتمع الإيزيدي بيانه بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى دعم قضيتهم العادلة، مؤكداً أن العدالة لضحايا الإيزيديين وجميع العراقيين الذين عانوا من إرهاب داعش تتطلب محاسبة صارمة، لا قوانين تمنح العفو وتفتح الباب للإفلات من العقاب.