في وقت يشهد فيه القطاع الصحي العراقي تراجعا واضحا من حيث الخدمات وتوفر الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، لا تزال أجور كشفيات مراجعة العيادات الخاصة تتصاعد، ما يجعل زيارة الطبيب عبئا ثقيلا لا يقوى على تحمله المواطن البسيط.

وتتفاوت أجور الأطباء بين المناطق الشعبية والأحياء الراقية، ارتفاعا وانخفاضا، ما يؤشر مخالفات في التسعيرة التي حددتها لجنة الصحة البرلمانية ونقابة الأطباء.

وكانت لجنة الصحة البرلمانية قد ألزمت الأطباء بتسعيرة محددة للكشفيات، لا تتجاوز 40 ألف دينار، مهددة من يتجاوز تلك التسعيرة بعقوبات تصل إلى إغلاق عيادته. فيما حددت نقابة الأطباء أجر الكشفية بـ15 ألف دينار بالنسبة للطبيب الممارس، وبحدود 25 ألف دينار للطبيب الاختصاص. أما الأطباء الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما، والذين لديهم خدمة تصل إلى 25 عاما، فقد حددت كشفيتهم بـ40 ألف دينار.

لكن هذه الأجور، تبدو كبيرة بالنسبة للفقراء وذوي الدخل المحدود، لا سيما أن مبالغ طائلة مضاعفة ستلحق بها، تتمثل في أجور شراء الدواء من الصيدليات الأهلية، وأجور الفحص المختبري وما إلى ذلك!

غلاء جنوني

تقول المواطنة نادية لفتة، وهي من بغداد الجديدة، أن "تسعيرة الأطباء تختلف بين طبيب وآخر. فطبيب الأذن والحنجرة يتقاضى نحو 20 ألف دينار من المريض. أما اختصاصي الشرايين والأوعية الدموية، فتصل كشفيته إلى 50 ألف دينار".

وتضيف في حديث صحفي قولها، ان "أجور الأطباء في منطقة بغداد الجديدة، تتراوح بين 15 و25 الف دينار. وأن موقع العيادة له دور في ارتفاع تلك الأجور أو انخفاضها. فالأطباء في شارع فلسطين والمنصور وغيرهما من المناطق الراقية، لا تقل كشفياتهم عن 50 ألف دينار".

النقابة لم تحدد الأجر بكتاب رسمي!

من جانبه، يقول الطبيب الاختصاصي في الأنف والاذن والحنجرة د. حسين علي، أن "النقابة قدمت اقتراحات بمبلغ الكشفية، لكنها لم تثبت ذلك بكتاب رسمي لحد الآن"، مبينا في حديث صحفي أن "النقابة لا تستطيع تحديد تلك الأجور، نظرا لاختلاف كفاءات الاطباء واختصاصاتهم. إذ يوجد طبيب استشاري وآخر عام، ولا يجوز المساواة بينهما في أجر واحد"!

جولات تفتيشية مستمرة

ربى فلاح حسن، من إعلام وزارة الصحة، تلفت إلى أن "الوزارة، بالتعاون مع نقابة الأطباء، تواصل من خلال لجان تفتيش، رصد العيادات غير الملتزمة بأجور الكشف المحددة".

فيما يقول نقيب الأطباء حسنين صفاء شبر، أن "النقابة حددت أجور الكشف للأعوام من 2017 لغاية 2021 بمبلغ 40 إلى 45 ألف دينار كحد أقصى"، مبيناً في حديث صحفي أن "أسعار الكشفيات انخفضت بعد عام 2021، وأن نقابتنا هي الجهة الوحيدة التي خفضت أسعار الأطباء بعكس النقابات الاخرى".

ويشير إلى ان "خفض أجور الأطباء من قبل النقابة جاء استجابة لطلب من لجنة حقوق الإنسان البرلمانية. وقد تم خفض أجر الكشف إلى 35 ألف دينار، ولا تزال هذه التسعيرة سارية ويتعاطى معها أغلب الأطباء".

ويلفت شبر إلى ان "النقابة تتقصى المخالفات من خلال الشكاوى التي ترد من المواطنين أو من خلال الزيارات التفتيشية للعيادات الطبية، والتي يجريها مفتشو النقابة بين فترة وأخرى. إذ يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة عند ضبط المخالفات".