النساء السودانيات: ضحايا الجوع والانتهاكات
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 31-01-2025
 
   
درج ميديا

لا يتورع المقاتلون عن الإساءة والاعتداء على السيدات، على غرار ما حدث لمريم في إحدى مناطق ولاية الجزيرة بذريعة تقديم المياه إلى الطرف الآخر، الذي عذّب وأعدم معلمة في شمال الخرطوم لأنها طالبت بالإفراج عن ابنها المعتقل.

تنتظر عديلة إبراهيم حتى منتصف النهار لبدء إعداد وجبة تتكوّن من عصيدة، وهي عبارة عن طحين الذرة الرفيعة، يُطهى مع ملح وماء على نار هادئة، لإطعام أطفالها الثلاثة الذين لا يتعدى عمر أكبرهم الـ9 سنوات.

فرت عديلة من منزل أسرتها في جنوب الخرطوم، بعد فقدان الأمل بعودة زوجها الذي فقدت التواصل معه بعد أيام من اندلاع النزاع في 15 نيسان/ أبريل 2023، إلى ولاية الجزيرة، قبل أن تنتقل مرة أخرى إلى القضارف شرق السودان، حيث تقيم في منزل متهالك.

تعتبر عديلة نفسها محظوظة، رغم أنها واحدة من أصل 84 في المئة من الأسر النازحة البالغ عددها 2.3 مليون أسرة، بعدد أفراد يصل إلى 11.5 مليون نسمة، 53 في المئة منهم أطفال بحاجة إلى الغذاء، نظراً الى وجودها في منطقة تستطيع إيجاد عمل يُوفر لأطفالها وجبة واحدة في اليوم، فيما تُرثي حال أقربائها في مخيم زمزم، في عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، حيث أشار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في تقرير له مطلع آب/ أغسطس 2023، الى وقوع مجاعة، وأكد استمرارها في المخيم وموقعين آخرين للنازحين وفي جبال النوبة الغربية، متوقعاً تمددها إلى 5 مناطق أخرى، فيما تواجه 17 منطقة إضافية خطر المجاعة.

أزمة جوع مكتشفة

قالت عديلة لـ “درج”، إنها تُساعد بائعة شاي في غسل الأواني خلال الفترة الصباحية مقابل 500 جنيه، أي نحو 0.21 دولار، تشتري به طحين الذرة الرفيعة مع ادخار القليل منه لشراء الملح.

وأفادت بأن ابنها الأكبر يعمل أحياناً في غسيل السيارات أو مسح الأحذية ونقل المياه، من دون أن يستجيب لمحاولة منعه من العمل خشية تعرضه للاستغلال، إذ بات مشهد عشرات الأطفال الذين يعملون في حمل الأمتعة وبيع الألعاب رديئة الصنع في جميع أسواق المدن مألوفًا في ظل تفاقم الفقر وشحّ الموارد.

ويصطف يومياً آلاف الأشخاص أمام مقار غرف الطوارئ، وهي تنظيمات تطوعية تعمل على تقديم الطعام إلى مئات الآلاف عبر المطابخ الجماعية، فيحصلون عبرها على وجبة غير مغذية خاصة للأطفال والحوامل والمرضعات، فهي أفضل من الجوع الذي تسبب في موت الكثيرين من السودانيين.

وترتكب الأطراف المتصارعة انتهاكات بحق المتطوعين في غرف الطوارئ، رغم أنهم يكافحون لتأمين الطعام في ظل تعرض بعضهم للقتل والبعض الآخر للاعتقال والتعذيب، علاوة على عرقلة وصول الإغاثة ونقص الموارد؛ ما أدى الى توقف مطابخ في جنوب الخرطوم وتهديد 50 ألف شخص بخطر الموت جوعاً.

وفيما بدأت غرف الطوارئ العمل في بداية النزاع بزخم قوي باعتبارها مبادرات نابعة من الإرث الشعبي عند الطوائف الصوفية، الذي يُعرف بـ “التكايا” أو “النفير”، لكن هذا الزخم تراجع فتوقف عملها على غرار مطابخ الأزهري في جنوب الخرطوم.

اضطر السودانيون إلى تناول علف الحيوانات وأوراق الأشجار، بخاصة في شمال دارفور وجنوب كردفان وبعض مجتمعات النازحين. ومع ذلك، يُصر طرفا النزاع وحلفاؤهما من الجماعات المسلحة التي تزداد عدداً وعتاداً يوماً بعد يوم، على إنهاء خلافاتهم بالقوة العسكرية.

يحتاج 30.4 مليون سوداني ــ 64 في المئة من السكان ــ إلى مساعدات إنسانية هذا العام، وتسعى الأمم المتحدة الى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى 20.9 مليون شخص، منهم 50.4 في المئة أطفال و24.4 في المئة نساء. ولا يتوقع أن تحصل خطة الاستجابة الإنسانية على تمويل كافٍ، إذ مُولت في 2024 بنسبة 65.2 في المئة وفي العام الذي سبقه بنسبة 51.3 في المئة.

تدابير متطرفة

في محاولة للبقاء على قيد الحياة في ظل تفشّي أزمة الجوع، عمد البعض الى تزويج الطفلات والانضمام إلى الجماعات المسلحة، والنهب، وحتى ممارسة الجنس مقابل الغذاء والمياه.

وقالت أبرار برعي ـ اسم مستعار ـ إنها اضطرت إلى ممارسة الجنس مقابل المال مع مقاتلي قوات الدعم السريع ومسلحين آخرين، لإعالة طفلتها البالغة أربع سنوات وزوجها المعاق، من دون علم أسرتها.

وأفادت لـ “درج” بأنها حاولت بيع البنزين في العبوات الصغيرة لأصحاب الدراجات النارية والتوك توك، لكنها لم تجنِ مالاً كافياً، ما جعلها تقوم بأفعال يعاقب المجتمع المرأة عليها بالقتل على يد أحد أفراد الأسرة.

وتوضح أبرار أن الواقع الذي تعيش فيه دفع الكثير من الأسر إلى تزويج الطفلات للتخلص من إعالتهن، رغم احتمال تعرضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي يُتوقع أن تتعرض له 12 مليون امرأة وفتاة ورجل وفتى، بخاصة مع وجود 17 مليون طفل خارج المدرسة.

ويؤدي تعطّل الدراسة إلى جعل الأطفال عُرضة للتجنيد في الجماعات المسلحة واستخدامهم كمقاتلين وجواسيس وعمال، فيما يُعرض الفتيات لمخاطر العنف الجنسي والإساءة والاستغلال، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى وقوع 160 حادثة ضد الأطفال خلال النصف الأخير من العام الماضي، منها 80 في المئة حالات قتل وتشويه.

ويتوقع أن يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 772 ألف طفل يُتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد، الذي أودى بحياة نصف مليون طفل رضيع على الأقل منذ اندلاع الحرب.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced