أطفال الأنابيب.. حلم الأمومة يتحول إلى معاناة في العراق
نشر بواسطة: mod1
13-02-2025
 
   
شفق نيوز

يدفع اليأس من الإنجاب، العديد من الأزواج إلى طرق الأبواب الطبية والتعلق بوسيلة أطفال الأنابيب التي أخذت ومنذ سنوات أصداءً طبية واجتماعية كبيرة.

والتعبير العلمي لأطفال الأنابيب هو تقنية الإخصاب في المختبر أو التلقيح الاصطناعي لمساعدة الأزواج ممن يعانون من مشاكل في الخصوبة على الإنجاب.

ويستفيد الأشخاص من التقنيات الطبية ليس لمجرد الإنجاب وحسب، بل أيضاً لتحديد نوع الجنين ذكراً أو أنثى، بعد أن كانت تقتصر في البدء على معالجة حالات العقم.

ونجحت أول عملية أطفال أنابيب أجرتها طبيبة في إقليم كوردستان عام 2009، وهي تعد أول عملية ناجحة على مستوى العراق، بعدها انتشرت مراكز أطفال الأنابيب في بغداد والإقليم بشكل كبير، لكن لا تخلو هذه المراكز من نقص في الأجهزة وفشل العمليات.

تجدر الإشارة إلى أن عمليات أطفال الأنابيب بدأت في العراق منذ تسعينيات القرن الماضي، وأجريت العشرات من العمليات إلا أنها باءت بالفشل ولم تنجح أي منها.

"حصلت على الآلام فقط"

سارة الساعدي (45 عاماً) كانت قد أجرت ثلاث عمليات أنابيب في بغداد منذ 11 عاماً لكن جميعها باءت بالفشل، تقول لوكالة شفق نيوز، إن "كلفة أول عملية 13 مليون دينار، والثانية عشرة ملايين دينار، لم أحصل فيها على حلم الأمومة، بل حصلت على الآلام والأمراض فقط".

فوضى وعدم اهتمام ومتابعة

ويشكو الكثير من المواطنين من أن المراكز في بغداد غير ملتزمة مع المرضى من ناحية المتابعة بعد إجراء العملية أو تقديم نصائح للزوجين لضمان الحصول على أعلى فرصة للحمل، كما تحدث علي السراي (38 عاماً) لوكالة شفق نيوز عن تجربته الفاشلة "ذهبت مع زوجتي لتحديد جنس الجنين، حيث لدينا ابنتان ونرغب في ولد ولدينا مخاوف من تكرار الحمل بأنثى، لذلك ذهبنا إلى مركز في منطقة الحارثية ببغداد، وقاموا بسحب للأجنة ومن ثم عمل الحقن".

ويضيف "وبعد أيام اتصلوا بنا لإرجاع الأجنة إلى الرحم لكنهم لم يعطوا أي تعليمات للزوجة من ناحية الراحة والحركة، وبعد يومين فشلت العملية ولم نجد أي مسوغ قانوني لإرجاع المبلغ أو محاسبتهم" يقول علي بحزن كبير.

مواكبة التطور

من جانبها، تقول الطبيبة أثيل العلي، اختصاص نسائية وتوليد وأطفال أنابيب وعقم، إن تقنية أطفال الأنابيب تعد من أكثر التقنيات التي تساعد النساء على الحمل، بعد فشل العديد من حالات طرق المساعدة الأخرى.

وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "تقنية أطفال الأنابيب بدأت تحقق نتائج مفرحة في العراق، لأن طفل الأنابيب ما هو إلا وسيلة مساعدة للحمل لمن يتأخر لديهن الحمل، والحقن المجهري هو الطريقة المتطورة في طفل الأنابيب".

وتشير إلى أن "البداية الأولى لتقنية طفل الأنابيب كانت تهدف إلى معالجة الانسدادات في الأنابيب، بيد أن هذه التقنية تطورت وأصبحت تعالج حالات واسعة من حالات العقم والتشوه وتحديد الجنس".

وتؤكد العلي، أن "نسبة نجاح عمليات طفل الأنابيب عالمياً تتراوح بين 40 الى 60%، ويعني ذلك أن الفشل وارد في المرحلة الأولى، والمركز الطبي الذي أعمل فيه إذا فشلت المحاولة الأولى للحمل، نجري محاولة ثانية، ومن خلال الاعتماد على الأجنة المجمدة، والمحاولة الثانية أعلى نسبة حمل لأن كثيراً من الأشياء تنكشف لدى الطبيب ويبدأ بتطبيقها في المحاولة الثانية".

وتتابع "وعلى الرغم من أن العراق دخل متأخراً في مجال أطفال الأنابيب، إلا أنه قطع أشواطاً سريعة بعد انفتاحه على العالم ودخول التقنيات الطبية الجديدة".

وتوضح العلي "في المختبر نضع أكثر من جنين ونوفر له جميع الظروف الملائمة، إلا أن نسبة النجاح تعتمد على مجموعة من العوامل المهمة، ومنها على عمر الزوجة ومخزون البويضات، ومن المهم تكرار المحاولات وصولاً إلى النجاح".

وتلفت إلى أن "العديد من مراجعي المركز الطبي يطلبون تحديد جنس الجنين".

وتعد عمليات أطفال الأنابيب من العمليات المكلفة مادياً لأنها تتطلب إجراء الفحص الكروموسومي للجنين للزوج والزوجة، وفحص الأجنة قبل زراعتها بالرحم من أجل خفض نسبة الفشل، ويجب أن يصل الجنين إلى اليوم الخامس قبل نقله للرحم، فضلاً عن إجراء فحص عينة الزوج، فإذا كان الزوج يحمل نسبة عالية من التشوهات فإن ذلك يؤدي للفشل.

ويقوم الأطباء عادة بتخديش بطانة الرحم، فإن كان سميكاً جداً يتم إجراء ثقب لتثبيت الناظور ومعرفة بطانة الرحم.

وتسعى المراكز والمختبرات الطبية العراقية لمواكبة التطورات والإنجازات العلمية والأجهزة والتقنيات المستحدثة في مجال أطفال الأنابيب، ووفق مختصين يقفز الطب كل ثلاث إلى أربع سنوات قفزات جديدة بمجال تقنيات الإخصاب وتحديد جنس الجنين، ما يجعل إجراء هذا النوع من العمليات متاحاً في البلاد.

بيد أن هناك محددات قانونية تمنع البعض من إجراء عمليات الإخصاب في الأنابيب داخل العراق، فالقانون العراقي لا يسمح بالتبرع بالبيوض أو الحيامن، بينما الأمر ممكن في الخارج، وهو ما يدفع كثيرين لإجراء هذه العمليات في الخارج، وخاصة دول الجوار كتركيا وإيران.

مبيض متبرع واستئجار للأرحام

وفي هذا السياق، يوضح المستشار في مركز العقم وأطفال الأنابيب الإيراني، أصلان إلهامي، أن "أكثر العراقيين الذين يأتون سبق لهم إجراء عمليات في العراق، وهدفهم من إجراء العمليات في إيران هو أطفال أنابيب مع مبيض متبرع".

ويؤكد في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "كلفة عمليات أطفال الأنابيب في إيران تتراوح بين 2500 إلى 6000 دولار بحسب المحافظات الإيرانية، إلا أن أسعار هذه العمليات مرتفعة في طهران ومختلفة عن باقي المحافظات الإيرانية".

ويشير إلى أن "70% من العراقيين يرغبون بالبويضات والأجنة وإيجار الرحم، وعملية التبرع بالمبايض هي مثل زراعة أطفال الأنابيب، إذ يتم سحب مبيض من المتبرعة وحيامن من الزوج، ويتم تشكيلهما داخل المختبر وزرعهما برحم المتقبلة أي الزوجة".

وينوه إلى أن "هذه العملية لا تحتاج إلى عقد شرعي أو ارتباط بين الرجل والمرأة المتبرعة، وهذه العملية تكلف 3200 دولار، أما الأم البديلة والرحم المؤجر فهذه تخص الأم التي لديها مشاكل في الرحم أو وصلت إلى سن الشيخوخة".

ويشير إلهامي إلى أنه "في مثل هذه الحال يتم سحب مبيض وحيامن من الزوج لزرع الجنين برحم الأم البديلة التي تحفظ الجنين لمدة تسعة أشهر وبعد ذلك يتم تسليمه إلى الأم الأصلية".

ويؤكد، أن "كل القضايا القانونية المرتبطة بالأم البديلة سليمة، وبإمكان الأم الأصلية استلام طفلها استناداً إلى القانون الإيراني".

ويعلل معنيون سبب انتشار مراكز العقم وأطفال الأنابيب في العراق لازدياد حالات العقم بين الأزواج لأسباب وظروف عديدة، فضلاً عن حاجة كثيرين إلى تحديد جنس الجنين.

بدورها، تنفي أخصائية العقم وأطفال الأنابيب زينب الربيعي، الحاجة للسفر إلى الخارج لمعالجة العقم وإجراء زراعة طفل الأنابيب لتوفر جميع التقنيات في مراكز العقم العراقية.

وتضيف الربيعي في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "هناك من يبحث عن حل لأمراض الوراثة عن طريق أطفال الأنابيب، وهذا الحل ممكن لوجود مراكز ومختبرات تضم أحدث الأجهزة والتقنيات إلا أن الكوادر الموجودة في بعض المختبرات غالباً ما تكون غير كفوءة".

وتؤكد "عدم وجود أي ضمان يتعلق بزرع أطفال الأنابيب في العالم كله، كما لا يوجد تعويض مادي عن فشل العملية، لكن يمكن للمركز تخفيض المبالغ لمراجعيه خلال المحاولة الثانية".

الحلول السريعة

بدوره يحدد استشاري أمراض الذكورة والعقم، ياسين النجفي، نسبة نجاح الحقن المجهري بـ35%، أي أنها نسبة مماثلة للولادة العادية التي تحتاج عدة مقاربات ليتشكل الحمل برحم المرأة.

ويشير في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى "وجود إسراف في إجراء عمليات الحقن المجهري في العراق، وأن كثيراً من الأسر قادرة على الحمل الطبيعي، ولكنها تلجأ للحقن المجهري دون حاجة فعلية لذلك، وهناك تباين في رغبات الأسر، فبعضها ترغب بطفل واحد وأسر أخرى تريد الحمل بتوأم مرة واحدة بهدف تخفيف أعباء الحمل المتكرر عن المرأة".

ويلفت النجفي إلى أنه "بالنظر لهذا الإسراف في إجراء عمليات زرع أطفال في الأنابيب، ارتفعت نسب نجاحها ووصلت إلى 40% أي ما يزيد عن المعدل العالمي".

ووفق الدراسات الطبية، فإن معدل نجاح نقل الأجنة يبلغ 43.1% فيما يبلغ معدل نجاح نقل الأجنة المجمدة 34.7%.

ويعتمد نجاح التلقيح الصناعي على عادات الصحة العامة ونمط حياة الزوجين والتدخين والشرب والوزن ومستويات التوتر، ويساعد تطبيق العادات الصحية مثل اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية في زيادة فرص نجاح علاج أطفال الأنابيب.

لا ضمانات ولا تعويض

وتؤكد المستشارة بمركز أطفال الأنابيب في تركيا، شهد صافاش، أن المراكز التركية يقصدها مواطنون من شتى البلدان وليس العراق وحسب، لإجراء عمليات أطفال الأنابيب.

وتوضح في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "طلبات المراجعين ترتبط عادة بتحديد الجنس أو أخذ نطف أو مبايض من متبرعين، وليس هناك ضمانات لمثل هذه العمليات مثل إرجاع الأموال أو منح تعويضات في حال فشلت العملية لأن هذه العمليات بالأصل ليست ناجحة بنسبة 100%".

وتشير إلى أن "معدل نسب نجاح هذه العمليات في تركيا يصل إلى 45%، وتعتمد نسب النجاح على عدة أمور، وإعادة المبلغ الذي يدفع للمركز أمر غير صحيح على الإطلاق، كما أن المراكز التي تعطي ضمانات إرجاع هي غير صادقة أبداً".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced