الأمم المتحدة: التمييز العنصري مفسدة للمجتمعات ويجب القضاء عليه
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 21-03-2025
 
   

"لا تزال سموم العنصرية تدب في أوصال عالمنا - إرثا مسموما لماضٍ من الاسترقاق والاستعمار والتمييز"، بهذه الكلمات عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن خطورة التمييز العنصري وآثاره المدمرة على المجتمعات.

جاء هذا في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، قرأها رئيس ديوان مكتبه، إيرل كورتيناي راتراي خلال فعالية عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إحياء لهذا اليوم الدولي.

ونبه الأمين العام إلى أن العنصرية "مَفسدة للمجتمعات، ومَضيعةٌ للفرص، وخراب لمصائر الناس، وهي بذلك تنخر أبسط أسس الكرامة والمساواة والعدالة".

ويصادف احتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الستين لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 كانون الأول/ديسمبر 1965. وقال الأمين العام إن هذه الاتفاقية تجسد التزاما عالميا قويا للقضاء على التمييز العنصري بجميع أشكاله.

وأضاف أن الاتفاقية رأت النور في خضم الحركات المدافِعة عن الحقوق المدنية والمناهِضة للفصل العنصري والمطالِبة بإنهاء الاستعمار في عقد الستينيات من القرن العشرين، وهي تتضمن الخطوات الملموسة التي يجب على الدول أن تتخذها لمكافحة المذاهب العنصرية، وتعزيز التفاهم، وإقامة عالم خالٍ من التمييز العنصري.

وأضاف غوتيريش أن الاتفاقية "لا تزال تمثل منارة أمل تنير طريقنا في أوقات مظلمة؛ أوقات من الكراهية والشقاق المحتدمين، يؤججهما تنامي عدم المساواة، وخوارزميات الاغتناء من العداء، والساعون إلى التفرقة من أجل مكاسبهم الضيقة".

ودعا الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري إلى التصديق العالمي على الاتفاقية، كما دعا الدول إلى تنفيذ الاتفاقية تنفيذا تاما. وحث قادة قطاع الأعمال والمجتمع المدني وعموم الناس على اتخاذ موقف مناهض للعنصرية بجميع أشكالها، وعلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من روح الاتفاقية حقيقة واقعة.

واختتم رسالته بالقول: "الأمم المتحدة تعتز بأن تكون حليفة في الكفاح في سبيل كرامة كل فرد من أفراد أسرتنا البشرية وفي سبيل مساواة الجميع في الحقوق. فلن يهدأ لنا بال حتى يصير مطمح خلو العالم من التمييز العنصري حقيقة واقعة".

ضرورة للسلام والعدالة والتنمية

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانغ قال إن الكفاح ضد التمييز العنصري ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة للسلام والعدالة والتنمية، وهو ضروري لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030. وأشار إلى أن قادة العالم التزموا في مـيثاق المستقبل بتعزيز التسامح والتنوع ومكافحة جميع أشكال التمييز، بما فيها العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بها من تعصب.

وأضاف أنه بصفته رئيسا للجمعية العامة، سيظل ملتزما بهذه المبادئ، مشيرا إلى أن شعار دورة رئاسته هو "الوحدة في التنوع من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان".

وقال إن إحياء ذكرى اليوم هو لحظة حاسمة لإعادة تأكيد التزامنا الثابت بالمساواة والعدالة والكفاح ضد التمييز العنصري بجميع أشكاله.

وأضاف: "هذا الالتزام يحمل أهمية بالغة بالنسبة لأفريقيا التي ظلت تحمل منذ فترة طويلة عبء المظالم التاريخية. ومع ذلك، فإن أفريقيا هي أيضا منارة للصمود والقيادة. لذلك يجب علينا الاستماع إلى الأصوات الأفريقية ودمج وجهات نظرهم بالكامل في الجهود العالمية لمكافحة العنصرية".

التمييز العنصري يضر بنا جميعا

إيلزي براندز كيريس، مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان تحدثت نيابة عن المفوض السامي لحقوق الإنسان، منبهة إلى أن الانقسامات الحادة والتعصب داخل المجتمعات والتوترات والاستقطاب بين الدول الأعضاء آخذة في الازدياد. وأضافت: "لا تزال العنصرية تتخلل مؤسساتنا وهياكلنا الاجتماعية وحياتنا اليومية في المجتمعات كافة".

وأعربت عن انزعاجها إزاء موجة الروايات العنصرية التي تنزع الصفة الإنسانية والتي تهدد بإغراق سياساتنا وإعلامنا وعالمنا عبر الإنترنت. ومضت قائلة: "يتم استهداف الجماعات العرقية والإثنية وعزلها وجعلها كبش فداء في جميع مناطق العالم. يتم استبعادهم بسبب عرقهم، وتجاهلهم بسبب أصلهم العرقي، وإسكاتهم بسبب جنسيتهم، ومهاجمتهم بسبب لون بشرتهم".

وحذرت إيلزي براندز كيريس من أن "التمييز العنصري يضر بنا جميعا، فهو يغذي حلقة مفرغة تؤدي إلى الانقسام والاضطرابات والصراع، وغالبا ما يصاحبه انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان".

وقالت مساعدة الأمين العام إن العنصرية تتفاقم بسبب عودة ظهور الشعبوية القومية وتشجيع أيديولوجيات التفوق العنصري، التي قالت إنها تضر بالأفراد والمجتمعات ككل وتهدد الديمقراطيات والتنمية وسيادة القانون.

حاجة إلى تدابير أقوى ضد العنصرية

مايكل بالسيرزاك، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري كرّم ضحايا الفصل العنصري، مسلطا الضوء على أوجه عدم المساواة المستمرة التي تواجهها الأقليات، والأشخاص من أصل أفريقي، ومجتمعات السكان الأصليين، والمهاجرين، واللاجئين.

وأدان بالسيرزاك عودة ظهور الأيديولوجيات العنصرية وخطاب الكراهية، ودعا إلى اتخاذ تدابير أقوى ضد مذاهب التفوق العنصري. وحذر من أي تراجع في التقدم المحرز في العدالة العرقية، وشجع على المشاركة العالمية في الاحتفال بالذكرى الستين لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، مؤكدا الحاجة إلى كفاح جماعي ضد التمييز العنصري.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced