مراقبون: جهات سياسية مفلسة تعيد توظيف الخطاب الطائفي لاستقطاب الناخبين
نشر بواسطة: mod1
الأحد 23-03-2025
 
   
طريق الشعب

في ظل تجربة قاسية مرّ بها العراقيون بين عامي 2006 و2017، دفعوا خلالها أثمانًا باهظة من دمائهم واستقرارهم، وبرغم ما شهدوه من مآسٍ نتيجة الخطاب الطائفي خلال العقدين الماضيين، تعود اليوم نبرة الكراهية والانقسام إلى الواجهة مجددًا، مدفوعة بأجندات سياسية تسعى إلى استثمارها لتحقيق مكاسب انتخابية أو لإعادة تدوير نفسها في السلطة.

ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تصاعدت محاولات بعض القوى السياسية المفلسة لاستقطاب الشارع عبر تأجيج الانقسامات الطائفية، رغم إدراك العراقيين أن هذا النهج لا يجلب سوى الفوضى والعنف وتهديد السلم المجتمعي.

دولة ضعيفة ومجتمع ممزق

في هذا الصدد، أكد المحلل السياسي، داوود سلمان، أن تصاعد الخطاب الطائفي مجددًا ليس ظاهرة عفوية، انما تدفع به جهات سياسية لتحقيق أهداف معينة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات.

وقال سلمان في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الخطاب، الذي ينبذه العراقيون، في جزء منه هو ارتداد للوضع في سوريا، لكنه أيضًا يُستخدم كأداة من قبل قوى سياسية فقدت نفوذها، وتسعى إلى إعادة تموضعها عبر تأجيج الانقسامات الطائفية".

وأضاف سلمان، أن "بعض الجهات التي تراجع دورها تحاول استغلال هذا الخطاب لإعادة إنتاج نفسها في المشهد السياسي"، مشدداً على أن "الرهان الحقيقي يجب أن يكون على وعي الناس".

وتابع: “إذا كان هناك وعي مجتمعي كافٍ، فلن يجد هذا الخطاب من يتأثر به، وسيتم نبذ القوى التي تروجه”.

ولفت إلى أن "العراقيين، بمختلف مكوناتهم واطيافهم، عانوا من تداعيات الخطاب الطائفي بين عامي 2006 و2017، حيث شهدت البلاد موجات عنف وتهجير وقتل ومعاناة قاسية"، مؤكدًا أن "العراقيين غير مستعدين للعودة إلى دوامة الصراع مجددًا".

وحذر المتحدث في ختام حديثه  من أن "الخطاب الطائفي لا يهدد فقط وحدة المجتمع، بل يُضعف الدولة العراقية، ويقوض قرارها السيادي"، مضيفاً ان "تجربة الماضي أثبتت أننا لا يمكن أن نبني دولة قوية تتمتع بالسيادة والاستقرار من خلال الفوضى والانقسامات الطائفية”.

فوضى سياسية وتغيرات إقليمية

من جانبه  قال رئيس مركز مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية، د. سعد سلوم، إن بعض الخطابات الشائعة اليوم تعكس ردود فعل على الفوضى السياسية وفقدان البوصلة، لا سيما في ظل التداعيات التي تخلفها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المنطقة.

وأضاف، أن "هذه التهديدات دفعت العديد من النخب السياسية إلى إعادة النظر في مواقفها وخطابها تجاه العديد من القضايا".

وأشار سلوم في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى أن هذه الأوضاع "ساهمت في تصاعد خطاب الكراهية على أسس طائفية، وظهور سيناريوهات غير واقعية حول تقسيم البلاد وغير ذلك. كما برز عدد من الصحفيين والمدونين الذين يرتبطون ببعض القوى السياسية النافذة، ويطرحون أفكارًا وآراء لا تحظى بقبول واسع في المجتمع، لكنها تعكس حالة الارتباك السائدة".

وزاد بالقول انه "نتيجة لذلك، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة من ممثلي مكونات مختلفة، ما أسهم في تغذية هذا الخطاب وانتشاره".

وزاد سلوم قائلاً أن "التغيرات في سوريا، لا سيما مع صعود حكومة جديدة، وما تبعها من مجازر مرتبطة بالإدارة التي أعقبت نظام الأسد، كان لها تأثير تجاوز الحدود".

وأوضح، أن هذه التطورات "أثارت مخاوف واسعة في المجتمع العراقي، خصوصًا في بعض الأوساط السياسية، ما انعكس على تصاعد خطابات الكراهية كردّ فعل انتقامي على تاريخ طويل من القمع في سوريا، وأيضًا كاستجابة لمخاوف من امتداد تداعيات الوضع السوري إلى العراق".

وخلص سلوم الى التأكيد على أن "النهج الحكيم في التعامل مع هذه المرحلة، يتمثل في الحد من خطابات الكراهية عبر رصدها ومراقبتها، والعمل على معالجة العوامل التي تغذيها"، مشدداً على أهمية "فتح قنوات دبلوماسية شعبية بين مكونات المجتمع داخل العراق، وتعزيز الحوار بين النخب الثقافية ومراكز الأبحاث والمؤسسات المعنية في كل من العراق وسوريا".

وسيلة إلهاء مكشوفة

فيما عدّ الناشط السياسي، زين العابدين البصري، تصاعد خطاب الكراهية والاستقطاب الطائفي في العراق هو محاولة مكشوفة من بعض القوى السياسية لإعادة إنتاج نفسها، عبر استغلال أجواء التوتر الإقليمي في المنطقة.

وقال البصري، إن هذه الجهات، "التي فشلت في تقديم أي حلول حقيقية للأزمات الاقتصادية والخدمية، تلجأ إلى تأجيج الانقسامات الطائفية لإلهاء الشارع عن فشلها، وتحويل النقاش من قضايا الإصلاح والتنمية إلى صراعات الهوية والانتماء".

وأضاف البصري في حديث لـ"طريق الشعب"، أن العراقيين دفعوا ثمناً باهظاً بسبب هذا الخطاب في السنوات الماضية، ولا يمكن السماح بإعادة تدويره لتحقيق مكاسب سياسية ضيّقة.

ولفت الى ضرورة "مواجهة هذا النهج بخطاب وطني جامع، يعزز الهوية العراقية بعيداً عن محاولات الاستقطاب والتفرقة".

واعتبر  أن مسؤولية مواجهة هذا الخطاب "لا تقع فقط على عاتق النخب السياسية، بل أيضاً على وسائل الإعلام والمجتمع المدني، من خلال تعزيز الوعي، وكشف الجهات التي تروج الكراهية، خدمةً لمصالحها الضيّقة على حساب وحدة العراق واستقراره".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced