التلوث في الفلوجة يتجاوز "هيروشيما": 29% من السكان يحملون "اليورانيوم والرصاص"
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 26-03-2025
 
   
شفق نيوز

كشف معهد "واطسون" التابع لجامعة براون الأمريكية، عن كارثة صحية خطيرة في العراق، حيث أظهرت نتائج دراسات أجراها في مدينة الفلوجة وجود اليورانيوم في عظام 29% من سكان المدينة، بينما تم العثور على الرصاص في عينات 100% من المشاركين في الدراسة.

بحسب التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن العائدين إلى المناطق التي تعرضت للقصف قد يواجهون مخاطر صحية متزايدة بسبب تعرضهم للمعادن الثقيلة، ما يؤثر على صحتهم وصحة الأجيال القادمة.

وتدعم هذه النتائج دراسات سابقة أظهرت أن السكان الذين يعيشون في مناطق مدمرة أكثر عرضة لمشاكل الصحة الإنجابية والعيوب الخلقية، حيث سجلت الفلوجة زيادة بمقدار 17 ضعفاً في التشوهات الخلقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وفقاً للتقرير.

وأظهرت تحليلات عينات العظام، أن نسبة الرصاص لدى سكان الفلوجة أعلى بنسبة 600% مقارنة بالمعدل الطبيعي لدى فئات عمرية مماثلة في الولايات المتحدة، كما كشف تحليل عينات التربة عن مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة في المناطق الأكثر تعرضاً للقصف، ما يعكس الآثار طويلة الأمد للأنشطة العسكرية على البيئة والصحة العامة.

وحذر التقرير، من أن "المدن التي تعرضت للقصف المكثف مثل غزة، لبنان، سوريا، وأوكرانيا قد تواجه تداعيات صحية مماثلة، حيث أن العائدين إليها قد يتعرضون لمشاكل صحية طويلة الأمد نتيجة تلوث البيئة بالمعادن الثقيلة".

كما وصف التقرير الفلوجة، بـ "أنها دراسة حالة واضحة للتأثيرات الصحية طويلة الأمد التي تسببها الأسلحة الحديثة"، مشيراً إلى أن "المدينة شهدت موجات نزوح جماعي أعقبتها عودة للسكان الذين واجهوا تلوثاً واسع النطاق بالمعادن الثقيلة".

ومنذ حرب الفلوجة خلال العام 2004 ثم احتلال داعش للمدينة في العام 2014، تسببت الحروب في دمار واسع، حيث تم تدمير 60-70% من المدينة، وقُتل الآلاف، كما تعرضت البنية التحتية للدمار الشامل، بما في ذلك المستشفيات ومحطات الكهرباء وشبكات المياه.

وأشار التقرير إلى أن "المدينة سجلت معدلات مرتفعة من السرطان، بما في ذلك زيادة بمقدار 12 ضعفاً في معدلات سرطان الأطفال، متجاوزة بذلك مستويات التلوث الإشعاعي المسجلة بعد قصف هيروشيما".

ونفذ البحث، وفقاً للتقرير، بين عامي 2021-2025 بواسطة فريق من الأنثروبولوجيين، الأطباء، علماء الوراثة، علماء الأوبئة، الفيزيائيين الطبيين، والجغرافيين.

في حين، كشفت التحليلات عن وجود مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة في تربة الفلوجة، خصوصاً في المناطق التي تعرضت للقصف المكثف، حيث تم رصد اليورانيوم، الثوريوم، الرصاص، الزرنيخ ومعادن ثقيلة أخرى تُستخدم في العمليات العسكرية.

وخلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أُلقيت 19040 قنبلة موجهة، و 8885 قنبلة غير موجهة، و1276 قنبلة عنقودية، مما أدى إلى انتشار ملوثات خطيرة في البيئة العراقية، لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

وحول الإشارة الى اليورانيوم، أوضح التقرير، "تجري حالياً عمليات تحليل لمعادن ثقيلة أخرى في المدينة وهذه العينات مثل تلك المعروفة باستخدامها على نطاق واسع في القصف العسكري، مثل الزرنيخ والكادميوم والثوريوم والتنتالوم وغيرها".

فيما أشار التقرير، إلى أن "وجود اليورانيوم في عينات عظام سكان الفلوجة، قد يكون متوافقاً مع الاستخدام الواسع النطاق والموثق بشكل جيد لأسلحة اليورانيوم المنضب خلال التسعينيات في حرب الخليج التي قادتها الولايات المتحدة على العراق، وفي العقد الأول من القرن الـ21، حيث وجدت التحقيقات أن القوات الأمريكية وحلفائها استخدمت 116000 كلغ من اليورانيوم المنضب خلال الغزو للعراق في العام 2003".

وأوصى التقرير باتخاذ إجراءات وقائية للحد من التأثيرات الصحية طويلة الأمد، خاصة للعائدين إلى المناطق التي تعرضت للقصف، ومنها ارتداء أقنعة الحماية أثناء عمليات إزالة الأنقاض والتنظيف لمنع استنشاق الجسيمات السامة، ودفن النفايات ومواد البناء بدلاً من حرقها للحد من انتشار السموم المسرطنة.

كما أوصى تجنب النساء الحوامل المشاركة في عمليات التنظيف وإعادة البناء، وتناول أطعمة غنية بالكالسيوم وفيتامين C وفيتامين D للحد من امتصاص المعادن الثقيلة، فضلاً عن إعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل السبانخ والبروكلي والقمح المدعم، خاصة للنساء في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وأكد التقرير، على "ضرورة مراعاة صُنّاع السياسات لهذه التأثيرات الصحية طويلة الأمد"، مشيراً إلى أن "الناجين من الحروب يتحملون عبئًا مزدوجًا، فهم لا يعانون فقط من النزوح وفقدان الممتلكات، بل يواجهون مخاطر صحية خطيرة قد تنتقل للأجيال القادمة".

وتعتبر الفلوجة اليوم ليست مجرد مدينة شهدت معارك، بل تمثل نموذجاً صارخاً للدمار البيئي والصحي الذي تخلفه الحروب الحديثة، وهو ما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي للحد من هذه الكوارث الصحية.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced