دعت نقابة المعلمين العراقيين الكوادر التربوية والتدريسية الى تنفيذ اعتصام سلمي داخل المدارس، اليوم الخميس، وذلك رفضاً لقرارات مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، والتي اعتبرتها لا تلبي الطموح. فيما أعربت عن استنكارها حادث الاعتداء على تربويين في محافظة ذي قار.
وأعلن مجلس النواب عن عقد جلسة خاصة لمناقشة مطالب التربويين، استجابة الى بيان النقابة.
وتناقلت وسائل الاعلام، وثيقة استقالة جماعية لـ60 مدير مدرسة في قار، احتجاجاً على الاعتداءات التي طالتهم وزملاءهم، وطالبوا وزارة التربية بموقفٍ واضح حيال الانتهاكات التي تعرضوا لها.
تظاهرات المعلمين
وقمعت قوات الامن في ذي قار تظاهرة للتربويين في تقاطع شارع الزيتون والتي كان من المقرر لها التوجه إلى مبنى دائرة التربية، ما أدى الى جرح عدد منهم واصابة آخرين.
وأفادت وسائل اعلام نقلاً عن مصادر امنية، باحتجاز عضو مجلس المحافظة سلام فياض، فضلاً عن عدد من المتظاهرين، بينهم اثناء تلقيهم العلاج في مستشفى الناصرية بعد اصابتهم في التظاهرة.
وانطلقت تظاهرة كبرى في محافظة البصرة، شارك فيها المئات من الكوادر التربوية امام تربية البصرة مطالبين بحقوقهم. كما انطلقت تظاهرات كبيرة في بابل تحمل المطالب ذاتها.
وفي ديالى، تجمع المعلمون أمام مديرية التربية مطالبين بتحسين أوضاعهم المالية وسط اجراءات أمنية مشددة. كما دشن معلمو النجف تظاهرات كبيرة.
وقال مراسلنا عبدالحسين ناصر السماوي، في المثنى، ان المعلمين نظموا يوم الثلاثاء تظاهرة حاشدة امام مقر نقابة المعلمين.
وقال لفتة مدلول، أحد المعلمين المتظاهرين لـ"طريق الشعب": سنواصل التظاهر السلمي حتى تتحقق مطالبنا المشروعة.
وتحدث مدلول عن تضامن أوساط شعبية واسعة مع مطالبهم. "كما أن أولياء الأمور لم يرسلوا أبناءهم الى المدارس تضامنا معنا".
تضامن معلمي كردستان
وأعلن اتحاد معلمي كردستان، دعمه الكامل للتحركات المدنية التي أطلقتها نقابة معلمي العراق، مؤكداً وقوفه إلى جانب مطالب المعلمين العادلة، فيما طالب حكومة إقليم كردستان بالاستجابة السريعة لحقوق المعلمين، وتنفيذ مطالبهم الأساسية.
وقال مكتب أمانة سر اتحاد معلمي كردستان، في بيان: إن "المعلمين في عموم العراق وفي إقليم كوردستان يمرون بظروف معيشية صعبة"، مشيراً إلى أن "الاتحاد يعلن دعمه للحراك المدني الذي دعت إليه نقابة معلمي العراق".
تصعيد الاحتجاج
وقال الباحث في الشأن السياسي رياض الوحيلي، ان "تصاعد عمليات قمع التربويين المتظاهرين في بعض المحافظات سيدفع إلى تصعيد الاحتجاج، كما سيدفع مواطنين آخرين إلى دعم تلك الاحتجاجات، وربما تندلع ثورة شعبية بسبب عمليات القمع".
واضاف، أن "تظاهرات تشرين ارتفعت حدتها وزادت مشاركة المواطنين فيها بعد عمليات القمع؛ هناك تعاطف كبير من شرائح وأفراد المجتمع العراقي، في مقابل استمرار عمليات قمع التربويين".
وحذر الوحيلي من هذه "الاعتداءات السافرة قد تدفع إلى زيادة حجم التظاهر، وربما رفع سقف المطالب".
ورفض الكثير من المدونين والناشطين الإجراءات القمعية التي قامت بها قوات الامن في ذي قار خلال تعاملها مع تظاهرات المعلمين.
احتجاجات في السماوة
وفي إطار الاحتجاجات اليومية المتواصلة التي تشهدها البلاد، نظم عدد من أهالي منطقة المملحة في المثنى، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتحويل منطقتهم إلى ناحية، مؤكدين أن هذا الإجراء سيسهم في تحسين واقع الخدمات.
وذكر عدد منهم إن "مطالبهم هي المضي بتحويل منطقتهم إلى ناحية، لاسيما مع وجود الموافقات الرسمية من قبل وزارة التخطيط".
كما نظم عدد من المفسوخة عقودهم في الحشد الشعبي ومتطوعي فرقة العباس القتالية في المثنى، وقفة احتجاجية في ساحة الاحتفالات وسط السماوة، للمطالبة بإعادتهم إلى الخدمة.
وفي البصرة
الى ذلك، نظمت كوادر مديرية مجاري البصرة، وقفة احتجاجية أمام المديرية للمطالبة بزيادة مخصصات الخطورة نتيجة تعرضهم للغازات السامة بالإضافة إلى تعديل مخصصات النقل، فضلا عن توزيع قطع أراض حسب سنوات الخدمة وتثبيت العقود وشمولهم بالضمان الصحي وصرف مخصصات بدل الطعام.
وقال أحد المشاركين، إن "مطالبهم تتضمن أيضا احتساب الشهادة ومخصصات الزوجية، فضلا عن توزيع معدات السلامة المهنية بشكل مستمر لموظفي مجاري البصرة، كما نطالب بتعديل سلم الرواتب وتوزيع الأراضي".
تظاهرة لموظفي خزينة ذي قار
وشاركت الرفيقة هيفاء الأمين عضو مجلس النواب السابق، في وقفة احتجاجية نظّمها موظفو دائرة خزينة ذي قار، يوم أمس الإثنين، دعماً لمطالبهم المتعلقة بالمساواة مع أقرانهم في وزارة المالية من حيث الحوافز والحقوق، وصرف رواتب أصحاب العقود.
وأكدت الأمين خلال مشاركتها، أنها أجرت اتصالاً مع مدير الدائرة البرلمانية في مجلس النواب بهدف ترتيب لقاء بين وفد من الموظفين واللجنة المالية النيابية، لطرح مطالبهم رسميًا على وزارة المالية.
وشددت الأمين على أن "الحل الجذري لهذه الإشكالات يكمن في إقرار قانون جديد لسلم الرواتب يحقق العدالة ويقضي على الفوارق الحالية"، مشيرةً إلى جملة من المشكلات التي يعاني منها النظام الحالي، منها غياب العدالة في المخصصات، وتعدد السلالم بين الوزارات، وغياب العلاقة بين الكفاءة والإنتاجية والراتب، إضافةً إلى تأثيرات الفساد والضغوط السياسية.
الاحتجاجات تستمر..
وشهدت محافظة بابل، في اليومين الماضيين، تظاهرة نظّمها موظفون من مختلف القطاعات، بينهم موظفو مديرية الماء الذين احتشدوا أمام مبنى المحافظة مطالبين بتعديل سلم الرواتب. كما خرجت مجاميع أخرى من المواطنين تحت مجسر الثورة، وسط مدينة الحلة، في تظاهرات داعمة لمطالب الكوادر التعليمية.
وفي بغداد دشّن قرّاء المقاييس، امس الأول، إضرابًا عامًا، فيما خرج أصحاب المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي بتظاهرة في الجادرية، مطالبين بالعودة إلى الخدمة.