منظمة تضم 50 ناشطة لدعم حقوق المجتمع الإيزيدي
تناولت صحيفة، آفيناير Avvenire ، الكاثوليكية الإيطالية في تقرير لها أوضاع ناجيات إيزيديات بعد عشر سنوات من اجتياح تنظيم داعش لمنطقتهم سنجار مشيرة الى ان الكثير منهن تحولن الى ناشطات ينادين بحقوقهن وحقوق أبناء طائفتهن عبر منظمات غير حكومية قاموا بتأسيسها من بينها منظمة، بيت التعايش House of Coexistence، التي تضم 50 ناشطة إيزيدية تعمل من اجل التغيير وإيصال أصواتهن للعالم الخارجي والدفاع عن حقوق الإنسان.
اديبة مراد، ناجية إيزيدية وعضوة في مبادرة (منصة سنجار للحوار المفتوح – Sinjar Open Space Dialogue) وهي مبادرة ترعاها منظمة بيت التعايش، تقول انها فقدت كل شيء بسبب داعش ولكنها لا تريد ان تفقد صوتها أيضا، مشيرة الى انهم قد عانوا ما فيه الكفاية "وأن الوقت قد حان لكي يصغي العالم لنا".
عشر سنوات قد مرت على جريمة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، ولكن الجروح والآلام ما تزال باقية. في 3 آب 2014 شن تنظيم داعش هجوما على سنجار حيث قتل منهم الآلاف مع سبي نساء وأطفال وتعرض المجتمع الايزيدي بأكمله للدمار. ولحد الان تم الكشف عن 93 قبرا جماعيا، وما يزال 40 قبرا جماعيا آخر لم يتم التحقق من ضحاياه بعد.
ويذكر التقرير ان أكثر من 2 ألفين و645 ايزيديا ما يزالون في عداد المفقودين. ووسط هذا الدمار كله، فان ناجيات ايزيديات لم يكتفين بتخلصهن من أسر داعش ومعاناته ولكنهن تحولن الان الى ناشطات من أجل العدالة مطالبات بالاعتراف بمعاناتهن وما تعرض له الإيزيديون وتحقيق العدالة والأمن لشعبهن.
وتذكر الصحيفة الإيطالية في تقريرها ان كثيرات من النساء الايزيديات اللائي عانين من وحشية داعش أصبحن الان قياديات في مجتمعهن. لمياء حاجي بشار، وفريدة عباس، وشيرين خيرو، جميعهن كن اسيرات سابقات لدى داعش، اما الان فانهن مدافعات بارزات عن حقوق الإنسان ويشجبن العنف ضد المرأة ويطالبن بتحقيق العدالة.
تقول، لمياء، التي كرست حياتها للدفاع عن حقوق الناجيات والتي تصر على إيصال أصواتهن للعالم "نحن ناجيات، ولكن هذا لا يكفي. علينا ان نكافح من اجل العدالة لكيلا تتعرض أي فتاة لما تعرضنا له نحن".
وتعتبر الناشطة، نادية مراد، من أكثر الناشطات الايزيديات شهرة واعترافا بها في العالم، وهي الناجية الايزيدية وأول امرأة ايزيدية تحصل على جائزة نوبل للسلام. وعبر عملها مع منظمة، مبادرة نادية Nadia Initiative، التي اسستها تقوم الناشطة مراد بتعريف العالم الخارجي بمأساة الايزيديين، وحث قادة العالم على الاعتراف بجريمة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها. وتؤكد بقولها "أريد ان أكون الفتاة الأخيرة في العالم التي تتعرض لما تعرضت له". مسلطة الضوء عبر تعليقاتها على وضع حد للأعمال الوحشية والانتهاكات مثل حالات الاغتصاب اثناء الحرب الذي تعرضت له. ويشير التقرير الى ان معاناة الايزيديين ما تزال مستمرة مع بقاء حالة النزوح وغياب الامن والإهمال. ويصف، ميرزا دينائي، الحاصل على جائزة أورورا للتوعية الإنسانية ومؤسس منظمة بيت التعايش، هذا الوضع على انه حقيقة مروعة، مضيفا بقوله "بعد عشر سنوات ما يزال المجتمع الايزيدي يعاني. في بعض الأحيان تكون عواقب الإبادة الجماعية أسوأ من الهجوم نفسه. ثلثا الايزيديين ما يزالون يعيشون حالة نزوح مع غياب أي خطة حكومية مدروسة لعودتهم او اعادة اعمار منطقتهم. جيل كامل من الأطفال ولدوا في الخيم، لا يعرفون ما هو البيت".
ولعبت منظمة، بيت التعايش، دورا جوهريا في دعم الناجين الايزيديين. وفي العام 2023 أطلقت المنظمة جائزة المرأة الشجاعة الوطنية لتكريم وتثمين شجاعة النساء العراقيات. وفازت الناشطة، لمياء حاجي، بالجائزة لدورها الاستثنائي في الدفاع عن حقوق النساء والأطفال.
في عام 2021 صوت البرلمان العراقي على قانون الناجيات الإيزيديات، مع ذلك فان تطبيق فقرات القانون كانت بطيئة وخاضعة للروتين والبيروقراطية. وتقول الناشطة لمياء بهذا الخصوص إن "التعويضات المالية وحدها لا تكفي. العدالة الحقيقية تعني معاقبة المتورطين بالجريمة. وهناك الكثير من افراد داعش قد أفلتوا من العقاب".
بعد مرور عشرة أعوام ما يزال هناك أكثر من 200 ألف إيزيدي نازح يقيمون في مخيمات بإقليم كردستان. ومدينة سنجار ما تزال غير مستقرة وتشوبها التوترات بسبب تواجد مجاميع مسلحة مختلفة فيها والبنى التحتية فيها خربة.
وتقول الناشطة أديبة مراد "لا نستطيع العودة لان الوضع خطر. وبيوتنا محطمة ولا يوجد من يوفر الحماية لنا. نحن لسنا ناجيات فقط، بل نحن ناشطات محاربات وسوف لن نتوقف إلى حين تحقيق العدالة لنا".
ورغم العقبات فإن النساء الايزيديات ما زلن يكافحن من أجل العدالة والاعتراف بحقوقهن. وتقول الناشطة بسمة حاجي "العالم ينظر لنا كضحايا داعش فقط. ولكن نحن اعلى من ذلك بكثير، نحن قياديات وناشطات ومعلمات. لقد حولنا معاناتنا الى فعل ونشاط".
عن صحيفة آفيناير الإيطالية