77 عاماً من النضال الطلابي.. اتحاد الطلبة العام: من مؤتمر السباع إلى مواجهة المنع والقمع
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 14-04-2025
 
   

زميلاتنا وزملاؤنا الأعزاء…

نستذكر اليوم، بفخر واعتزاز، الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، هذا الصرح الطلابي العريق الذي انبثق من رحم النضال الوطني خلال مؤتمر السباع الخالد عام 1948، حين اجتمع الطلبة الأوائل ليخطّوا، بإرادتهم الحرة ووعيهم المتقد، أولى صفحات الحركة الطلابية المستقلة في العراق. وفي هذه المناسبة المجيدة، نستحضر ذلك المشهد البطولي الذي سطّره عمال بغداد، وهم يتعاضدون مع الطلبة لحماية المؤتمر من محاولات فضّه وقمعه من قبل سلطات العهد الملكي، في واحدة من أروع صور التضامن بين الحركتين العمالية والطلابية في تاريخنا الحديث.

ونحن إذ نحيي هذه الذكرى، نؤكد تمسكنا الراسخ بالمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد، ونجدد العهد بالسير على خطى روادنا الأوائل في الدفاع عن قضايا الوطن والطلبة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي نعدّها قضيتنا المبدئية.

إننا في اتحاد الطلبة العام نعلن تضامننا الكامل مع كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وندين بأشد العبارات جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة، إلى جانب السياسات العنصرية والعدوانية التي ينتهجها الاحتلال في كامل الأراضي الفلسطينية.

وإذ ندعو القوى الطلابية الحيّة في العراق والمنطقة والعالم إلى رفع الصوت عاليًا نصرةً لفلسطين، ومقاطعة جميع أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني، نعبّر أيضًا عن تضامننا العميق مع نضالات الحركات الطلابية والشبابية العالمية، التي تواجه القمع والمنع والملاحقة على أيدي الأنظمة المطبّعة.

زميلاتنا وزملاؤنا…

تحلّ الذكرى، وواقعنا التربوي والتعليمي لا يزال يرزح تحت وطأة أزمات متراكمة من سنوات سابقة، وأخرى مستحدثة تتفاقم يومًا بعد آخر. وفي ظل هذا الواقع المأزوم، تواصل المنظومة الحاكمة مساعيها الحثيثة لتقويض أسس التعليم العام، بدءًا بمحاولات إسكات الصوت الطلابي الحر، من خلال فرض تعهّدات على الطلبة بعدم الخوض في القضايا السياسية داخل الحرم الجامعي، مرورًا بفرض نسق أيديولوجي واحد يعكس توجهات القوى المتنفذة.

وقد اتخذت هذه السياسات طابعًا قمعيًا، تجلّى في عدد من القرارات والإجراءات التي تستهدف التنوع الاجتماعي والثقافي، وتفتح في المقابل الأبواب أمام المكاتب الطلابية الحزبية لممارسة الطائفية والترويج للشخصيات السياسية المتنفذة، برعاية وموافقة بعض رئاسات الجامعات.

وفي هذا السياق، نُشير بشكل خاص إلى القرار الجائر بحظر نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق داخل الجامعات، وهو قرار سياسي بامتياز، لا يعكس سوى خشية السلطة من صوت الطلبة، ومحاولة لتفريغ الجامعات من أي تنظيم طلابي حقيقي يمثّل همومهم ويدافع عن حقوقهم.

ورغم هذا الحظر، فإن الاتحاد سيبقى حاضرًا بصوته ونضاله، وسيواصل أداء دوره الوطني والنقابي، مهما حاولوا منعه أو تهميشه.

كما نحذر من ممارسات خطيرة في الجامعات الأهلية، حيث يُبتزّ الطلبة من خلال تخفيضات مشروطة في الأقساط الدراسية مقابل الولاءات السياسية للأحزاب الحاكمة، ما يكرّس الزبائنية ويحوّل هذه الجامعات إلى أدوات بيد السلطة.

وتتزامن هذه السياسات مع تصاعد مظاهر الانهيار الأخلاقي في عدد من المؤسسات الأكاديمية، حيث تنتشر ظاهرة التحرش بالطالبات من قبل بعض الأساتذة، في ظل غياب الردع والمحاسبة، وتواطؤ إداري يهدد البيئة الجامعية وسلامة الطالبات.

وفي السياق ذاته، يبرز توجه خطير لإلغاء مجانية التعليم، عبر تشريع قانون التعليم الحكومي الخاص سيّئ الصيت، إلى جانب السعي لتعديل قانون التعليم الأهلي بما يمنح المستثمرين حرية التدخل في سير العملية التعليمية.

كما نشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الرسوم المفروضة على الطلبة في الجامعات الحكومية، في انتهاك صارخ لحق التعليم المجاني المكفول دستوريًا، وهو ما يثقل كاهل العوائل العراقية.

ولا تزال مناهجنا الدراسية بعيدة كل البعد عن مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، فيما تتفاقم أزمة البنى التحتية في المدارس والجامعات، وتستمر معاناة الطلبة في الأقسام الداخلية بسبب انعدام الخدمات الأساسية.

ويُعاني القطاع التعليمي من عجز واضح في الكوادر الأكاديمية، ونقص حاد في المؤسسات التعليمية، خصوصًا في المناطق الطرفية، ما يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام أي إصلاح تربوي جاد. وفي هذه المناسبة، نعبّر عن تضامننا الكامل مع حراك المعلمين ومطالبهم المشروعة في تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، ونشدّد على ضرورة توفير الحماية القانونية لهم من الاعتداءات التي يتعرضون لها على يد الخارجين عن القانون. كما ندين بشدة القمع والاعتداء الذي طال حراكهم السلمي، ونعدّه انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والتظاهر، وتعديًا على كرامة هذه الشريحة الأساسية في بناء مستقبل البلاد.

وعليه، فإننا في اتحاد الطلبة العام نطالب بما يلي:

فتح تحقيق عاجل في ملف انتهاك الحرم الجامعي وتوغّل الأحزاب المتنفذة فيه، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

إلغاء قانون التعليم الحكومي الخاص، والتحقيق المهني في مصير أموال صندوق التعليم الموازي.

إطلاق حملة وطنية كبرى لبناء الجامعات والمدارس الحكومية، وتوزيعها العادل بين الأطراف ومراكز المدن.

مراجعة مدخلات القطاع التربوي ومخرجات التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.

تخفيض أجور الدراسة المسائية والأهلية بما يتناسب مع دخل الفرد العراقي.

مراجعة شاملة للعملية التربوية والتعليمية ومناهجها.

تحديث المناهج الدراسية بما يواكب التطورات العلمية والتكنولوجية.

تفعيل قانون حماية المعلم وصيانة كرامته من الاعتداءات.

مكافحة ظاهرة ابتزاز الطالبات، وفرض عقوبات صارمة بحق مرتكبي هذه الجرائم.

إطلاق الحريات الطلابية عبر تشريع قانون الاتحادات الطلابية.

إلغاء رسوم النقل والاستضافة بين الأقسام والجامعات، وتخفيض أجور النوادي الطلابية وإخضاعها للرقابة الصحية.

تطوير السكن الطلابي، وتقليص الإجراءات البوليسية فيه.

وضع ضوابط صارمة للتعليم الخصوصي تحد من انتشاره العشوائي.

زميلاتنا… زملاؤنا…

إننا إذ نهنئكم بعيد الطالب العراقي، ذكرى تأسيس اتحادكم العتيد، نجدد العهد على مواصلة النضال من أجل تعليم مجاني رصين، وحريات طلابية وأكاديمية حقيقية، ومناهضة كل أشكال التهميش والإقصاء لدور الطلبة في الحياة العامة.

ونستذكر بتقدير واعتزاز التضحيات الجسام لشهداء اتحادنا ومناضليه، الذين واجهوا أعتى الأنظمة الدكتاتورية، فكانت دماؤهم نبراس طريقنا في مواجهة منظومة المحاصصة والفساد.

عاشت الذكرى السابعة والسبعون لتأسيس اتحادنا المجد والخلود لشهداء اتحادنا المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية والوطنية.

اللجنة التنفيذية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

14/4/2025

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced