مارغريت أتوود… ذاكرة الأدب الكندي وحارسة اللغة
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 18-04-2025
 
   
ترجمة وتقديم: شاكر لعيبي

ولدت مارغريت أتوود Margaret Atwood في أوتاوا عام 1939 وهي روائية وشاعرة وناقدة أدبية كندية، ومن أشهر الكاتبات الكنديات. ابنة عالم الحيوان كارل إدموند أتوود، ووالدتها هي مارغريت دوروثي كيليام أخصائية تغذية. قضت أتوود بسبب مهنة والدها الجزء الأكبر من طفولتها بين غابات كندا. بدأت الكتابة وهي في السادسة عشرة من عمرها، وقرّرت حينها أن تصبح كاتبة. في عام 1957، بدأت الدراسة في كلية فيكتوريا في جامعة تورنتو. أخذت دروسا بشكل خاص لدى الشاعر جاي ماكفيرسون Jay Macpherson (1931ـ 2012) والناقد الأدبيّ نورثروب فراي (1912 ـ 1991 كتبه «تشريح النقد» و»الخيال الأدبيّ» و»المدوّنة الكبرى» مترجَمة للعربية). حصلت عام 1961على بكالوريوس الآداب في الأدب الإنكليزي (مع تخصّص فرعي في الفلسفة واللغة الفرنسية). واصلت دراستها في جامعة هارفارد وكلية رادكليف، حتى حصلت عام 1962 على درجة الماجستير في الأدب الإنكليزي قبل أن تواصل دراستها في جامعة هارفارد. في عام 1968، تزوجت من جيم بولك، لكنها انفصلت عنه في عام 1973. ثم تزوجت من الروائي غرايم جيبسون، وأنجبت منه ابنتها إليانور عام 1976. توفي جيبسون في 18 سبتمبر/أيلول 2019. وكتبت أتوود حزينة مقالا نُشر في صحيفة «الغارديان» عام 2020 تخليدا لذكراه.

نشرت عام 1961 على نفقتها مجموعتها الشعرية الأولى «بيرسيفوني المزدوجة» وهي شخصية أسطورية يونانية، وحصلت بفضلها على وسام برات E. J. Pratt. أما مجموعتها الشعرية الثانية «لعبة الدائرة» فقد نشرت عام 1964، وأكسبتها جائزة الحاكم العام الأدبية الكندية عام 1966. في العقود التي تلت ذلك، أصدرت ما يقرب من عشرين مجموعة شعرية. نشرت روايتها الأولى «المرأة الصالحة للأكل» في عام 1969. غطّت الروايات التي نشرتها في السبعينيات موضوعات الهوية والقوالب النمطية الجنسانية، من حيث صلتها بالسياسة والهوية الوطنية المحلية. في عام 1985 ظهر أشهر أعمالها «الخادمة القرمزية»، ونظرا لكونها نسوية وسياسية صارمة، تحتل النساء مركز الصدارة في كتاباتها. حصلت على العديد من الجوائز عن رواية «الخادمة القرمزية»، منها جائزة آرثر سي كلارك وجائزة الحاكم العام الأدبية. تم تحويل الرواية إلى فيلم للمخرج فولكر شلوندورف في عام 1990 وإلى مسلسل تلفزيوني في عام 2017 تحت عنوان «حكاية الخادمة».

قامت أتوود بالتدريس في عدة جامعات، مثل جامعة كولومبيا البريطانية (1965)، وجامعة كونكورديا في مونتريال (1967-1968)، وجامعة ألبرتا (1969-1979)، وجامعة يورك في تورونتو (1971-1972)، وجامعة نيويورك. حصلت على العديد من الأوسمة، وعشرين درجة دكتوراه فخرية، وتمّ استقبالها عضوا في الجمعية الملكية الكندية عام 1987. وفي عام 1981، حصلت على إحدى زمالات غوغنهايم. فازت بجائزة البوكر عام 2000 عن روايتها «السفاح الأعمى». وفي عام 2017، كانت مرشحة لجائزة نوبل للآداب. لكن المؤلف البريطاني من أصل ياباني كازو إيشيجورو هو الذي فاز بها. وتفاجأ إيشيجورو بهذا القرار، فاعتذر لأتوود لأنه حصل على الجائزة بدلا عنها.

قامت مارغريت أتوود أيضا بالدخول إلى عالم السينما كممثلة في فيلم «هوشيلاجا أرض النفوس» (2017) للمخرج فرانسوا جيرار، الذي يحكي قصة تأسيس مونتريال، حيث لعبت دور بارونة إنكليزية تُخفي في منزلها الكنديين الناطقين بالفرنسية، الذين يقاومون النظام البريطانيّ. أسهمت آتوود إسهامات كبيرة في التأصيل النظريّ لقضية الشخصية الوطنية الكندية، واسترعى ذلك اهتماما واسعا في كندا وعلى صعيد دوليّ، ومن الكتب التي ألّفتها في هذا المجال (نجاة: دليل موضوعاتيّ للأدب الكنديّ). أشارت آتوود في كتابها إلى أن الأدب الكندي والهوية الكندية يتميزان بصفة «البقاء والاستمرارية»، ويتضح ذلك عبر شيوع رمز الضحية في الأدب الكندي. وترى أن استخدام هذا الرمز يمثل مجالا للوعي بالذات وسعيا لتحقيق الذات من جانب الضحية في علاقتها بالمنتصر، ويمكن أن يكون الطرف (المنتصر) عنصرا غير بشري كالطبيعة، أو البرية، أو غيرها من العوامل الخارجية أو الداخلية، التي تقمع الضحية. ترى آتوود أن الأدب الكندي تعبير عن هوية كندية يمكن وصفها بالخوف من الطبيعة والتأثُّر بتاريخ المستعمر والارتباط الدائب بالمجتمع.

من رواياتها «المرأة الصالحة للأكل» 1969، «تسطيح» 1972، «السيدة نبوءة» 1976، «الحياة قبل البشر» 1979، «أذى جسديّ» 1989، «قصة الخادمة» 1985، «عين القطة» 1988، «عروس اللص» 1993، «الاسم المستعار غريس» 1996، «السفاح الأعمى» 2000، «أوريكس وكريك» 2003، «بينلوبياد» 2005، «عام الطوفان» 2009، «آدم المجنون» 2013، «القلب يذهب أخيرا» 2015، «هاغسيد» 2016، «الوصايا» 2019.

ومن مجاميعها الشعرية: «بيرسيفوني المزدوجة» 1961. «لعبة الدائرة» 1964. «الرحلات الاستكشافية» 1965. «الحيوانات في ذلك البلد» 1968. «مجلات سوزانا مودي» 1970. «إجراءات مترو الأنفاق» 1970. «سياسة القوة» 1971. «أنت سعيد» 1974. «قصائد مختارة: 1965-1975» 1976. «قصائد برأسين اثنين» 1978. «قصص حقيقية» 1981. «أغاني حبّ الحد الفاصل»، 1983 و1984. «قصائد مختارة: 1976-1986»، 1987. «صباح في البيت المحترق» 1996. «أكل النار: قصائد مختارة، 1965-1995»، 1998. «الباب» 2007. «عزيزي: قصائد جديدة» 2020. وأعمال متنوعة كثيرة أخرى.

مقتطفات حول الفن الشعري:

*»في كلمة بعد كلمة بعد كلمة ثمة سطوة».

*»أقرأُُ من أجل المتعة، وهذه هي اللحظة التي أتعلمُ فيها أكثر.»

*»إن الطريقة الوحيدة التي يمكنك القيام بها في كتابة الحقيقة هي أن تفترض أن ما تكتبه لن يقرأه أحد أبدا. لن يقرأه شخص آخر، ولن تقرأه حتى أنت في وقت لاحق. وإلا فإنك ستبدأ في تبرير نفسك. يجب أن ترى الكتابة تنبثق مثل لفافة طويلة من الحبر من إصبع السبابة في يدك اليمنى؛ يجب أن ترى يدك اليسرى تمحوها.»

*»عندما نفكر في الماضي، فإننا ننتقي الأشياء الجميلة. ونريد أن نصدّق أن كل شيء كان على هذا النحو.»

*»ربما لا أكتب لأحد. ربما لنفس الشخص الذي يكتب له الأطفال عندما يخربشون أسماءهم على الثلج.»

*»أشعر وكأن الكلمة تتحطّم.»

*»من المستحيل أن تقول شيئا بالضبط كما كان، لأن ما تقوله لا يمكن أن يكون دقيقا أبدا، عليك دائما ترك شيء ما، هناك الكثير من الأجزاء والجوانب والتيارات المتقاطعة والفُويرقات الدقيقة؛ الكثير من الإيماءات التي يمكن أن تعني هذا الشيء أو ذاك، الكثير من الأشكال التي لا يمكن وصفها بالكامل، الكثير من النكهات في الهواء أو على اللسان، أنصاف الألوان، الكثير جدا.»

*»التاريخ لا يعيد نفسه كما يقولون، لكن قوافيه (تتناغم).»

*»إن كلمة «يجب» هي كلمة عديمة الجدوى. فهي تتعلق بما لم يحدث. وهي تنتمي إلى عالم موازٍ، وتنتمي إلى بُعد آخر من الفضاء.»

*»كنت رملا، كنت ثلجا – مكتوبا عليه، ومُعادة كتابته، وتمّ صقله.»

أغنية حوريّة البحر

هذه هي الأغنية الوحيدة التي يرغب الجميع

في تعلّمها: الأغنية

التي لا تقاوَم:

الأغنية التي تجبر الرجال

على القفز من على متن السفن جموعا

حتى لو رأوا جماجم على الشاطئ

الأغنية التي لا يعرفها أحد

لأن أي شخص سمعها

مات، والآخرون لا يتذكرونها.

هل أخبركَ بالسر

وإذا فعلتُ، هل ستُخرجني

من بزة الطائر هذه؟

لا أستمتع هنا جالسة

القرفصاء في هذه الجزيرة

التي تبدو خلابة وأسطورية

مع هذين المجنونين الريشيين الاثنين،

لا أستمتع بالغناء

هذا الثلاثي قاتل ونفيس.

سأخبرك بالسرّ،

لك، فقط لك.

اقترب أكثر. هذه الأغنية

هي صرخةُ طلب مساعدة: ساعدني!

أنت فقط، أنت فقط من يمكنه ذلك،

أنت فريد

أخيرا. للأسف

إنها أغنية مملّة

لكنها ناجحة في كل مرة.»

ملاحظة: تشير أغنية حورية البحر Siren إلى حوريات البحر التي هي مخلوقات خطيرة في الأساطير اليونانية كانت تغري البحارة بموسيقاها وأصواتها أن يحطموا سفنتهم.

*»لقد أكلنا الطيور. لقد أكلناها. لقد أردنا أن تتدفق أغانيها عبر حناجرنا وتنطلق من أفواهنا، لذلك أكلناها. لقد أردنا أن يتبرعم ريشها من لحمنا. لقد رغبنا بأجنحتها، أردنا أن نطير كما تفعل، ونحلق بحرية في قمم الأشجار والسحب، لذلك أكلناها. لقد طعنّاها بالرماح، وضربناها بالهراوات، والصقنا أقدامها بالغراء، واصطدناها بالشباك، سفدناها، وألقيناها في الجمر الحامي، وكل هذا من أجل الحب، لأننا أحببناها. لقد أردنا أن نكون أمرا واحدا. أردنا أن نفقس من بيض نظيف وناعم وجميل، كما فعلت، عندما كنا صغارا رشيقين وبريئين من السبب والنتيجة، لم نكن نريد الفوضى التي تصاحب الولادة، لذلك حشرنا الطيور في حناجرنا، بريشها وكل شيء فيها، لكن ليس ثمة من جدوى، لم نكن نستطيع الغناء، ليس بسهولة كما تفعل، لا يمكننا الطيران، دون دخان ومعادن، أما بالنسبة للبيض فلا حظ لدينا. نحن غاطسون في الجاذبية، نحن مقيدون بالأرض. نحن غارقون في الدماء، وكل هذا لأننا أكلنا الطيور، أكلناها منذ زمن طويل، عندما كان لدينا القدرة على قول لا.»

*»الإيمان مجرد كلمة مزخرفة.»

*»عندما تكون الحضارة مجرّد تراب ورماد، فإن الفن هو كل ما يتبقى. الصور والكلمات والموسيقى والهياكل الخيالية. المعنى ـ المعنى الإنساني ـ يتحدّد من خلال هذه الهياكل. ولا بد من الاعتراف بذلك».

*»إذا انتظرتُ الكمال فلن أكتب كلمة واحدة أبدا.»

*»بينما هو يكتب، أشعر كما لو أنه يرسمني؛ أو لا يرسمني، يرسم عليّ، يرسم على بشرتي، ليس بالقلم الرصاص الذي يستخدمه، ولكن بقلم أوزة قديم الطراز، ليس بطرف الريشة ولكن بزينة الريشة. كأن مئات الفراشات استقرت على وجهي، وهي تفتح وتغلق أجنحتها برفق. تحت هذا ثمة شعور آخر، شعور بأنني مستيقظة واعية، إنه مثل الاستيقاظ فجأة في منتصف الليل، بيد على وجهك، فتجلس وقلبك ينبض بسرعة، ولا أحد. وتحت هذا شعور آخر أيضا، شعور وكأنك ممزق؛ ليس مثل جسد من لحم (ودم)، ليس مؤلما على هذا النحو، ولكن مثل الخوخة؛ ليست ممزقة حتى، بل ناضجة ومنفتحة من تلقاء نفسها. وداخل الخوخة يوجد حجر.»

*»آه أيها الرجال، لماذا ترغبون بالاهتمام كله؟ أستطيع أن أكتب قصائد لنفسي، وأمارس الحب مع مقبض الباب إذا كان ذلك ضروريا. ماذا لديكم لتقدموه لي؟ لا أستطيع أن أجد (لديكم) غير الإذلال الذي لم أعد بحاجة إليه».

*»إن الإجابات التي تحصل عليها من الأدب تعتمد على الأسئلة التي تطرحها».

*»أين تذهب الكلمات

عندما نقولها؟».

*»لا تحتاج الحيوانات إلى الكلام، فلماذا الكلام إذن عندما نكون مجرد كلمة.»

*»يدك حجر دافئ أحمله بين كلمتين.»

*»قد يقول الشاعر: الرومانسية ضدّ الابتذال».

*»كلمة (مجد) تشخص غالبا على بوّابة».

*»الورق ليس مهما. الكلمات (المكتوبة) عليه هي المهمة.»

*»ربما تمزّقها أو تحرقها: هذا يحدث غالبا للكلمات.»

*»المشكلة كلها في الجزء العلوي من أجسادنا. أنا لست ضد الجسد ولا الرأس: الرقبة فقط تخلق الوهم بأنهما منفصلان. اللغة خاطئة، لا يستوجب أن تمتلك مفردتين مختلفتين لوصفهما».

*»الصوت هو هبة إنسانية؛ يجب تثمينه واستخدامه. العجز والصمت يسيران جنب بعضهما.»

*»يتناول الشعر جوهر الوجود البشريّ: الحياة والموت والتجديد والتغيير، وكذا العدل وعدم المساواة والظلم والعدالة في بعض الأحيان. العالم بكل تنوّعاته.»

«الكتب عبارة عن أصوات مجمّدة، تماما كما أن النوتات الموسيقية عبارة عن موسيقى مجمّدة. النوتة الموسيقية هي وسيلة لنقل الموسيقى إلى شخص يمكنه عزفها، وإطلاقها في الهواء حيث يمكن سماعها من جديد. والعلامات الأبجدية السوداء على الصفحة تمثل الكلمات التي تمّ التحدث بها ذات يوم، ولو في رأس الكاتب فقط. تظل هناك خاملة حتى يأتي القارئ ويحوّل الحروف إلى أصوات حيّة. القارئ هو موسيقيّ الكِتاب: قد يقرأ كل قارئ النص نفسه، تماما كما يعزف كل عازف كمانٍ القطعة نفسها، لكن لكلٍّ تفسير مختلف.»

*»اللغة، مثل الأفواه التي تحملها وتطلقها، رطبة وحيّة، كل كلمة تتجعّد مع تقدم العمر، منتفخة بكلمات أخرى، بالدم، ناعمة بسبب ألسنة الجسد التي لا تعد ولا تحصى التي مرت عبرها. لغتك معلّقة حول رقبتك، حبل مشنقة، قلادة ثقيلة؛ كل كلمة هي إمبراطورية، كل كلمة هي مصّاصة دماء وأم.»

*»أجلسُ على الكرسي وأفكّرُ في كلمة كرسي. إنها يمكن أن تعني أيضا رئيس اجتماع. يمكن أن تعني أيضا طريقة التنفيذ. إنها المقطع الأول في كلمة «صدقة charity». إنها الكلمة الفرنسية التي تعني الجسد [اللحم]. لا علاقة لأيّ من هذه الحقائق بالأخريات. هذه هي أنواع التراتيل التي أستخدمها لتأليف نفسي.»

*»إن الكلمة المكتوبة تشبه إلى حد كبير الأدلة – مثل شيء يمكن استخدامه ضدّك لاحقا.»

*»بدأتُ أنسى نفسي في منتصف الجُمل.»

*»القلم بين أصابعي حسيّ، حيّ تقريبا، أستطيعُ أن أشعر بقوته، وقوة الكلمات التي يحتويها.»

*»كم كانت تلك الكلمة قوية: مع.»

*»مقتطفاتناfragments هي التي صنعتنا.»

*»ما هو الفرق بين رؤية ورؤية؟ الرؤية تتعلق بشيء يفترض أنك رأيته، والرؤية تتعلق بشيء يفترض أنك لم تره. اللغة ليست موثوقة دائما أيضا.»

*»كان [نورثروب] فراي Northrop Frye مهتما في الغالب بالنقد الأدبي، وكانت الأساطير تثير اهتمامه باعتبارها عناصر بنيوية في الأعمال الأدبية. لقد استخدم كلمة أسطورة بمعنى القصة، دون مرافقتها بأي معنى فرعي connotation [تأشير] للحقيقة أو الأكذوبة؛ لكن الأسطورة هي قصة من نوع معين. أساطير الثقافة هي تلك القصص التي نأخذها على محمل الجد – تلك التي يُعتقد أنها مفتاح هويتها (الثقافة).»

«الكلمات في كثير من الأحيان تشبه ستائر النوافذ، شاشة زخرفية توضع لإبقاء الجيران على مسافة.»

«ربما لهذا السبب اختار دانتي الشاعر فيرجيل ليكون مرشده في الجحيم؛ عند زيارة مكان غريب، من الأفضل دائما الذهاب مع شخص سبق له الذهاب إلى هناك، والأهم من ذلك كله، ففي جولة سياحية في الجحيم من قد يعرف أيضا كيفية إخراجك مرة أخرى.»

*»كتابة الشعر هي حالة من الحرية المطلقة».

*»كل ما يتم إسكاته سيطالِب بأن يُسمع، ولو بصمت. حديقة تينيسون، مثقلة بالرائحة، خاملة؛ هي عودة كلمة إغماء.»

المقصود قصيدة «الحديقة» في مجموعة ألفريد تينيسون Alfred Tennyson (1809 ـ 1892) «مود» Maud، وهي سونيتة تستخدم صور الطبيعة للتعبير عن الترقب والشوق لوصول الحبيب. إن قلب وجسد المتحدث مرتبطان ارتباطا وثيقا بالأرض، كما يتضح من قدرتهما على اكتشاف وجود المرأة والاستجابة لها.

*»إنها تموت لأنها قالت.

إنها تموت من أجل الكلمة.

إن جسدها، الصامت

والخالي من الأصابع هو الذي يكتب هذه القصيدة.»

*»هل هذا هو قدركِ حقا، أن تدخلي عالم الشعر وتصبحي شفافة؟».

*»أحذرْ من الكلمات. كن حذرا مما تكتب. لا تترك أثرا. هذا ما علّمنا إيّاه البستانيون عندما كنت طفلة بينهم. أخبرونا أن نعتمد على الذاكرة، لأنه لا يمكن الاعتماد على أي شيء مكتوب. تنتقل الروح من فم إلى فم، وليس من شيء إلى شيء: يمكن حرق الكتب، وتفتت الورق، ويمكن تدمير أجهزة الكمبيوتر. الروح وحدها هي التي تعيش إلى الأبد، والروح ليست شيئا. أما بالنسبة للكتابة، فقد كانت خطيرة، كما قال آدم وحواء، لأن أعداءك يمكن أن يتتبعوك من خلالها، ويطاردونك، ويستخدمون كلماتك لإدانتك.»

*»لقد كان مجرد حلم. لم يكن سوى قصيدةِ يَرَقةّ».

اليرقة larval هي المرحلة الأولى من النمو بعد تفقّس البيضة أو الولادة في عدد كبير من أنواع الحيوانات ذات النمو غير المباشر، مثل المفصليات (الحشرات والقشريات) والرخويات والحلقيات وبعض الحبليات (البرمائيات، الجرابيات).

*»تمسّك بالكلمات»، هكذا يقول لنفسه [ـا]. الكلمات الغريبة، الكلمات القديمة، والكلمات النادرة. فالانس Valance. نورن Norn. سيرينديبتي (الصدفة) Serendipity. بيبروتش Pibroch. لوبرشيوس Lubricious [زلِق]. عندما تختفي هذه الكلمات من رأسه [ـا]، ستختفي في كل مكان، إلى الأبد وكأنها لم تكن موجودة قط».

*»هذا هو «الشعر»، أغنية الريح التي تجتاز الأسنان،

هذه الرسالة من اللسان المسلوخ إلى الأذن المسلوخة.»

*»القصائد مصنوعة من الكلمات. إنها ليست صناديق. إنها ليست منازل، وبالفعل لا يوجد أحد فيها.»

*»عندما كنت شاعرة واعدة في أواخر الخمسينيات، كان مفهوم التضحية المطلوبة مقبولا بكل بساطة. وكان الأمر نفسه ينطبق على أي نوع من المهن بالنسبة للمرأة، لكن الفن كان الأسوأ، لأن التضحية المطلوبة فيه كانت أكثر اكتمالا. لا يمكنكِ أن تكوني زوجة وأما وفنانة في الوقت نفسه، لأن كل أمر من هذه الأمور يتطلب تفانيا كاملا. عندما كنا في التاسعة من العمر، كنا جميعا نُهرع لمشاهدة فيلم (الحذاء الأحمر) كهدية لعيد الميلاد، إنه يذكّرنا بمويرا شيرر الممزّقة بين الفن والحب، وهي تسحق نفسها تحت قطار. كان الحب والزواج يسحبان في اتجاه، والفن يسحب في اتجاه آخر، وكان الفن نوعا من المس الشيطانيّ. كان الفن يراقص المرء حتى الموت. كان يتسلل إليه ويستولي عليه، ثم يدمره، كان يدمرك كامرأة عادية.»

«الحذاء الأحمر» The Red Shoes  فيلم بريطاني من سنة 1948 يعتبر أحد أهم كلاسيكيات القرن الماضي، من إخراج مايكل بويل وايمريك بريسبيرغر. الفيلم من بطولة ميورا شيرار Moira Shearer التي تقوم بدور فتاة جميلة تحترف رقص البالية وتثبت جدارتها ليقطع الحب عليها مسيرة النجاحات المتتالية.

كاتب عراقي

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced