عمّاله، جنبر، ترجمة، فوتوشوب.. قصص أطفال وطفلات قضوا جزءاً من طفولتهم في العمل.. أي تجربة خاضوا؟
“أشتغل عمّالة”، تعبير عراقي يقوله من يعمل عامل بناء، وأنا قلته يوماً ما عندما لم يتجاوز عمري 14 عاماً بعد.
كان والدي المتقاعد، الذي أنشأ تجارة ناجحة أواخر الثمانينيات حقق منها ثروة صغيرة اختفت سريعاً بعد غزو الكويت والتمرد الداخلي المسلح المعروف بـ”الانتفاضة الشعبانية” وما رافق ذلك من فوضى ونهب، يطمح إلى استعادة شيء من أمجاده، فكان يتجول بين أصدقائه من كبار التجار الأثرياء محاولاً انتهاز أي فرصة ممكنة لمعاودة الدخول إلى عالمهم ويكون واحداً منهم، لكنه في المقابل لديه بيت مستأجر فيه زوجة وحفنة أطفال عليه أن يطعمهم ويكسوهم، وذلك ما اضطره إلى القبول بالخروج من عالم الخيال إلى الواقع المرير بالاستماع إلى نصيحة تاجر صديق له كان يبني منزلاً فخماً في حي اليرموك الراقي غربي بغداد.
نصحه صديقه بالعمل بصفة “عمّالة” في المنزل الذي يبنيه، وباشر والدي بالفعل العمل بهذه المهنة الشاقّة، ولأن أجرته اليومية كانت متدنية، اقترح عليّ -مبتسماً- الخروج معه إلى العمل، وكان يعرف أنني سأعطيه أجرتي بعد أن أقتطع منها مبلغاً زهيداً لشراء علكة “زاگور” التي استحوذت على اهتمام أطفال العراق في منتصف التسعينيات لاحتواء مغلفاتها على صور تُلصق في لائحة مخصصة لها، ومن تكتمل لديه مجموعة الصور يحصل على جهاز ألعاب فيديو.
انتابني الحماس تجاه فكرة العمل لأنني سأساعد أبي، وسأحصل على علكة يومية أدفع ثمنها من مالي الخاص، من دون طلب النقود من والدي الذي لم يكن يملكها.
في اليوم التالي، أيقظني أبي عند الساعة السادسة صباحاً للحاق بالعمل، وعندما وصلنا بدأ يوجهني بما عليّ فعله، كانت واحدة من مهامي: نقل كومة من قطع الحجر المخصص لتغليف واجهات المباني الفاخرة من مكان إلى آخر ليكون قريباً من “الخَلفة”، وهو الرجل المتخصص بالبناء.
كانت القطعة الواحدة ثقيلة جداً على جسد طفل صغير ضعيف، فكنت كلما نقلت قطعة منها، ألجأ إلى الظل لالتقاط أنفاسي وحماية جسدي من شمس صيف بغداد الحارقة. وعندما احتجت دخول المرحاض، أرشدني أبي إلى نفق مشاة خارج الخدمة، كان قريباً من موقع البناء، وقال لي “هناك نقضي حاجتنا”.
دخلت النفق المظلم المليء بالنفايات والمياه الآسنة، واكتشفت أن بقية العمّال قد حولوه بالفعل إلى مرحاض، وكانوا قد رصفوا بضع طابوقات بشكل متقابل لتشكل مكان جلوس على غرار المراحيض الشرقية، لكن فضلات بشرية كانت منتشرة بين الطابوقات، فهممت بإزاحتها نحو مكان أنظف، ولما دفعت أول طابوقة بقدمي ركض من تحتها وزغ كبير أفزعني، فقلتُ: ربما يحتمل الأمر التأجيل حتى عودتي إلى المنزل.
عدت إلى العمل المنهِك، وهذه المرة كلفني أبي بمهمة ظنها أكثر يسراً من نقل الحجر، فطلب مني تجميع أنقاض البناء في عربة يدوية مخصصة لأعمال البناء ونقلها إلى موقع قريب، تمهيداً لرفعها بواسطة جرافة. وهذه المرة تمكنت من نقل ثلاث وجبات بشكل متتالٍ قبل اللجوء إلى الظل.
لسوء الحظ، جاء صاحب المنزل بسيارته الحديثة لتفقّد العمل أثناء واحدة من جلساتي في الظل، فرآني مسترخياً أردد مع نفسي أغنية لحاتم العراقي، فسأل أبي عني وعرف أمري. وفي اليوم التالي تكرّر المشهد، فما كان منه إلا أن يقول لي مبتسماً في نهاية يوم العمل وهو يسلمني أجرتي اليومية: “أنت كلاوچي بعد لا تجي”، فانتهت بذلك مسيرتي العمالية المبكرة، بعد أن حصلت على بضعة نقود نفعت الأسرة، واشترت لي علكتين، ولقّنتني
درساً بأن الناس -وإن كانوا أثرياء- لا يمنحون نقودهم لطفل فقير مستعد لخدمتهم على قدر استطاعته.
هل حاصرتكَ يوماً جملة مكوّنة من كلمات عدّة، وظلت تزنّ عليك وتأكل من عقلك وروحك وياقتك؟ مجرد كلمات، تشكّل معنى بلاغياً، تظلّ تفتق جروحاً في مخك وتخيط جروحاً أخرى، حتى تحوّل تلافيف دماغك الرقيقة إلى عجين؟
فَعَلت بي جملة هذا، بل وفعلت أكثر..
غرزت الجملة لسانها والتهمت مخي ولم يبق غيرها في رأسي، جملة ترنّ ويعود صداها: “الشمس عمودية”.
أكثر جملة “كليشيه” في الروايات والقصص والمقالات العربية، تقال بمناسبة أو من دونها. أسهل جملة افتتاحية لأيّ نص مكتوب، وهي جملة لا تضايق محرراً، ولا تزعج مدققاً لغوياً، ولا يترفّع عن استخدامها أي كاتب ذو مستوى متوسط.
ولكنها الجملة الوحيدة التي قرأتها وأنا في سن الـ 17 عاماً، وسحبتني بمصعد الزمن السريع إلى فتى في 13 من عمره، يقف على ناصية الشارع، أمامه خشبة منتصبة كشاهدة قبر فقير، مرصوف عليها علب سجائر.
لعامين، كان يمرّ عليّ الصيف وأنا أقف أمام هذه الخشبة أبيع السجائر في الأعظمية ببغداد. كانت حرارة الجو تُخشّن جلدي وتشققه، وشعاع الشمس يدفع عيني نحو الاغماض إلى أن تتقلّص مساحة الرؤية عندي إلى مستطيل صغير، لا يظهر من خلاله إلا أجزاء محددة ممن أراهم.
“الشمس عمودية”، كانت هذه الجملة هي مفتاح وصف شمس تلك الظهائر، وكلما أغلقت باب المصعد الافتراضي الذي يقودني إلى الماضي، أضع على الجملة تحديثاً، “كانت الشمس عمودية، وتصمط”، “كانت الشمس عمودية، وتشوي”. “كانت الشمس عمودية وطولية وعرضية”، محاولاً إضفاء لمسة ساخرة على تلك الأيام الخارقة.
لنحو عقدين ونص، وأنا أصف شكل الشمس وأتلاعب به، أرفع الحرارة لأسلق فيها مخيلة جلّاسي، أو أخفضها ليشعروا بالبرد في أطراف أصابعهم. أحدثهم عن زبائن بسطة السجائر، واختلاف أخلاقهم ومشاربهم وعاداتهم، وأسترسِل أحياناً في وصف من يجلسون إلى جانب السائقين، هؤلاء الذين كانوا زبائني.
لكني نادراً ما حاولت وصف ذلك الطفل الواقف على الرصيف، كيف كان يفكّر؟ بماذا كان يفكّر؟ هل كان أصلاً يفكّر؟ كيف يستطيع طفل الاستيقاظ فجر كل يوم، والذهاب إلى أداء عمل بعضه فقط ممتع، وجلّه ملل، والسباحة في الفراغ أو التعرّق بلا توقّف من شدّة الحرارة؟
كلمّا قرّأت الآن جملة “الشمس عمودية”، أضيف لها، “الشمس عمودية وتحرق الولد”، “الشمس عمودية تسقط على رأس الولد”، “الشمس عمودية وعلى الولد البقاء في البيت”، “الشمس عمودية، وعلى الولد أن يأخذ قيلولة”.
أيقظني صراخ جارتنا التركية وهي تتشاجر مع جيراننا الجدد، استرقت النظر من نافذتي المطلة على الحديقة المشتركة لأرى ما يحدث.
امرأة تلف الحجاب على الطريقة العراقية وتمسك بمكنسة سعف نخل وسطل ماء، تنظر بعينين توحي عدم الفهم المطلق أشبه بما بين يديها، وتحاول استحضار كلمات للتفاوض مع هذه الجارة الغاضبة بلا سبب تفهمه.
عندما لمحتني “تيزة عيشة” أي الخالة عائشة، نادتني لأخبر هذه الجارة العراقية ألّا تغسل أرضية البيت الخشبية، وأن تكتفي بالمسح الجاف.
جملة عربية تليها جملة تركية، وهكذا تحوّل الصراخ إلى ضحكات وسخرية، ثم أسئلة شخصية ودعوة لشرب فنجان قهوة، وكلما أنهت إحداهما جملة بلغتها الأم، نظرت إليّ لأترجمها إلى اللغة الأخرى.
في اليوم التالي، تفاجأت بالمرأة وكنتها، واقفتان أمام شقتنا وتشيران إلي بأصابعهما وأساور يديهما الذهبية تتحرّك “هاي بنتج المترجمة” يطلبان الإذن من والدتي أن أذهب معهما للعطّار ومن ثمّ الصيدلية.
خالج جسدي شعور باللذة، ألذُّ حتى من شعور النقود التي دسّتها في جيبي لكأجر لي على الترجمة. أنا مترجمة! اذاً ما فعلته أمس كان ترجمة وما أفعله كل يوم مع والدي في الأسواق والمعاملات والعيادة هو الترجمة، نقل الكلام هو ترجمة! أشبه بعمل المترجم السوري الوسيم الذي ساعدنا في استئجار هذه الشقة قبل عام.
وهكذا أصبح العرب والأتراك يستعينون بي لأترجم لهذا وأنقذ ذاك من مأزق اللغة مقابل أموال وهدايا، وغالباً أزور أفضل المطاعم بفضلهم ويشيرون إلي بـ “المترجمة”.
عندما هاجرنا إلى تركيا عام 2014، أصرّ والديّ -العاشقَين لعدم الاستقرار- إدخالي مدرسة تركية، كنتُ طفلة مطيعة لم تعرف كيف تنطق لا.
وهكذا أصبحت الطالبة العراقية الوحيدة في المدرسة كلها.
في البداية كرهت والديّ وكل شيء هناك. كل يوم كان جحيماً، عالقة في مكان لا أفقه لغته وأشعر بالصمم فيه، وكانت ضحكاتهم تجرحني؛ أتخيّلها تسخر مني. لكنني استجمعت شجاعتي وحشرت أنفي في تجمعاتهم وألعابهم ونزههم وبدأت ألتقط كل كلمة يقولونها، كما أتعلم من مترجم “كوكل” ومن كُتيب أخذته من المطار حمل عنوان “تعلم التركية بثلاث أيام”.
في البداية، سخر الطلاب من جهلي في المقررات الدراسية رغم تعامل الأساتذة اللطيف معي، ولكن هذه السخرية تحوّلت لدهشة وحسد عندما تحدّثت باللغة الإنجليزية مع أستاذ المادة، وحصّلت أعلى درجة فيها.
بمرور الأيام تعلمت اللغة، تعلمتُ نكاتهم وكلماتهم البذيئة، تشرّبت اللغة في أقل من ستة أشهر، وتذوقتُ فخر محاولاتي عندما طلبني المدير لأترجم، ويا للنشوة التي اعترتني، كانت حصة اللغة الإنجليزية وطلب مساعدتي أمام جميع من سخروا مني.
تجمهر الطلاب حولي ككائن غريب، ينظرون إليّ وأنا أقف بين المدير وطالب سوري ووالديه ينظرون بفخر ودهشة كيف أترجم، طفلة في الـ 11 من العمر تقف بين البالغين لتحلّ أزمتهم. وهكذا أصبحت العادة حينما يأتي طالب أو طالبة يطلبني المدير بنفسه أو حتى جارنا “نريد ماري لتترجم” ثم يدسّون في يدي حلوى أو فستق، ومغلف فيه أموال بسيطة لأنني أوفّر عليهم أجرة مترجم.
لم تكن طفولتي صعبة حقاً، لكنها خلال العطل الصيفية كانت مملة.
لا أصدقاء، ولا شغب، ولا ألعاب. ومع أنني لم أكن أحب المدرسة كثيراً، إلا أنها كانت أفضل من الفراغ الطويل.
كنت أشاهد على التلفاز أطفالاً يدرسون ما يحبون، بدل المناهج التقليدية التي عندنا. وفكرة أن يدرس طفل الفن بدت لي حلماً بعيد المنال.
بدأ حبي للفن في سن مبكرة. ولحسن حظي، درست التصميم بشكل خاص في المنزل، لأن أخي الأكبر كان مهتماً ومتمرّساً في التصميم الطباعي. صار الحاسوب صديقي الأول والأقرب، يفهمني وأفهمه.
تحكي أمي لجميع أقاربنا، بفخر، قصة إصلاحي لحاسوب العائلة حين كان عمري خمس سنوات. لم أصلحه لأنني كنت طفلاً صالحاً وهادئاً… بل لأنني أردت استعادة صديقي المفضل للعب.
رأى أخي في موهبتي فرصة، فقرر أن يعلمني شيئاً أفضل. وهناك التقيت للمرة الأولى ببرنامج “الفوتوشوب”، ومنذ ذلك اليوم لم نفترق.
لن أنسى أبداً شعور أول مربع صنعته من لا شيء، أو شعور أول تصميم طُبع ورقياً، وكيف تحولت الأفكار إلى أشكال وألوان تنبض بالحياة عبر تلك الآلة التي بدت وكأنها تعمل بالسحر.
الكمبيوتر الثاني الذي استخدمته في حياتي، بعد الكمبيوتر الأول الذي لم تنفع معه الإصلاحات.
في يوم من أيام عطلة صيفية مملة عام 2011، كنت أتحدث مع “أبو رسل”، صاحب فرن “الصمون” في منطقتنا. عرضت عليه أن أعمل معه بأوقات متقطّعة، شرط ألا تعلم عائلتي بذلك، فقد كان إخوتي الكبار يعارضون فكرة عملي لصغر سني.
كانوا يرون أنني لا أحتاج للعمل مادياً، لكنني كنت أبحث عن شعور الإنجاز والفائدة، لا عن المال فقط.
كان الأسبوع الأول قاسياً. يداي المعتادتان على الدلال والحاسوب، عجزتا عن حمل “الصمونة” الحارة الخارجة من الفرن. عمل معنا أيضاً “ياسر شوتة”، مصلّح دراجات سابق، وكان يصف نفسه قائلاً، “أني هنا وين ماكو نقص: أعجن، أبيع، أحمل… أخيّك طماطة!”
يحب “شوتة” كونه طماطة، ويحبّ الصور على الفيسبوك كذلك، وبينما كان يسخر مني بلقب “كائن رقيق”، تحولت الأحاديث بيننا يوماً إلى التصميم. وحين عرف أنني أجيد الفوتوشوب، قال بعينين مغرمتين، “يعني انت أبو فوتوشوب!”.
قررت هذه المرة، تحديد أجر مقابل أتعابي، كما علّمني أبو رسل “عمو كلشي الة سعرة ماكو شي ببلاش”. تجرّأت وقلت لـ “شوتة”، “اشتغلك تصميم ببلاش شوفة. وإذا عجبتك التصاميم الوراها أسويلك الواحد بثلاث آلاف واثنين بخمسة”. تحمّس شوتة للفكرة ووافق عليها. وهكذا بدأ فريق عمل الفرن يرى ويستوعب قيمتي، فتحوّل اسمي من عاطف إلى “أبو الفوتوشوب”.
عندما أسترجع تلك الذكريات اليوم، أفكر، أن فكرة المصمم الذي يعمل في فرن “الصمون” فكرة ذكية تسويقياً. حيث أصبحت مشهوراً في منطقتي، وأصبح لي احترامي وتقديري بين أشخاص لم يكن لهم “النفسية” لرد السلام.
من خلال فرن “الصمون” أصبح المعلم، وكلّ من في المدرسة، ومكتبة المنطقة، وبعض من عاشقي الفيسبوك، والأصدقاء، يستغلّون قدراتي التقنية و”الفوتوشوبية” لكن بمقابل مادي بالطبع.
قابلت الكثير من المصممين خلال مسيرتي البسيطة، بعضهم طباعيين أو رقميين أو من اختصاص آخر، ما جمعنا هو مطابع منطقة السعدون ومديروها، لا بدّ أن يمرّ المصمم الطباعي العراقي على السعدون ولو لبعض الوقت.
اعتبر السعدون تقليداً وزوبعة لا تنتهي في تاريخ المصمم العراقي. للسعدون سلبيات كثيرة، فهي تعلّم المصمم على “الخَبز” وهو مصطلح يستخدم لتسريع عملية التصميم لصالح زيادة الإنتاج، ولكن ذلك يقلل من خصوصية ودقة التصميم، غير أن صاحب العمل لا يهتم لهذه الأمور، كل ما يودّه هو “شي حار وطيب ورخيص”.
وهذا ما يسبب “انفصام الشخصية الفنية” في أدمغة المصممين الطباعيين مما يجعلهم يتعودون على “الخَبز” فقط.
رغم هذا، هناك وجه جيد للخَبز، بعد ترك المصمم للسعدون، يحتاج إلى بعض السنوات لكي يرجع إلى طبيعته، ويقدّم تصاميم ذات طابع فني ونظيف؛ لكنه قد يستخدم “الخَبُز” سلاحاً في الأوقات الحرجة “ترة ماكو أحد ميخبز هل أيام وين نلحك متكلي”، يقول أحد زملائي المصممين. تحوّل الخبز من فعل سيء إلى سلاح، ثم إلى مدرسة في التصميم الطباعي العراقي، حتى انتقل ألى الاختصاصات الفنية الأخرى.
بعد مدرسة “ياسر شوتة” التي تعجّ بالألوان والخطوط الحادة مع صور سيارات، إلى مدرسة السعدون المليئة بـ “قطع الفواتح” و”صور الشهداء” و”قطع المحلات”، والسرعة الخارقة المليئة “بالخبز”، جاءت المدرسة الأخيرة في مسيرة المصمم المراهق، “المدرسة الأجنبية في منظمات المجتمع المدني”، هذا الاسم العلمي بنظري، ولكن يمكن اختصاره بقولنا “مدرسة الكرادة”.
تعّرفت على التصميم الطباعي الألماني، بعمر الـ18 عاماً. كانت قفزة في سهولة العمل وطريقة التفكير، والمبالغ أيضاً.
إن التصميم كـ”الكيكة” يجب أن يكون ذو قالب جميل، وفكرة ممتازة وتغليف ملون ومذاق ممتاز، هذا ما رددته مديرتي ألمانية الجنسية في فترة الأشهر التدريبية الستة التي أمضيتها في المنظمة. كل هذه المدارس تحتوي على مكون مشترك وهو “العجين” الصمون والكيك والخبز كلها لغات عجين بشكل أو بآخر. ما يجعل الأمر طرياً وسهل التحكّم.
قررت في نهاية الأمر أن أكون فناناً، وأن أصرّ على أن التصميم فن وليس حرفة فقط، وأن “أبو الفوتوشوب” لا يلائمني بعد الآن. أما “شوتة” فقد أشتاق لتصاميمه الفيسبوكية التي تبخّر أمرها، وأصبحت خدعي التي سبق وأن مارستها على “الفوتوشوب” يمكن لأي أحد صناعتها بضغطة زر واحدة على هاتف حديث، باستعمال بعض التطبيقات البسيطة.