رابطة المرأة العراقية فرع بريطانيا تشارك في أحتفالية تضامنية مع المرأة السودانية
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 12-05-2025
 
   
.

تأكيداً على التضامن الإنساني والدعم المستمر لقضايا المرأة، شاركت رابطة المرأة العراقية فرع  في الاحتفالية التي نظمها الأتحاد النساء السوداني في المملكة المتحدة وأيرلندا وذلك يوم السبت الموافق 10 أيار2025 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وذكرى انتفاضة أبريل المجيدة.

وجاءت هذه الفعالية تكريماً لنضال المرأة السودانية، وسعياً لتعزيز دورها القيادي في مسيرة بناء السلام، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، في ظل الأزمات والحروب التي تعصف بالسودان وتثقل كاهل نسائهِ.

وقد تميزت الأحتفالية بأجواء من الفخر والأمل، حيث تخللتها كلمات مؤثرة، وأناشيد وطنية، وأغنيات سودانية عذبة أبدعتها أصوات النساء السودانيات.

وقد ألقت الزميلة الدكتورة سلمى السّداوي، ممثلة عن رابطة المرأة العراقية، كلمة عبّرت فيها عن تضامن الرابطة العميق مع نساء وشعب السودان الشقيق، مشيدةً بصمود المرأة السودانية وإرادتها في وجه التحديات.

تجدد رابطة المرأة العراقية التزامها بالوقوف إلى جانب قضايا المرأة في مختلف بقاع العالم، إيماناً بأن التكاتف والتضامن هما السبيل نحو مستقبل أكثر عدلاً وسلاماً. وفي مايلي نص الكلمة التي ألقيت بهذه المناسبة.

المرأة السودانية بين الأمس واليوم: من اتحاد النساء إلى انتفاضة أبريل وحتى النضال ضد الحرب الراهنة

منذ البداية، أدركت المرأة السودانية أن حريتها لا تنفصل عن حرية الوطن، وأن تحررها مرهون بتحرر شعبها من القهر والاستبداد.

السيدات والسادة الأحبة،

رفاق الكفاح من أجل الحرية والكرامة،

تحية طيبة

نلتقي اليوم لنتحدث عن ركيزة أساسية من ركائز الوطن، عن تلك التي لم تتخلَّ يوماً عن دورها، لا في السلم ولا في الشدائد، عن المرأة السودانية التي كانت وستظل شعلة نضالٍ لا تنطفئ

يُعد اتحاد النساء السوداني واحداً من أبرز معالم الحركة النسوية في السودان، ومن أوائل التنظيمات النسائية في إفريقيا والعالم العربي. تأسس الاتحاد في عام 1952 بقيادة رائدات مناضلات مثل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم زوجة الشهيد الشفيع احمد الشيخ، وكان يهدف الاتحاد إلى النضال من أجل حقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية والى تحسين أوضاع المرأة السودانية اجتماعيًا، اقتصاديًا، ونشر الوعي الجمعي بقضايا المرأة وعلاقتها بالمجتمع والدولة، والتصدي للتمييز والظلم

منذ نشأته، اتخذ الاتحاد موقفاً واضحاً ضد الاستعمار، والأنظمة القمعية، وكان له حضور في النضالات الوطنية. ولم يكن مجرد إطار خيري أو اجتماعي، بل كان حركة تحرر ووعي سياسي، واجه الاستعمار ووقف في وجه الديكتاتوريات وقدم تضحيات كبيرة

انتفاضة أبريل 1985: الشرارة الشعبية

شهد السودان في أبريل 1985 واحدة من أهم محطات التحول في تاريخه السياسي، عندما انتفض الشعب ضد نظام جعفر نميري، الذي حكم البلاد بقبضة دكتاتورية منذ 1969. خرجت الجماهير إلى الشوارع تندد بالقهر الاقتصادي، ورفض قوانين سبتمبر 1983، التي فُرضت باسم الشريعة واستخدمت لقمع الحريات وتكريس الظلم

دور المرأة السودانية في الانتفاضة

لعبت المرأة السودانية دورًا محوريًا في هذه الانتفاضة. شاركت في المظاهرات، نظّمت الإضرابات، وأسهمت في التعبئة الشعبية داخل الأحياء، والنقابات، والمدارس. لم تكن مشاركتها رمزية، بل كانت قائدة ومبادِرة

ومن اللافت أن المرأة السودانية لم تكتف بالمشاركة فقط، بل كانت تطالب بـديمقراطية شاملة تتضمن حقوقها في التمثيل السياسي والمساواة القانونية. وهذا ما جعل حضورها في الانتفاضة ذا بعدٍ مزدوج: وطني ونسوي في آنٍ واحد

إرث النضال النسوي

رغم أن الانتفاضة أزاحت نميري، إلا أن الطريق إلى تحقيق المساواة الكاملة بقي طويلاً. استمر اتحاد النساء السوداني في نضاله، رغم التضييق الذي شهده لاحقًا في ظل أنظمة الحكم المختلفة القمعية، خاصة في عهد الدكتاتور البشير

الذي تميز في القمع والملاحقات، فتم حظر اتحاد النساء وملاحقة عضواته. لكن رغم ذلك، لم تتراجع المرأة السودانية عن خطها النضالي، بل كانت في طليعة الثورة مرةً أخرى، في ديسمبر 2018، تكتب بدمها وصوتها وهتافها فصلاً جديدًا من تاريخ الحرية.

لكن للأسف، لم يكتمل الحلم. اندلعت الحرب العبثية التي نظمها تجار الحروب بدفع واسناد خارجي في أبريل 2023، وها نحن اليوم في العام الثالث على التوالي للحرب التي مزقت السودان أرضًا وشعبًا، وتركت النساء في مهب الجوع والعنف والنزوح.

أيها الحضور الكريم،

دعوني أشارككم بعض الأرقام المؤلمة

أكثر من 9 ملايين نازح داخل وخارج البلاد، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال

17.7 مليون شخص أي أكثر من ثلث السكان يواجهون انعدام الامن الغذائي الشديد

أكثر 5 مليون طفل دون سن الخامسة وحوامل ومرضعات على شفير الحياة بسبب سوء التغذية الحاد

أكثر من 90% من السكان في مناطق النزاع الكبرى في دار فورد وكردفان والخرطوم والجزيرة يقاسون ويلات الحرب بلا ابسط مقومات الحياة

أكثر من 3 ملايين امرأة وفتاة عرضة لخطر العنف الجنسي، في ظل انهيار الحماية والقانون

النساء يُجبرن على السير مئات الكيلومترات بحثًا عن ملاذ آمن، وغالبًا ما يجدن القصف والجوع بدلًا من السلام والأمان

في كثير من مناطق دارفور، والخرطوم، والنيل الأزرق، أُحرقت قرى بأكملها، وسُجّلت مئات حالات الاعتداءات، مع غياب شبه كامل للخدمات الطبية والدعم النفسي

ومع ذلك، لم تتخلَّ المرأة السودانية عن دورها الإنساني، ولا عن حلمها بوطنٍ آمن

رأيناها تصر على أن تكون شريكة في بناء السلام لا مجرد ضحية للحرب

رابطة المرأة العراقية: تجربة توأم في النضال

وفي العراق، لم تكن المسيرة مختلفة كثيرًا. فقد تأسست رابطة المرأة العراقية عام 1952 أيضًا، في ذات الحقبة التي بدأ فيها نضال المرأة السودانية المنظم. وخاضت نساء العراق المعارك ضد الاستعمار والملكية، ثم ضد الدكتاتورية والاحتلال، ووقفن شامخات في وجه الطائفية والحروب

كلا التجربتين – السودانية والعراقية – أثبتتا أن المرأة في مجتمعاتنا ليست كائنًا هشًا كما يحاول البعض تصويرها، بل هي قوة ثورية فاعلة، ضمير اجتماعي وسياسي حي، وركيزة لا غنى عنها في بناء السلام والعدالة

أيها الحضور الكريم،

إننا لا نستحضر هذا التاريخ للاحتفاء فقط، بل لنحمّل أنفسنا مسؤولية الوفاء للمرأة السودانية، تلك التي كانت دومًا في الصفوف الأولى

اليوم، لا مجال لسلام حقيقي دون مشاركة النساء في صنعه،

ولا مجال لديمقراطية إن لم تكن المرأة في صلبها،

ولا مجال لعدالة إذا لم تبدأ من إنصاف الأمهات، النازحات، المقاتلات من أجل الحياة

وختامًا

عاشت المرأة السودانية

رمزًا للصمود، وصوتًا للعدالة، ومشعلًا لا ينطفئ في ليل هذا الوطن الطويل

عاش اتحاد النساء السوداني،

عاشت رابطة المرأة العراقية،

عاشت المرأة الفلسطينية، المصرية، اليمنية، وكل نساء العالم

وعاش السودان حُرًّا، آمنًا، وشامخًا بشعبه.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced