احتضنت قاعة " إينانا " مقر الجمعية العراقية الكندية، في مدينة مسيساغا معرض الفنان العراقي فراس البصري يوم السبت المصادف 10- 5- 2025 ولمدة خمسة أيام متتالية، حضر الافتتاح جمهور من الجالية العراقية الكندية.
حين تدخل القاعة وتنظر بتمعن إلى أول لوحة سوف تشعر بالروح العراقية المحبة، والتي تعبر عنها امراة تخيّط ماكينتها العلم العراقي، تحسسك هذه اللوحة بالانتماء للوطن وجذوره التي لا تنفك عنه أبدا، تليها لوحة أخرى لعائلة ربما بصراوية أو فراتية، تتناول او تبيع او تقتني سلات من التمور العراقية بجودتها وتنوعها، لوحات تدخل النفس والروح، فيها من الشغف المرهف بألوانه الزاهية، وأشكاله المبهرة.
حين حاورت البصري عن معرضه هذا ولوحاته بألوانها البهية، أجاب: إقامة المعرض بشكلَ عام يراودني منذ زمن، ولكن الحصول على گالري او مكان خاص لعرض لوحاتي كان صعباً، إضافة إلى رغبتي بأن هذا المعرض بالمستوى المطلوب ومتميز.
وأضاف، هذا المعرض الثاني الذي يقام في هذه القاعة، الأول كان للفنان سعد الطائي، وبعد نجاحه تشجعت أن أقيم معرضي هذا، وحرصت على انتقاء البعض من لوحاتي، مثلا بعضها ينتمي إلى عام 2005، والآن نحن في عام 2025 وهنا نجد الفرق بين زمنين مختلفين، من حيث التطور التكنلوجي، ووجود الذكاء الاصطناعي وتوليفه، وأيضا متغيرات الوضع بشكل عام.
اللوحات متنوعة فيها من الفنتازيا والواقعية، تحاكي الروح والوجدان، الوطن والأرض، ولكل لوحة لها خصوصيتها ومزاجها واسمها، مثلاً احدى اللوحات جاءت تحت اسم "لعبة الخيوط" يصفها البصري بانها تُظهر شخصية بشرية على هيئة دمية متحركة بالخيوط، معلقة في الفضاء بينما تعزف على الكمان. وضعية الجسد المقيدة بالخيوط تعكس حالة من التوتر والانقياد، بينما الألوان والخلفية المتقطعة تعزز الشعور بعدم الاستقرار.
ولكن قبل كل هذا وذاك تحمل اللوحات طابع الفنان فراس البصري المميز حتى أن الناظر يتعرف على لوحاته من بعيد ومن خلال أسلوبه المميز الخاص به يجلب انتباه المقابل، بخلفياتها وموضوعاتها المفعمة بالألوان المتقاطعة والتي كانت تصرخ إنني عراقية، بامتياز لا يجيده إلا الفنان فراس البصري.
وفي النهاية لوحات البصري تعتمد على تداخل ألوان دافئة وباردة، حيث تتكون الشخصية من مزيج من تلك الألوان المتدرجة التي تمنحها بُعدًا عاطفيًا عميقًا.