شهدت العاصمة العراقية، مساء السبت، احتفالية خاصة بإعادة إحياء أحد أبرز معالمها التراثية، خان مرجان، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1358 ، أي قبل نحو 667 عاماً، وسط حضور ثقافي ورسمي لافت.

وجاء تنظيم الفعالية ضمن معرض "خان مرجان"، الذي أقامته منظمة ليوان للحفاظ على التراث الثقافي العراقي بالتعاون مع المركز الثقافي البغدادي ورابطة المجالس الثقافية البغدادية، وذلك بمناسبة إنجاز 30% من مشروع إعادة تأهيل الخان الواقع في قلب بغداد القديمة.

وقالت منى عبد الرزاق، رئيسة منظمة ليوان، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "فكرة الترميم بدأت بعد زيارتها بغداد في 2012 وملاحظتها حاجة المعالم البغدادية إلى العناية"، مضيفة أن المنظمة اختارت خان مرجان بعد مسح ميداني، وقدّمت دراسة لهيئة الآثار والتراث التي منحتها عقد ترميم مدته عامان.

وأوضحت عبد الرزاق أن العمل جرى بدعم مالي من منظمة أليف السويسرية بقيمة 400 ألف دولار، وبتعاون علمي مع خبراء من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، مشيرة إلى استخدام المسح الضوئي لتوثيق الأعمال، وأن مراحل التأهيل شملت حتى الآن التنظيف، ترميم الأجزاء المتضررة، ودراسة مصادر المياه بالتعاون مع أمانة بغداد وخبراء من جامعتي أكسفورد ولندن.

بدوره، قال الباحث معتصم المفتي لشفق نيوز، إن "خان مرجان لم يكن مجرد مبنى، بل كان نقطة وصل بين المحافظات، يؤوي الزائرين ويخدم طلبة المدرسة المرجانية"، مضيفاً أن ما يميز الخان هو بناؤه المغطى بالقبب وزخرفته الإسلامية الفريدة، والطابوق المقاوم المستخدم في تشييده.

من جهته، دعا رئيس مكتب الثقافة التركمانية فوزي أكرم ترزي إلى دعم رسمي من وزارة الثقافة وهيئة الآثار، واصفاً الخان بأنه "صرح أدبي وثقافي يعكس عمق الحضارة البغدادية".

أما الباحث الأثري حمزة جبر راضي الربيعي، فاعتبر أن صيانة الآثار تمثل "عودة حقيقية إلى الجذور والتاريخ"، مؤكداً أن الاهتمام بالإرث المعماري يعزز الهوية الوطنية.

ويُعد خان مرجان واحداً من أبرز الخانات المغطاة في بغداد، إذ كان يوفّر أماكن إقامة للتجار والزائرين، ويحفظ البضائع لا سيما الأنسجة الحريرية ويشهد عقد الصفقات التجارية في فنائه.

وبينما يتواصل العمل على تأهيله، يعيد خان مرجان فتح بوابة التاريخ، حاملاً ذاكرة بغداد الممزوجة بالعمارة والفن والتجارة.