بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف كشفت مفتشية اثار ذي قار عن تسليم الاف القطع الاثرية الى المتحف الوطني سنويا، وفيما وصفت ارض ذي قار بانها متحف العالم لما تضمه من مواقع اثرية تعود لمختلف العصور والحقب الحضارية، اشارت الى انجاز 80 بالمئة من اعمال متحف اور العالمي.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر أيار/مايو من كل عام، وهو احتفال دولي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف منذ عام 1977، وكان الهدف من الاحتفال به، إقامة حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف وتوعية الجمهور بأنشطتها المختلفة عبر إطلاق العديد من الفعاليات والندوات التي تُبرز دور المتاحف في المجتمع.
وعن واقع المتاحف في محافظة ذي قار قال مفتش آثار وتراث ذي قار شامل إبراهيم الرميض لـ(المدى) ان "محافظة ذي قار تعد متحف العالم لما تضمه من مواقع اثرية مهمة تعود لعصور وحقب تاريخية وحضارية مختلفة تمتد من العصور الحجرية وحتى العصر الحالي"، مبينا ان "ذي قار تضم 1200 موقع أثري مسجل ناهيك عن المواقع غير المكتشفة"، متوقعا ان يبلغ اجمالي المواقع الاثرية في المحافظة أكثر من 2500 موقع أثرى عند تحديث بيانات المسح الميداني.
وكشف الرميض ان "كل بقعة في محافظة ذي قار يجري الكشف عليها تظهر فيها مؤشرات على وجود المزيد من المواقع الاثرية".
وعن مدى استيعاب متحف الناصرية الحضاري للقطع الاثرية المكتشفة قال الرميض ان "المتحف الحالي لا يتسع لجميع القطع واللقى والمكتشفات الاثرية التي تعثر عليها البعثات التنقيبية الدولية التي تعمل في محافظة ذي قار منذ عدة سنوات"، مشيرا الى ان "متحف الناصرية الحضاري يضم 14 قاعة تتوزع على طبقتين من بناية المتحف بواقع 7 قاعات في كل طبقة "، لافتا الى ان "القاعات السبعة في الطبقة السفلى من بناية المتحف تم تخصيصها للمعروضات الاثرية التي تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وتنتهي بالعصور الإسلامية".
مبينا ان "القاعات السبع المذكورة لا تضم سوى 725 قطعة اثرية تعود لمختلف العصور التاريخية والحقب الحضارية وهو ما يعادل ربع اعداد القطع التي يجري اكتشافها خلال عام واحد".
وأشار الرميض الى ان "ذلك دفع باتجاه انشاء متحف جديد يحمل اسم (متحف أور العالمي) وذلك ضمن مشاريع المدينة السياحية في مدينة اور الاثرية"، وأردف ان "المتحف حاليا قيد الانشاء وبلغت نسب انجاز الاعمال الانشائية فيه ما يقرب من 80 بالمئة".
واشار مفتش آثار وتراث ذي قار الى ان "متحف اور العالمي يجري تشييده على مساحة 5 الاف متر مربع ويتكون من طبقتين ويضم 28 قاعة تتوزع بواقع 14 قاعة في كل طبقة"، وأضاف "سيضاحي المتحف الوطني في بغداد".
ويجد الرميض ان "متحف اور العالمي على سعته غير قادر على استيعاب كامل اثار محافظة ذي قار".
وتحدث الرميض عن أكثر من 10 بعثات تنقيبية دولية تعمل في محافظة ذي قار، تتوزع بواقع 3 بعثات أمريكية وبعثتان بريطانيتان و3 بعثات فرنسية وبعثات أخرى ايطالية وروسية وسلوفاكية.
مبينا ان "كل بعثة تكتشف في كل موسم تنقيبي اعداد متباينة من القطع واللقى الاثرية تتراوح ما بين 100 – 200 قطعة اثرية او اكثر"، منوها الى ان "البعثات التنقيبية تعمل بواقع موسمين في العام الواحد، الموسم الأول منها يبدأ في اذار والأخر في تشرين الأول".
وكشف الرميض عن ارسال نحو 3 الاف قطعة اثرية في كل عام الى الهيئة العامة للاثار والمتحف الوطني في بغداد، اذ يجري ارسال ما بين 1000 - 1500 قطعة اثرية عقب انتهاء كل موسم تنقيبي.
يشار الى ان صندوق إعمار ذي قار، أعلن في أواخر عام 2024 عن المباشرة بأعمال المرحلة الثانية من مشروع مدينة أور السياحية، التي تشتمل، على متحف أور العالمي، ودار أوبرا وإنشاء مدينة متكاملة للدراما والإنتاج الإعلامي، تحتوي على حارات سومرية وبابلية وأخرى شعبية.
ويعود تأسيس متحف الناصرية إلى عام 1969 اذ تبرعت مؤسسة كولبنكيان البرتغالية بإنشائه على نفقتها الخاصة فيما تقرر إغلاقه مطلع تسعينيات القرن الماضي إثر اندلاع حرب الكويت. وقد أعيد افتتاحه، في (26 من آذار 2015)، بحضور الوزير الاسبق عادل فهد شرشاب، وذلك بعد 25 عاماً على إغلاقه.
يذكر ان إدارة متحف الناصرية الحضاري اعلنت يوم الثلاثاء (الاول من كانون الثاني 2019) عن استقبال أكثر من 3 آلاف زائر وباحث وسائح من جنسيات مختلفة على مدى عام كامل، وفيما أشارت الى زيادة كبيرة في عدد الزائرين مقارنة بالأعوام الماضية، دعت إدارات المدارس والجامعات الى تنظيم المزيد من الزيارات العلمية للمتحف لغرض التعريف بحضارة وادي الرافدين وأن لا تقتصر الزيارات على الجوانب الترفيهية فقط.
وشهدت محافظة ذي قار خلال الاعوام الاخيرة عمل اكثر من 10 بعثات تنقيبية دولية تتمثل ببعثتين إيطاليتين واحدة تعمل في موقع "أبو طبيرة" الأثري في الناصرية والأخرى في "تل زرغل" في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية أميركية تعمل في مدينة أور الأثرية وبعثة فرنسية/ إيطالية مشتركة تعمل في موقع أريدو وبعثة فرنسية تعمل في موقع لارسا وبعثة بريطانية تعمل في موقع تلو في قضاء النصر وأخرى تعمل في "تل خيبر" غرب الناصرية وبعثة أميركية أخرى تعمل في موقع هباه في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية سلوفاكية تعمل في موقع جوخا شمال الناصرية وبعثة مسح اثري أخرى تعمل في موقع جوخا وبعثة روسية تعمل في موقع الدحيلة.
وأعلنت مفتشية آثار ذي قار في عام 2021 عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية الى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، فيما بينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية.