اليوم العالمي للطفل هو الحدث المعتمد من الأمم المتحدة، والذي نحتفل فيه للدفاع عن جميع اطفال العراق وحقهم بالعيش والحياة الكريمة، وفي ذات الوقت نذكر مؤسسات الدولة كافة بمسؤوليتها وبألتزامات العراق الدولية والتي يجب العمل على ضوئها لحماية الاطفال وتأمين مستقبلهم وتوفير الموارد الكافية لتنشأتهم وتطوير قابلياتهم، وتوفير الأجواء الملائمة ليحققوا احلامهم وتطلعاتهم ويطوروا قدراتهم الذهنية والبدنية.
نحن اليوم بأمس الحاجة الى مؤسسات تولي حقوق الطفل اهمية خاصة عبر السياسات واتخاذ إلاجراءات التي تحميهم من الحرمان والاذلال والتجويع والاستغلال والانتهاكات التي تسلبهم حقوقهم الاساسية، مثل نقص الخدمات الصحية وغياب التعليم الرصين ونقص الغذاء وفقدان السكن والمناخ الجيد، والعنف ضد الأطفال في المدارس والمنازل ومواقع العمل، ومعالجة التقصير الواضح اتجاه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والايتام والمشردين وضحايا الحروب والنزاعات.
ليكن الأول من حزيران يوما للتضامن مع اطفال فلسطين وغزة الذين يواجهون اعتى جرائم الابادة الجماعية واكثرها وحشية ودموية، كذلك اطفال اليمن والسودان الذين يتعرضون لأبشع انواع العنف مثل اغتصاب الطفلات والقتل، فلابد من تدخل اقليمي ودولي عاجل وجاد لأيقاف الحروب والجرائم البشعة ومحاسبة مرتكبيها.
أمامنا الكثير من العمل لضمان مستقبل افضل لأطفال العراق خصوصا، واطفال البلدان التي تشهد حروب وانتهاكات فاضحة بشكل عام، أذ أن استمرار غياب التشريعات الرادعة وعدم تنفيذ القوانين والخطط الوطنية لحماية حقوق الطفل كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم الأزمة وتجعل الاسر تواجه الفقر نتيجة تدهور الظروف المعيشية في اغلب المحافظات والقرى والمناطق العشوائية والنائية، فضلا عن خطر التصحر والتغير المناخي.
وبهذه المناسبة تؤكد رابطة المرأة العراقية على اهمية وحدة الجهود للدفاع عن قضايا وحقوق الطفل، ودعوة الجهات الرسمية وغير الرسمية للعمل المشترك وخلق بيئة آمنة تضمن الحياة السليمة للأطفال دون تمييز، والى ضرورة الاهتمام بالمدارس والكوادر التدريسية والمناهج التعليمية وتطبيق الزامية التعليم للحد من التسرب وزواج الطفلات وعمالة الاطفال، وتوفير العناية الصحية والإهتمام بمستشفيات الطفل والصحة المدرسية وتوفير الأدوية المجانية للأطفال، وانشاء دور الحضانة ورياض الأطفال وتطويرها وتأهيلها، كذلك الحدائق العامة والملاعب في المناطق والمجمعات السكنية في المدن والارياف، والعناية الخاصة والمضاعفة بذوي الاحتياجات الخاصة واطفال التوحد وايجاد سبل لرعايتهم وتطويرهم وتأهيلهم، فضلا عن تطوير مؤسسات رعاية الأحداث وتأهيل الكوادر المتخصصة لإدارتها، وتخصيص برامج اعلامية وتوعوية واسعة وحملات ضغط مؤثرة لحماية الاطفال ذكوراً واناثاً من جرائم الاتجار والاختطاف والقتل والاعتداء الجنسي والتشويه والتضليل وكل الاثار السلبية والصدمات والتهديدات، ورفع مستوى دخل الأسرة لتكون الملاذ الامن والمستقر والمتعافي للأبناء والبنات.
يبقى الأول من حــزيران (يوم الطفل العالمي) مناسبة جديرة بالاهتمام لأجل طفولة سعيدة تنعم بالرفاهية والامان، كما هي مناسبة لمواصلة تضامن اطفال العراق وأسرهم وكافة المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة والطفل وحقوق الانسان مع اطفال غزة والدعوة لأيقاف الابادة الوحشية التي راح ضحيتها عشرات الالاف من الاطفال الشهداء والجرحى والمفقودين ، لنجعل الاول من حزيران منصة نرفع عبرها اصواتنا عاليا بوجه الظلم للمطالبة بأرض وأوطان آمنة وبيئة ومجتمعات مسالمة وأسرة كريمة ترعى وتحترم حقوق الطفل وتحرص على تنشئتهم التنشئة التي تصنع منهم بناة للمستقبل وصناع للحياة.
رابطة المرأة العراقية
29 أيار 2025