هيمنت الشخصيات الأدبية والإعلامية العراقية هذا العام على ساحات الثقافة والفنون العربية والعالمية من حيث الجوائز والتكريم والتقييم. اليوم، الأحد 1 حزيران 2025، أعلنت مؤسسة سلطان عويس الثقافية في دبي، وهي من المؤسسات المرموقة جداً، بدورتها الـ 19، عن فوز الشاعر العراقي حميد سعيد، بجائزة الشعر العربي، والروائية العراقية إنعام كجه جي بجائزة القصة والرواية والمسرحية.
وفي أول تصريح صحفي لها بعد تبليغها بالفوز بالجائزة، قالت إنعام كجه جي لشبكة رووداو الإعلامية: "لو كان عالمنا العربي أقل حزناً لقلت لك إنني سعيدة"، مضيفة: "مع هذا أشعر بالرضا لأن هناك من يقدر جهدي".
كما فاز بجائزة سلطان عويس لهذا العام، كل من: الناقد المغربي حميد لحمداني، جائزة الدراسات الأدبية والنقد، والمفكر التونسي عبد الجليل التميمي، جائزة الدراسات الإنسانية المستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفوز تحقق بمشاركة أكثر من (1940) أديباً، إذ تقدم لجائزة الشعر (258) مرشحاً، وفي القصة والرواية والمسرحية (566) مرشحاً، أما في الدراسات الأدبية والنقد فقد تقدم لنيلها (318) مرشحاً، والدراسات الإنسانية والمستقبلية (505) مرشحين، وفي الإنجاز الثقافي العلمي (293) مرشحاً.
وإن لجنة تحكيم الجائزة قررت فوز مجموعة من الأدباء والمفكرين العرب لتميزهم في مجالات إبداعهم، ولأعمالهم التي أسهمت في تطور الأدب والثقافة في العالم العربي.
وكانت قمة الإعلام العربي، التي احتضنها نادي دبي للإعلام، قد كرمت الأسبوع الماضي الصحفي والكاتب العراقي فخري كريم، مؤسس وصاحب مؤسسة المدى للثقافة والفنون والإعلام، بمنحه جائزة شخصية العام الإعلامية، وقبل ذلك بأشهر منحت دبي الفنان ضياء العزاوي لقب نابغة العرب، وأشادت أبو ظبي بجهود الباحث رشيد الخيون في تحقيق التراث ليحصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع تحقيق المخطوطات لعام 2025، عن تحقيقه كتاب "أخبار النساء".
وفي مجال السينما حصل المخرج العراقي حسن هادي في أول مشاركة للعراق بمهرجان كان السينمائي على جائزتين، الكاميرا الذهبية، وجائزة الجمهور للمخرجين، عن فيلمه (كعكة الرئيس)، كما سيُعرض في ذات المهرجان الفيلم العراقي (سعيد أفندي) المنتج عام 1959.
الشاعر والكاتب حميد سعيد وُلد عام 1941 في الحلة. وحاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد. عمل في التدريس مدة، ثم انتقل إلى العمل الصحفي في عدد من المدن العربية والأوروبية. وانتُخب رئيساً لاتحاد الأدباء في العراق، وأميناً عاماً لاتحاد الكتاب العرب لدورتين متتاليتين. يقيم في الأردن منذ 2003. صدر له عدة دواوين شعرية منذ 1968 منها: شواطئ لم تعرف الدفء ولغة الأبراج الطينية وقراءة ثامنة والأغاني الغجرية وحرائق الحضور وبستان عبد الله وباتجاه أفق أوسع وفوضى في غير عنوانها وطفولة الماء وأولئك أصحابي.
ويؤكد حميد سعيد بأن مرجعيات الإبداع "هي مرجعيات الحياة، ليس في الشعر حسب، بل في جميع عناوين الإبداع، وإن من يحاصر أفق إبداعه، بمرجعية واحدة، أو بمرجعيات محددة، سيكون بمنأى عن جوهر الإبداع". وقال عن بدايته في الشعر: "يمكنني أن أقول، توافرت لي بدايتان، في كتابة الشعر، الأولى بمحاولة تقليد الأهازيج التي كنت أستمع إليها، وتطورت هذه المحاولة خلال سنوات الدراسة الابتدائية، ثم مرحلة الدراسة المتوسطة، كتبت خلالهما أبياتاً من الشعر وقصائد قصيرة، كنت أقرب فيها إلى تقليد الشعراء المهجريين، ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران، وغيرهم".
الكاتبة إنعام كجه جي، وُلدت عام 1952 في بغداد، ودرست الصحافة في جامعتها، وعملت في الإذاعة والصحف العراقية قبل أن تلتحق بالدراسات العليا في جامعة السوربون. قالت لرووداو: "جئت للرواية متأخرة. لذلك أحب أن أقول إن لغتي الأدبية هي غنيمتي من الصحافة".
كانت باكورة كتبها في السيرة عن الفنانة التشكيلية لورنا سليم، زوجة النحات العراقي جواد سليم، بعنوان "لورنا"، عام 1998، كما نشرت كتاباً بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب. وفي عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أول امرأة أصبحت وزيرة في بلد عربي، عام 1959.
كانت أول رواياتها "سواقي القلوب" 2005، ثم: "الحفيدة الأمريكية" 2008، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009، "طشاري" 2013، "سارق اللافندر" 2016، "النبيذة" 2017 التي رُشحت للجائزة العالمية للرواية العربية 2018، ومجموعة قصصية "بلاد الطاخ طاخ" 2022، و"صيف سويسري" 2024.
وتُعد جائزة سلطان بن علي العويس، جائزة "مستقلة ومحايدة لا يخضع منحها لأية تأثيرات أو ضغوطات، ولا تخضع في معايير منحها إلا إلى الجانب الإبداعي دون النظر إلى الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الفكرية للمرشحين، كما لا تميز بين لون أو دين أو جنس. أسسها الشاعر سلطان العويس لتحمل اسمه، في تاريخ 17 ديسمبر 1987، وتكون لها استقلالية بغرض تكريم الأدباء والمفكرين العرب".
وتهدف الجائزة "إلى تشجيع وتكريم الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب اعتزازاً بدورهم في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي".
ومن الأدباء العراقيين الذين كانوا قد فازوا بجائزة سلطان عويس: الشاعر سعدي يوسف، الشاعر عبد الوهاب البياتي، الروائي عبد الخالق الركابي، والشاعر علي جعفر العلاق.