يقول خبراء إنه لا مخاوف من تلوثات حتى الآن
بعد أن أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء السبت على تنفيذ تهديده بقصف ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية رئيسية، دق جرس الإنذار لدى العراق وبلدان خليجية أخرى لترقّب أي مستوى تلوث إشعاعي قد ينجم عن هذا الهجوم، في وقت ذكر فيه خبراء بأنه لا توجد مخاوف حتى الآن من حدوث تلوثات.
ووصف ترامب في تصريحات له مساء السبت الهجمات على أنها «نجاح عسكري مذهل»، مشيرًا إلى أن منشآت التخصيب الرئيسية لدى إيران قد تمت إزالتها بالكامل.
وفي الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف من حدوث إشعاع نووي، أكد خبراء أن مخاطر التلوث جراء الضربات ما تزال محدودة حتى الآن.
بيت برايانت، بروفيسور في علوم الفيزياء لدى جامعة ليفربول، قال لموقع ذا ناشيونال الإخباري، إن المنشآت التي تم استهدافها حتى الآن هي تلك المحتمل أن تكون مرتبطة بأنشطة تصنيع الأسلحة النووية.
وتشتمل تلك المنشآت على مواقع إنتاج معدات الطرد المركزي (مواد غير نووية)، مفاعل آراك للأبحاث (تحت الإنشاء، ولا يحتوي مواد نووية)، مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم، موقع أصفهان، اللذان يتوليان مهام تخصيب وتحويل اليورانيوم، وكذلك مفاعل فوردو لتخصيب الوقود، الذي تم قصفه، ولكن ليس بأضرار مؤكدة.
وأضاف البروفيسور برايانت بقوله: «من المهم التأكيد أولًا على أن تسرب الإشعاع من منشآت التخصيب هذه هو أمر بعيد الاحتمال جدًا. وفي الوقت الذي قد يكون فيه هناك تلوث داخلي محلي، فليست هناك خطورة على الناس أو البيئة خارج المنشأة، وبالتأكيد ليست هناك خطورة على بلدان الخليج المجاورة».
جيمس آكتون، مساعد مدير برنامج السياسة النووية لدى معهد كارنيغي للسلام العالمي، قال أيضًا إن مخاطر التلوث الإشعاعي الناجمة عن الضربة الجوية لمفاعل فوردو هي «ضئيلة جدًا».
وأضاف قائلًا: «وجود اليورانيوم في مفاعلات التخصيب نادرًا ما يكون مشعًا، وإن تسربه خارج الموقع ضعيف الاحتمال»، مشيرًا إلى أنه في حال ضرب إسرائيل لمفاعل بوشهر النووي الإيراني النشط، فعند ذلك سيكون هناك خطر حقيقي لحدوث كارثة تسرب إشعاعي.
ومنذ اندلاع الحرب في 13 حزيران، هاجمت إسرائيل مواقع نووية داخل إيران، بما في ذلك نطنز وآراك وأصفهان. وأكدت إسرائيل أن هجماتها على إيران تهدف إلى منعها من امتلاك سلاح نووي.
وكانت هناك شكوك هذا الأسبوع فيما إذا هاجمت إسرائيل مفاعل بوشهر، وهو المفاعل الوحيد في إيران الذي يعمل. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، الخميس، إن التصريح الذي أُذيع مسبقًا بحدوث ضربة على مفاعل بوشهر كان «خطأ».
وقال مرصد الأمم المتحدة النووي إن مثل هكذا هجوم قد تكون له عواقب وخيمة، مع الحاجة لمراقبة مستويات الإشعاع على بعد عدة مئات من الكيلومترات.
وقال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة: «لقد اتصلت بي دول المنطقة بشكل مباشر خلال الساعات القليلة الماضية للتعبير عن مخاوفها. وأريد أن أوضح أنه في حال وقوع هجوم على مفاعل بوشهر للطاقة النووية، فإن الضربة المباشرة قد تؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من النشاط الإشعاعي في البيئة».
أندريا ستريكر، نائبة مدير مؤسسة الدفاع والديمقراطيات، قالت إن أي ضربة على مفاعل بوشهر قد تسبب كارثة إشعاع راديوي.
وأضافت بقولها: «القلق الوحيد من الإشعاع الراديوي يأتي من ضرب مفاعل بوشهر النووي. ليس هناك سبب وداعٍ أن تجعل إسرائيل هذا المفاعل على قائمة أهدافها، طالما أن هذه الضربة قد تسبب كارثة تلوث إشعاع راديوي».
سلطات في العراق وبلدان خليجية استخدمت منظومات مراقبة واستعانت بمعلومات دولية لتقييم مستويات الإشعاع، وذلك منذ بدء الحرب.
العراق، الذي يشترك مع إيران بخط حدودي طويل، قال، وفقًا لتقارير وأخبار محلية، إنه لم يُسجَّل زيادة في مستويات الإشعاع عبر البلاد.
ويوم الخميس، عقد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اجتماعًا لمراجعة الخطة الوطنية للتعامل مع حوادث تسربات الإشعاعات النووية والراديوية. واشتملت النقاشات على تقييم الاستعدادات لمثل هكذا حالات طارئة.
عن: ذا ناشيونال