{نباشو} البصرة يفتّشون عن قوتهم في النفايات!
نشر بواسطة: mod1
الخميس 10-07-2025
 
   
طريق الشعب

في البصرة، ووسط مطامر صحية واسعة تخفي تحتها ثروات نفطية هائلة، تتجمع يوميا أعداد كبيرة من المعدمين، نساء وجالا وأطفالا، بحثا في النفايات عن أي شيء ذي قيمة، غير مبالية للروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، ولا حتى للمخاطر الصحية المترتبة على هذه المهنة.

تحت أشعة الشمس الحارقة وأمام أعين المارة، ينبش هؤلاء، ويُطلق عليهم "النباشة"، القمامة بأيديهم العارية، معرضين أنفسهم للأمراض والجروح. وإلى جانب الظروف الصعبة التي يعيشونها في حياتهم وعملهم، يواجهون مطاردات من الجهات الحكومية التي تحاول منعهم من النبش، لا سيما من عملية حرق النفايات، وأهمها الأسلاك الكهربائية، لاستخراج النحاس وغيره من المعادن. إذ يُخلف الحرق أدخنة سامة مسرطنة.

ويعمل النباشون في جمع مواد من النفايات، قابلة لإعادة التدوير. حيث يقومون بتفريغ حاويات القمامة أو التجول في المطامر، بحثا عن الورق والكرتون والبلاستيك والحديد وغيره من المعادن. ثم يبيعون ما يجمعونه إلى مراكز إعادة التدوير.

بين نفط وفقر!

زكية، أم لستة أطفال، تصف حياتها بأنها "كابوس". وتقول في حديث صحفي: "نحن نعيش في مدينة غنية بالنفط، لكننا نعاني الفقر والجوع"، مضيفة "أخرج كل صباح بحثًا عن أي شيء يمكن بيعه كي أوفر الطعام لأطفالي، لكن ما أجنيه خلال عملي لا يكفي حتى لشراء الخبز"!

أما جبار علي، وهو شاب ترك دراسته من أجل إعالة عائلته، فيقول: "نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية. نخرج للبحث عن أي شيء يمكن أن نبيعه"، مشيرا إلى انه "نشعر بالإحباط واليأس، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟!".

من جانبه، يصف عباس أحمد، وهو والد لطفلين يعمل في جمع النفايات، ظروف عمله بأنها قاسية للغاية. ويقول في حديث صحفي: "نحن نعمل في ظروف بيئية وصحية سيئة جدا، ونعرض أنفسنا للأمراض والأخطار".

ويضيف قائلا: "نخرج كل يوم منذ الصباح الباكر، ونعمل حتى وقت متأخر من المساء، لنوفر قوت أطفالنا".

بلا مساعدات اجتماعية

من جانبه، يقول عضو مجلس محافظة البصرة حيدر علي حسين المرياني، أن العديد من هذه العائلات التي تعتمد على جمع النفايات، تعيش تحت خط الفقر، ولم تتقدم بطلب الحصول على المساعدات الاجتماعية.

ويوضح المرياني في حديث صحفي أن بعض النباشين يجدون أن المساعدات الاجتماعية لا تغطي احتياجاتهم المعيشية الأساسية، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار والضرائب، مبينا أن "رواتب الرعاية الاجتماعية تتراوح ما بين 150 و175 ألف دينار شهريا، وإذا ما وصلت إلى 300 ألف دينار شهريا، فإنها لا تكفي أيضا لسد حاجة المواطن البسيط".

ويشير إلى أن "هؤلاء الأشخاص يتنقلون بين مناطق مختلفة في المحافظة، ما يجعل من الصعب حصرهم وتقديم المساعدات إليهم بشكل مباشر"، مؤكدا أن أبوابهم مفتوحة لتقديم كل أشكال الدعم الممكن لهذه الفئة، بهدف تحسين أوضاعها المعيشية وإنهاء معاناتها.

وينتشر النباشة في جميع محافظات البلاد، وازدادت أعدادهم منذ سنوات بسبب تفشي البطالة واتساع رقعة الفقر وغياب الخطط الحكومية الداعمة لمعيشة المواطن.

وكثيرا ما يتعرّض هؤلاء إلى أمراض خطيرة وإصابات بالغة خلال عملهم، كونهم يعملون في بيئات شديدة التلوّث ولا يستخدمون وسائل سلامة. وبينما تستمر معاناتهم وغيرهم من أبناء الشعب العاملين في مهن قاسية سعيا إلى لقمة العيش، لا تلوح في الأفق أي بادرة حكومية لتحسين دخل المواطن ودعمه معيشيا بالشكل المطلوب، في ظل غلاء الأسعار وتفاقم أزمة السكن وغيرها من الأزمات المتكاثرة التي ألقت بحملها الثقيل على مختلف فئات المجتمع، لا سيما الهشة منها.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced