شهد كهف جاسنه، الواقع ناحية سورداش في قضاء دوكان بمحافظة السليمانية، صباح الجمعة، مراسم وصفت بالتاريخية، لتسليم السلاح من قبل مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، أطلقت على نفسها اسم “مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي”، وتصدرت المراسم الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان KCK، بسي هوزات، وهي من أبرز الوجوه المطلوبة لتركيا، وظهورها منح المشهد بعداً سياسياً، بحسب مراقبين.
وبحسب وسائل إعلام كردية، فأن الفعالية بدأت في تمام الساعة 11:25 وانتهت عند 11:45، وجرت بحضور عدد من القيادات البارزة، من بينها الرئيسة المشتركة لاتحاد مجتمعات كردستان KCK، بسي هوزات، إلى جانب شخصيات رفيعة، وشملت مراسم التسليم إحراق أسلحة 30 مقاتلاً من المجموعة، بينهم 15 امرأة و15 رجلًا.
وذكرت هوزات في كلمتها خلال الفعالية: “نحن، نساء ورجال مناضلي الحرية الذين انضموا إلى حزب العمال الكردستاني في مراحل مختلفة، وحملوا السلاح، وقاتلوا في مناطق مختلفة لمواجهة الهجمات التي تهدف إلى إنكار الوجود الكردي وتدميره، أتينا إلى هنا اليوم استجابةً للدعوة التي أطلقها قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، كخطوة حسن نية وعزم على النجاح العملي لعملية السلام والمجتمع الديمقراطي”.
وأكدت هوزات “من الآن فصاعدًا سنواصل نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية من خلال السياسة الديمقراطية والوسائل القانونية. نُدمّر أسلحتنا أمامكم، بإرادتنا الحرة، تحقيقًا لأيديولوجيتنا، وعلى أساس سنّ قوانين التكامل الديمقراطي”.
من هي بسي هوزات؟
بسي هوزات واسمها الحقيقي “هوليا دوران”، من مواليد 1978 بمحافظة تونجلي التركية، وهي الطفلة السابعة لأسرة علوية مكونة من تسعة أطفال، وخلال سنوات دراستها الثانوية تأثرت بعبد الله أوجلان الذي نشر مقالات في صحيفة أوزغور هالك تحت الاسم المستعار “علي فرات”، وفي عام 1994، انضمت إلى حزب العمال الكردستاني في جبال مقاطعة تونجلي، واتخذت اسم بسي هوزات، وهو اسم زوجة سيد رضا، زعيم حراك درسيم التاريخي (1937-1939)، ضد الحكومة التركية، وتم وضع اسمها على قائمة المطلوبين من قبل السلطات التركية، بعد أن تم انتخابها، كنائبة لرئيس اتحاد (KCK) عام 2013، والذي يضم جميع الأحزاب السياسية الكونفدرالية الديمقراطية في كردستان، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK) وحزب الحل الديمقراطي الكردستاني (باديك).
كانت هوزات من أشد منتقدي الدولة القومية ودعمت تخلي حزب العمال الكردستاني عن خطته لإقامة كردستان مستقلة. عندما سألتها الأممية الجديدة عن رأيها في الاستفتاء على الاستقلال الكردي في سبتمبر 2017.
وتقول في تصريح سابق، إن “الدولة الكردية لن تكون حلاً للمسألة الكردية. هذا من شأنه أن يعمق القتال مع جيراننا ويجلب عقوداً من الحرب ضد العرب وكذلك الفوضى والمعاناة”، موضحة أن “عصر الدولة القومية قد انتهى. إن الدولة لا تشتري حرية لأنها نظامٌ برجوازي يفرض القمع على الشعب من قبل النخبة”.
وترى هوزات أن حزب العمال الكردستاني له تأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتقول إن الكونفدرالية الديمقراطية يمكن أن تكون بديلةً عن أنظمة الحكومة الدولتية.