نظارات "التركيز التلقائي"، إلى أين وصلت ثورة عالم البصريات؟
نشر بواسطة: mod1
الأحد 13-07-2025
 
   
بي بي سي

تبدو كنظارات عادية، لكنها في الواقع مزودة بمواصفات تقنية متطورة.

في مكالمة عبر تطبيق زووم، رفع نيكو إيدن، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة النظارات الفنلندية "آي إكس آي (IXI)"، إطارات منتج جديد من النظارات مزود بعدسات تحتوي على بلورات سائلة، ما يعني أن خصائص تصحيح الرؤية فيها قابلة للتغيير الفوري.

يمكن لهذا الزوج من النظارات تصحيح رؤية شخص يستخدم عادةً نظارتين إحداها للرؤية القريبة و الأخرى للبعيدة.

يقول إيدن: " يمكننا تدوير هذه البلورات السائلة باستخدام مجال كهربائي"، موضحاً أنها "قابلة للضبط بسهولة تامة".

يؤثر مكان البلورات السائلة على مرور الضوء عبر العدسات، ويسمح متتبع العين المدمج للنظارات بالاستجابة لأي تصحيح يحتاجه مرتديها في أي لحظة.

ومع ذلك، فإن النظارات المزودة بالتقنيات الحديثة عموماً، لها تاريخ متعثر - على سبيل المثال نظارات غوغل الذكية "غلاس".

ويُقر إيدن بأن قبول المستهلك للمنتج الجديد أمرٌ أساسي، فمعظم الناس لا يرغبون في أن يصبحوا كبشرٍ آليين، ويضيف: "علينا أن نجعل منتجاتنا تبدو مألوفة، مثل النظارات العادية المتداولة".

ومن المرجح أن ينمو سوق تقنيات النظارات خلال السنوات المقبلة.

كما يًتوقع أن يصبح طول النظر في مرحلة الشيخوخة - وهو حالةٌ مرتبطةٌ بالعمر يصعُب على المصاب بها التركيز على الأشياء القريبة - أكثر شيوعاً مع تقدم سكان العالم في السن. كما أن قصر النظر، أو ما يُعرف بضعف النظر، يزداد بشكل كبير.

وقد ظلت النظارات على حالها إلى حدٍ ما لعقود، فالعدسات ثنائية البؤرة - التي تُقسّم العدسة فيها إلى منطقتين، عادةً لقصر النظر أو طول النظر - تتطلب من مرتديها توجيه بصره عبر المنطقة المعنية، اعتماداً على ما يُريد النظر إليه، ليتمكن من الرؤية بوضوح.

وتؤدي العدسات متغيرة البؤرة وظيفةً مماثلة، لكن الانتقالات فيها أكثر سلاسةً.

في المقابل، يمكن لعدسات "التركيز التلقائي" أن تعدّل جزءً من العدسة أو كلها بشكل تلقائي، بل يمكنها أن تتكيف مع تغير بصر مستخدمها مع مرور الوقت.

ويعترف إيدن: "كانت العدسات الأولى التي أنتجناها سيئة للغاية"، مشيراً إلى أن تلك النماذج الأولية كانت "ضبابية"، وكانت جودة العدسات عند حوافها رديئة بشكل ملحوظ.

لكن الإصدارات الأحدث أثبتت فاعليتها في الاختبارات، بحسب إيدن. فقد طُلب من المشاركين في تجارب الشركة - على سبيل المثال - قراءة شيء ما على صفحة، ثم النظر إلى شيء بعيد، لمعرفة ما إذا كانت النظارات تستجيب بسلاسة لهذا التحول السريع.

ويقول إيدن إن جهاز تتبع العين داخل النظارات لا يمكنه تحديد ما ينظر إليه مرتديها بدقة، مع أن بعض الأنشطة - مثل قراءة شيء ما - قابلة للاكتشاف من حيث المبدأ، نظراً لطبيعة حركات العين عند القراءة.

ونظراً لاستجابة هذه النظارات بشكل دقيق لحركات عين مرتديها، فمن المهم أن تكون إطاراتها مناسبة تماماً، كما تقول إميليا هيلين، مديرة المنتجات.

وتُعد إطارات النظارات التي تنتجها شركة آي إكس آي قابلة للتعديل، ولكن ليس بدرجة كبيرة، نظراً للإلكترونيات الدقيقة بداخلها، وتقول هيلين: "لدينا بعض المرونة، ولكن ليس مرونة كاملة".

لهذا السبب، تأمل الشركة في ضمان أن تناسب المجموعة الصغيرة من الإطارات التي صممتها مجموعة واسعة من الوجوه.

ويقول إيدن إن البطارية الصغيرة الموجودة داخل إطارات شركة آي إكس آي ذات التركيز التلقائي، من المفترض أن تدوم لمدة يومين، مضيفاً أنه من الممكن إعادة شحنها طوال الليل أثناء نوم مستخدمها.

لكنه لم يُحدد موعد الإطلاق - الذي ينوي الكشف عنه لاحقاً هذا العام.

أما بالنسبة للتكلفة، فسألته ما إذا كان سعر 1000 جنيه إسترليني هو ما يفكر فيه، فاكتفى بالقول: "أنا أبتسم عندما تقول ذلك، لكنني لن أؤكده".

ويقول بارامديب بيلخو، المستشار السريري في كلية أطباء البصريات، إن عدسات "التركيز التلقائي" يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في استخدام النظارات متغيرة البؤرة أو ثنائية البؤرة.

لكنه يرى أنه "لا توجد أدلة كافية لإثبات ما إذا كانت هذه العدسات تُضاهي الخيارات التقليدية في أدائها، وما إذا كان من الممكن استخدامها في مهام السلامة الحرجة مثل القيادة".

ويُبدي تشي-هو تو، الباحث في مجال البصريات بجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، قلقاً مماثلاً، ويتساءل: ماذا لو حدث خطأ في عملية تصحيح البصر؟.

ويضيف: "أعتقد من حيث الاستخدام العام، أن وجود عدسة تسمح بالتركيز التلقائي فكرة جيدة".

ويُشير إيدن إلى أن الإصدار الأول من عدسات شركته لن يُغير مساحة العدسة بالكامل، إذ "يمكن للمرء النظر عبر المنطقة الديناميكية"، أما حول السلامة، فيقول إنه في حال ظهور عدسات ذاتية التعديل بالكامل، ستصبح السلامة "مسألة أكثر أهمية".

في عام 2013، أصدرت شركة أدلينس البريطانية نظارات تُتيح لمرتديها تغيير القوة البصرية للعدسات يدوياً عبر قرص صغير على الإطارات، وتحتوي هذه العدسات على غشاء مملوء بسائل، وعند ضغطه استجابةً لتعديلات القرص، يُغير انحناء العدسة.

ويقول روب ستيفنز الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أدلينس إن النظارات بيعت بمبلغ 1250 دولاراً أمريكياً في الولايات المتحدة، وحظيت بــ"قبول جيد من جانب المستهلكين"، ولكنها لم تحظ بنفس القدر من القبول من جانب تجار النظارات، وهو ما يقول إنه "خنق المبيعات".

منذ ذلك الحين، تطورت التكنولوجيا، وظهر مفهوم العدسات التي تُعيد تركيز نفسها تلقائياً، دون تدخل يدوي.

ومثل شركة آي إكس آي وشركات أخرى، تعمل شركة "أدلينز Adlens" على نظارات قابلة للتعديل، لكنها رفضت الكشف عن موعد إطلاقها.

أسس جوشوا سيلفر، الفيزيائي من جامعة أكسفورد، شركة أدلينز قبل أن يتركها بعد ذلك.

وابتكر فكرة العدسات القابلة للتعديل المملوءة بالسوائل عام 1985، وطوّر نظارات يُمكن ضبطها لتناسب احتياجات مستخدميها، ثم ضبطها بشكل دائم بناءً على وصفة طبية.

وقد مكّنت هذه العدسات ما يقرب من 100 ألف شخص في 20 دولة من الوصول إلى تقنية تصحيح البصر، ويسعى البروفيسور سيلفر حالياً إلى الحصول على استثمار لمشروع يُسمى فيجن، بهدف توسيع نطاق انتشار هذه النظارات.

أما بالنسبة لنظارات التركيز التلقائي باهظة الثمن، والمليئة بالمكونات الإلكترونية، فيتساءل عما إذا كانت ستحظى بإقبال واسع، ويقول: "يُقبل الناس على شراء نظارات القراءة، التي تُؤدي نفس الغرض تقريباً؟"

وهناك أيضاً تقنيات أخرى تُبطئ تطور أمراض العين، مثل قصر النظر، وتتجاوز مجرد تصحيحها.

وقد طوّر البروفيسور تشي هو تو من جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، عدسات نظارات خارجية مزودة بحلقة تشبه قرص العسل، إذ يمر ضوء مركز بشكل طبيعي عبر مركز الحلقة، ليصل إلى شبكية العين مما يسمح بالرؤية بوضوح.

ومع ذلك، فإن الضوء المار عبر الحلقة نفسها يُشتت التركيز قليلاً، ما قد يُؤدي إلى ظهور صورة خارجية ضبابية قليلاً على الشبكية الطرفية.

ويبدو أن هذا يُبطئ النمو غير السليم لمقلة العين لدى الأطفال، وهو ما يُقلل، بحسب البروفيسور تو، من معدل تطور قصر النظر بنسبة 60 في المئة، ويضيف أن النظارات المُزودة بهذه التقنية تُستخدم الآن في أكثر من 30 دولة.

تعتمد شركة "سايتغلاس SightGlass" البريطانية نهجاً مختلفاً بعض الشيء، وهو نظارات تُقلل تباين الرؤية بشكل طفيف، ما يؤثر على نمو العين وتطور قصر النظر.

وفي حين أن نظارات التركيز التلقائي وغيرها من الحلول التكنولوجية المتقدمة قد تكون واعدة، إلا أن البروفيسور تو لديه هدف أكبر: نظارات لا تبطئ قصر النظر فحسب، بل تعكسه جزئياً - وهو احتمال مغرٍ قد يُحسّن رؤية مليارات الأشخاص.

ويقول البروفيسور تو: "هناك أدلة متزايدة على إمكانية تحقيق ذلك".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced