أعلنت وزارة الداخلية العراقية، ارتفاع عدد ضحايا الحريق الذي نشب في مركز تسويق تجاري في قلب مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، إلى 61 شخصاً، مؤكدة أنها لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تقصيرها ومسؤوليتها.
ونعت الوزارة في بيان، اليوم الخميس (17 تموز 2025)، ضحايا الحريق "المروّع" الذي اندلع يوم أمس في بناية تجارية مكوّنة من خمسة طوابق وسط محافظة واسط، والتي تضم مطعماً وهايبر ماركت، لم يمضِ على افتتاحها سوى سبعة أيام.
وذكرت، أن "هذا الحريق المؤلم أودى بحياة (61) مواطناً بريئاً، غالبيتهم قضوا اختناقاً داخل الحمامات نتيجة تصاعد كثيف للدخان"، مشيرة إلى أن من بين الضحايا "(14) جثة متفحمة غير معلومة في حادث مؤلم هزّ الوجدان والضمير".
ولفت البيان، إلى أنه "ورغم جسامة الموقف، فقد تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ أكثر من (45) شخصاً كانوا عالقين داخل المبنى، بجهد بطولي وتفانٍ عالٍ".
وتابع، أن "إزاء هول هذه الفاجعة، وجّه وزير الداخلية بتشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة المستشار الفني للوزير، وعضوية مدير الأدلة الجنائية، وعدد من كبار المحققين والفنيين المختصين، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق، وتحديد مواضع الخلل والمسؤولية بدقة وشفافية".
وقدمت الوزارة، "أحر التعازي وأصدق المواساة إلى عوائل الشهداء الكرام، ونشاطرهم هذا المصاب الجلل"، مؤكدة أنها "لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تقصيرها أو مسؤوليتها، التزاماً بالحق والعدالة، وحرصاً على سلامة المواطنين".
وتوعدت الداخلية، بإعلان نتائج التحقيقات الفنية الشاملة فور اكتمالها، التزاماً بمبدأ "الشفافية" الكاملة أمام الرأي العام.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعلن فتح تحقيق فوري في حادث الحريق الذي اندلع في مدينة الكوت، موجهاً بإرسال فريق طبي عاجل وتعزيز الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان تلقته اليوم الخميس (17 تموز 2025)، إن السوداني "وجّه وزير الداخلية بالتواجد الميداني في موقع حادث الحريق المؤسف في مدينة الكوت، والتحقيق الفوري في الأسباب والظروف المحيطة، وإجراء تحقيق فني دقيق لكشف أوجه التقصير، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".
وأضاف البيان، أنه "في إطار متابعة سيادته المتواصلة لتداعيات هذا الحادث المؤسف، فقد وجّه بإرسال فريق طبي بكامل الإمكانيات، لدعم جهود إسعاف المصابين وعلاجهم".
واختتم البيان، بتقديم "التعازي لأسر الضحايا، والتضامن الوجداني معهم، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يلهمهم الصبر والسلوان".
وكان محافظ واسط، محمد جميل المياحي، أعلن مصرع 50 شخصاً بين رجال ونساء وأطفال، في حادثة حريق مول الهايبر ماركت بمدينة الكوت، واصفاً إياها بـ”الفاجعة والمصيبة” التي حلّت بأهالي المحافظة.
وفي منشور له على موقع فيسبوك، اليوم الخميس (17 تموز 2025)، خاطب المياحي أهالي واسط بالقول: "فاجعة ومصيبة حلت علينا، ننعى إليكم ثلة طيبة من أبناء محافظتنا، حيث فقدنا ما يقارب 50 شخصاً بين رجل وامرأة وطفل في حادثة الحريق المشؤومة".
وأكد المحافظ أن "التحقيقات جارية في ملابسات الحادث"، متعهداً بـ”إعلان نتائج التحقيق الأولي خلال 48 ساعة".
وأشار إلى أنه "لن نتهاون مع من كانوا سبباً مباشراً أو غير مباشر في هذه الحادثة التي لا تخلو من ملابسات".
كما لفت المياحي إلى إقامة دعاوى قضائية ضد "صاحب البناية وصاحب المول وكل من له علاقة بذلك"، متعهداً بمتابعة القضية ومحاسبة المقصرين.
وليلة أمس الأربعاء، اندلع حريق مروّع في مركز تجاري “هايبر ماركت”، الذي افتُتح حديثاً في قلب مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، جنوب العاصمة العراقية بغداد.
والتهمت النيران المبنى المؤلف من خمسة طوابق، وتركّزت الكارثة في الطابقين الرابع والخامس، حيث يوجد مطعم كان يضم عشرات العائلات وقت اندلاع الحريق.
وانتهى الحريق إلى كارثة بشرية، بعد تعذّر وصول فرق الإنقاذ إلى الطابقين الرابع والخامس من المبنى نتيجة شدة النيران.
وحاولت فرق الإطفاء السيطرة على الحريق الضخم وإنقاذ عدد من العالقين في المبنى من العاملين والزوار، لكن الحريق التهم المبنى كاملاً.