"يحاول هذا الكتاب ان يُسلط الضوء على موضوع العدالة الانتقالية في العراق ،ولاسيما شقها الخاص بتخليد الذكرى وجر الضرر لضحايا احتجاجات تشرين 2019 في العراق وذويهم، حيث اننا نرى أن واقع ما بعد احتجاجات تشرين كان قد خلّف الآلاف من الضحايا، الذين هم بأمس الحاجة للرعاية المستمرة والدائمة من الدولة".
(شعب الخيام) ليس كتابًا تحليلياً تقليدياً، بل هو توثيق مباشر لتجربة الناس الذين تواجدوا في قلب الساحات، انه شهادات فردية لجرحى، اسر الشهداء، ناشطين مدنيين ومواطنين عاديين. قصص شخصية عن التظاهر، العيش في الخيام والتضامن الانساني بين المنتفضين، انه وصف يومي لساحة التحرير والساحات الأخرى.
عالج الكتاب قضايا القمع الأمني من استخدام الرصاص الحي، القنابل المسيلة للدموع والاختطاف والاعتقال، وعالج ايضاً الوعي السياسي الجديد حيث بدأ الشباب العراقي بطرح اسئلة جذرية في السياسة، الطائفية وسبل تجاوزها والمستقبل. تضمن الكتاب شهادات توضح حضور المرأة القوي في ساحات التظاهر، اضافة الى دور الاعلام والصحفيين والمنصات البديلة في نقل الأحداث ويوميات الانتفاضة.
يشكل الكتاب توثيقاً لفترة تاريخية هامة ويعطي صوتاً لمن هم في الغالب مهمّشون إعلامياً، ومصدراً أولياً مهماً للباحثين في العلوم السياسية، علم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، ويمكن ان يندرج ضمن أدب مقاومة القمع والفساد، بأسلوب واقعي صادم وصادق، ويمكن استخدامه كمادة تقديمية أو بحثية في إطار أكاديمي أو ثقافي.
صدر هذا الكتاب بجهود ثمانية شبيبة خيرة قاموا بإجراء مقابلات وحوارات بلغ عددها أكثر من 250 مقابلة، وقام بتحرير الكتاب الناشط المدني (علي الخطيب) من منظمة (اوما) معنية بالشأن المدني والسياسي، وتتكون من مجموعة من الشباب العراقيين الذين أخذوا على عاتقهم تحسين الواقع من خلال تمكين الشباب وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان. تهدف المنظمة إلى رصد الانتهاكات وتوثيقها ضمن الأطر القانونية، والوقوف ضد خطابات الكراهية التي مزقت النسيج الاجتماعي العراقي. كما تعمل المنظمة على خلق مساحة آمنة للحوار السياسي، وحل المشكلات، وتعزيز الحوار والديمقراطية.
حصل الكتاب على دعم من منظمة (امبونتي واتش، مراقبة الافلات من العقاب) وهي منظمة هولندية تأسست عام 2008، وتركز على العمل مع الضحايا والناجين والمجتمعات المتضررة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان لضمان مشاركتهم في إجراءات العدالة. ولديها مشاريع عديدة في امريكا اللاتينية وافريقيا والعراق وسوريا وتونس.
من أحد سطور الكتاب: "كانت الخيمة وطنًا صغيرًا، فيه نحلم، نناقش، نداوي جرحانا ونغني للحرية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سكرتيرة رابطة المرأة العراقية/ النجف