في سنوية رحيل الجواهري الثامنة والعشرين.. يَموتُ الخالدونَ بكلِ فـجٍ ويَستعصي على المـوتِ الخلودُ
نشر بواسطة: mod1
السبت 26-07-2025
 
   
رواء الجصاني

في مثل هذه الايام، قبل ثمانية وعشرين عاما، وبتاريخ الاحد، السابع والعشرين من تموز عام الـفٍ وتسعمئة وسبعة وتسعين، تحديداً، استنفرت وكالات أنباء ومراسلون وقنوات فضائية وغيرها من وسائل اعلام، لتبث خبراً هادراً، مؤسياً، هزّ مشاعر، ليس النخب الثقافية والسياسية فحسب، بل والألوف الألوف من الناس في شتى الارجاء:

"الجواهري يرحل إلى الخلود في احـد مشافي - دمشق، عن عمر يناهز المئة عام"..

وهكذا يطبق "الموت اللئيم" اذن على ذلك المتفرد الذي شغل القرن العشرين، على الأقل، ابداعاً ومواهب، ثم لتروح الأحاديث والكتابات تترى بعد الخبر المفجع، عن عظمة ومجد الراحل العظيــم:

- المتميز بعبقريته التي يتهيّب أن يجادل حولها أحد..

- السياسي الذي لم ينتـم لحزب، بل كان "حزباً " بذاته، يخوض المعارك شعراً ومواقف رائدة..

- الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها بأتراحها وأفراحها من داخل الحلبة، بل ووسطها، مقتحماً ومتباهياً:

أنا العـراقُ لساني قلبهُ ودمي، فراتهُ، وكياني منهُ اشطـارُ

.. وذلك الراحل الخالد، نفسه: حامل القلم الجريء والمتحدي الذي "لو يوهب الدنيا بأجمعها، ما باع عزاً بذل المترفِ البطر".. صاحب وناشر صحف "الرأي العام" و"الجهـــاد" و"الثبات".. ورفيقاتهن الأخريات..

- منوّرٌ متميزٌ من أجل الارتقــاء، صدح مؤمناً على مدى عقـود حياته المديدة :

لثورة الفكر تاريخٌ يحدثنا، بأن ألفَ مسيح دونها صلبا..

- ملهمُ "آمنت بالحسين" و"يوم الشـهيد" و "قلبي لكردستان" و"الغضب الخلاق" و"الفداء والدم"... شامخٌ، يطأ الطغاة بشسع نعـلٍ عازبا..

.. والجواهـري ايضا وايضا: متمرد عنيد ظـلّ طـوال حياتـه باحثاً عن "وشـك معتركٍ أو قرب مشتجر".. لكيّ "يطعـم النيرانَ باللهب"..! من اجل التنوير والارتقاء والعتق..

- مبدعٌ فرائـد "المقصورة" و"زوربـا" و"المعـري" و"سـجا البحـر" و"أفروديـت" و"أنيتـا" و"لغة الثياب" و"أيها الأرق" وأخواتهن الكثار .. وهو قبل كل هذا وذاك "أحبَّ الناس كل الناسْ، من أظلم كالفحمِ، ومن أشرقَ كالماسْ".. كما انه "الفتى الممراحُ فراج الكروبِ" الذي "لم يُخـلِ من البهجة دارا"..

- رائدٌ في حب وتقديس من "زُنَّ الحياة" فراح يصوغ الشعر "قلائداً لعقودهنَّ" ... و"يقتبس من وليدهن نغـم القصيد" .. وقد اجابَ قبلَ أن يسأل:

"لو قيل كيفَ الحبُّ،قلتُ بأن تُداء ولا تشافى" ..

- وديعٌ كالحمامة ومنتفض كالنسر، حين يستثيره "ميتونَ على ما استفرغوا جمدوا.."  وهو لا غيره الذي قال ما قالَ، وما صلى "لغير الشعر من وثـنِ" فبات الشعراء يقيسون قاماتهم على عمود قامته الشامخ ... ..

- انه وبكل ايجاز: ذلك الطموح الوثاب الذي كان، ومنذ فتوته "يخشى أن يروحْ ولم يبقِ ذكرا".. فهل راحت قصائده - حقا - "ملؤ فـم الزمان"!! وهل ثبتت مزاعمه بأن قصيــده "سيبقى ويفنى نيزك وشهاب" وهتف مجلجلا::

يموت الخالدونَ بكل فـجٍ .. ويستعصي على الموت ِ الخلودُ

ترى هل صدق بما زعم ؟!.. التاريخ وحده من انبأنا، وينبئنا عن الامر، ويا له من شاهد حـق عزوفٍ عن الرياء!!

المصدر:طريق الشعب

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced