يعرب (تحالف 188) عن استنكاره وقلقه الشديد إزاء التصاعد الممنهج في استهداف المدافعات والمدافعين عن قضايا المجتمع وحقوق الإنسان في العراق، لمجرد مشاركتهم في إبداء الرأي، والمطالبة بالحقوق، والدفاع عن القضايا العامة والحياة الكريمة، استنادًا إلى ما يكفله الدستور العراقي.

وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن تلتزم السلطات بتوفير بيئة آمنة للعمل المدني، تتزايد مظاهر القمع والتخويف والتشهير، وسط مناخ من الانفلات الأمني، وتراجع الحريات العامة، وتغاضي الجهات المعنية عن تطبيق القانون.

وفي هذا السياق، يدين (تحالف 188) ما تعرّضت له المحامية والمدافعة "د. زينب جواد" من عملية احتجاز تعسفي، أعقبها تسريب صورها الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في سلوك يُشكّل جريمة صريحة يعاقب عليها القانون بموجب المادة (430) من قانون العقوبات العراقي، التي تُجرّم التهديد بنشر أمور مخلة بالشرف بقصد الإضرار أو الابتزاز.

ولا يمكن فصل هذه الجريمة عن الدور الذي اضطلع به اعضاء التحالف نساءً ورجالاً ضمن الجهود المدنية للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية ورفض محاولات الالتفاف عليه، وهو الملف الذي يتصدر أولويات تحالف 188، ويُعدّ اليوم من أبرز محاور الاستهداف الممنهج للمدافعات عن حقوق الانسان.

إننا في (تحالف 188) نؤكد أن أي عملية توقيف أو احتجاز أو تفتيش يجب أن تتم حصراً بموجب قرار قضائي، ووفقاً لما نصّت عليه:

المادة (19/ثانيًا) من الدستور العراقي، التي تجرّم توقيف أي شخص إلا بأمر من جهة قضائية مختصة.

المادتين (92) و (72) من قانون أصول المحاكمات الجزائية، اللتين تمنعان القبض أو تفتيش الأشخاص أو ممتلكاتهم من دون إذن قضائي واضح ومسبق.

وعليه يطالب (تحالف 188) السلطات القضائية والتنفيذية بما يلي:

1. فتح تحقيق عاجل وشفاف في حادثة احتجاز المحامية زينب جواد، والكشف عن الجهة التي قامت بذلك، والاعلان عن نتائج التحقيق للرأي العام، ومحاسبتها على مخالفتها الصريحة للنصوص القانونية والدستورية.

2. محاسبة الجهات والمنصات التي قامت بتسريب الصور أو تداولها، باعتبار ذلك جريمة تشهير وابتزاز يعاقب عليها القانون.

3. رفض كل محاولات تبرير الجريمة أو نقل اللوم إلى الضحية، والتصدي لثقافة التشهير الأخلاقي التي تُستخدم كأداة لقمع النساء وإسكات الناشطات.

إننا في (تحالف 188) نؤكد موقفنا الثابت في الدفاع عن المدافعات والمدافعين عن الحقوق، وعن حق النساء في العمل والنشاط العام دون ترهيب أو ابتزاز، ونُجدد التزامنا بمواصلة هذا النضال حتى تُصان الكرامة، وتُحمى الحريات، ويُحاسب كل من ينتهكها.

#تحالف_188

#تحالف_١٨٨