في مثل هذا اليوم من عام 2014، ارتُكبت واحدة من أفظع الجرائم بحق الإنسانية على أرض العراق. اجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار، فمارس أقسى أشكال العنف والوحشية بحق أبناء وبنات الطائفة الإيزيدية، من قتل جماعي، ودفن أحياء، وسبي نساء وفتيات، واغتصاب ممنهج، واختطاف للأطفال، في جريمة استهدفت الهوية والوجود.
تُعدّ هذه الإبادة الجماعية وصمة في جبين الإنسانية، وجرحاً مفتوحاً في ذاكرة العراق. ما زالت آلاف العائلات تعيش الألم، وما زالت نساء كثيرات ينتظرن العدالة، والناجيات يحاولن لملمة ما تبقى من أرواحهن.
في شبكة النساء العراقيات، نقف اليوم باحترام أمام صمود النساء الإيزيديات، ونؤكد على ضرورة الاعتراف الرسمي المستمر بهذه الإبادة دون تهميش أو مساومة؛ ودعم الناجيات نفسياً واجتماعيا وقانونياً، وتمكينهن من استعادة حياتهن وحقوقهن، ومحاسبة الجناة ومنظومات العنف، وضمان عدم تكرار هذه الجرائم تحت أي ذريعة. بالإضافة الى تعزيز خطاب المواطنة والمساواة، واحترام التنوع الديني والعرقي في العراق، والتأكيد أن الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا بمرور السنوات، فهذه الذكرى ليست مجرد وقفة للمطالبة، بل تذكير حي بحقوقٍ راسخة لن نتنازل عنها، وندافع عنها حتى يتحقق الاعتراف الكامل بهذه الجريمة كإبادة جماعية، وتُعاد الكرامة لأهلها.
ذاكرة الإبادة لا تُنسى، ولا تُدفن… إنها نداء دائم للضمير الحي، ومسؤولية جماعية نحو مستقبل لا مكان فيه للكراهية أو التمييز أو الإفلات من العقاب.
الرحمة للضحايا، والعدالة للناجيات، والسلام لكل العراقيات والعراقيين.
شبكة النساء العراقيات
3 آب 2025
#شبكة_النساء_العراقيات