اليونسيف: ما لا يقل عن 28 طفلاً يقتلون يومياً
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 06-08-2025
 
   
المدى

غزة تواجه مجزرة وكارثة إنسانية

حذرت منظمات أممية من تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تُظهر المؤشرات أن الأطفال باتوا في قلب المأساة، وسط انهيار كامل في الخدمات الصحية والمعيشية، وتضييق غير مسبوق على دخول المساعدات، وتوثيق لجرائم ترتكب يوميًا بحق المدنيين العزل.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أن ما لا يقل عن 28 طفلًا يُقتلون يوميًا في القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي ونقص الغذاء والماء والدواء، ما يعادل، وفق تعبيرها، «محو فصل دراسي كامل يوميًا»، في إشارة إلى الفقد الجماعي للأطفال في بيئة التعليم والمجتمع.

وحذّرت المنظمة من أن الخدمات الأساسية في غزة قد انهارت بالكامل، مشددة على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير حماية عاجلة للأطفال الذين يواجهون خطر الموت في كل لحظة.

وبالتوازي، أكدت تقارير أممية أن أكثر من 1500 فلسطيني لقوا حتفهم منذ أواخر أيار أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية، حيث قامت إسرائيل بتحويل نقاط توزيع الغذاء إلى مواقع عسكرية. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد القتلى نتيجة إطلاق النار الإسرائيلي عند هذه النقاط بلغ 1516 شخصًا، وأكثر من 10,000 مصاب.

وفي تطور مثير للجدل، بدأت إسرائيل تنفيذ آلية توزيع مساعدات عبر كيان يُعرف بـ«مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية»، المدعومة من تل أبيب وواشنطن، لكن الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية ترفضها بوصفها تجاوزًا للإشراف الإنساني الدولي. وتشير حكومة غزة إلى أن الاحتلال سمح خلال الأيام الثمانية الأخيرة بدخول ما لا يتجاوز 14% من الاحتياجات الإغاثية، محذّرة من وجود خطة منهجية لـ«هندسة الفوضى والتجويع»، عبر سرقة المساعدات وتقييد تدفقها. وطالبت الحكومة بتحرك دولي عاجل لفتح المعابر بشكل دائم وضمان تدفق الغذاء والدواء وحليب الأطفال، ومحاسبة إسرائيل على «جرائمها».

انهيار صحي شامل ومجاعة وشيكة

من جهتها، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا شديد اللهجة، داعية إلى تدخل دولي فوري لوقف ما وصفته بـ«الخطر الوجودي» الذي يهدد سكان غزة. وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة، إن النظام الصحي ينهار بوتيرة متسارعة، مشيرة إلى أن 18 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36، وتكافح من أجل البقاء وسط نقص حاد في الوقود والإمدادات.

وأكدت بلخي أن أكثر من 90% من القطاع بات إما خاضعًا لأوامر إخلاء أو مصنفًا مناطق عسكرية مغلقة، ما يقيّد بشدة حركة المرضى والعاملين الصحيين، بينما تُستهدف المستشفيات بشكل مباشر، وقد وُثِّق 746 هجومًا إسرائيليًا على منشآت صحية.

وتابعت أن المجاعة باتت واقعًا قاتمًا، إذ توفي 77 شخصًا خلال تموز وحده بسبب الجوع، بينهم 27 طفلًا دون سن الخامسة. ومنذ نيسان، تلقى أكثر من 20 ألف طفل علاجًا من سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 3000 في حالة حرجة.

وبحسب الأرقام الرسمية، فإن 40% من النساء الحوامل والمرضعات في غزة يعانين من سوء التغذية الحاد، والمراكز الأربعة المخصصة للعلاج تعمل فوق طاقتها وتواجه خطر الإغلاق التام بسبب نفاد الوقود والإمدادات.

وتوضح المنظمة أن أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى إجلاء طبي فوري للعلاج خارج القطاع، بمن فيهم مرضى السرطان والأمراض المزمنة، وأطفال في حالات حرجة لم تعد المنظومة الصحية قادرة على التعامل معها.

وتواجه المنظمة تحديات هائلة، من بينها استهداف مقار موظفيها، ورفض دخول 58 طبيبًا منذ آذار الماضي، إضافة إلى أزمة تمويل خانقة لم يُسدّد منها سوى 16% من خطة الاستجابة للعام 2025.

مساعدات محدودة

رغم الظروف القاسية، تؤكد منظمة الصحة العالمية استمرارها في العمل داخل غزة. وتمكنت منذ الأول من آب من إدخال 24 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية وأطقم اختبار المياه، كما دعمت إجلاء 47 مريضًا إلى دول عدة، بينها إسبانيا وتركيا وفرنسا.

غير أن القيود الأمنية والضغوط السياسية تُقيّد الاستجابة الدولية، إذ تعرّض المستودع الرئيس للمنظمة لأضرار وسرقة، ولا يزال أحد موظفيها رهن الاحتجاز.

وتشدد بلخي على أن الأزمة الصحية والإنسانية في غزة تجاوزت كل الخطوط، ولم تعد تحتمل الانتظار، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري، واسع النطاق، يشمل الدعم اللوجستي والتمويلي والطبي، وضمان الحماية الفعلية للمدنيين والمنشآت الصحية.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced