"قبل 80 عاما تغير العالم إلى الأبد. في لحظة واحدة اجتاحت النيران هيروشيما (اليابان)، وفقد عشرات آلاف الأشخاص حياتهم...وعبرت البشرية عتبة لا عودة منها"، هذه العبارات استهلت رسالة أمين عام الأمم المتحدة في الذكرى الثمانين لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما.
قرأت الرسالة نيابة عنه في فعالية نصب هيروشيما التذكاري للسلام، إيزومي ناكاميتسو الممثلة السامية للأمين العام لشؤون نزع السلاح.
قالت ناكاميتسو: "في الذكرى الثمانين، نتذكر من قضوا نحبهم، ونقف إلى جانب الأسر التي تحمل ذكراهم. ونُكرم الهيباكوشا الشجعان - الناجين - الذين أصبحت أصواتهم قوة أخلاقية من أجل السلام".
وقالت مخاطبة سكان هيروشيما التي اعتقد الكثيرون أنها لن تتعافى أبدا بعد القنبلة الذرية: "أنتم يا سكان هيروشيما، لم تعيدوا فقط بناء المدينة ولكنكم أعدتم أيضا بناء الأمل. لقد دعمتم رؤية إخلاء العالم من الأسلحة النووية، وشاركتم هذه الرؤية مع العالم".
أشارت المسؤولة الأممية إلى أن هذا العام يوافق أيضا الذكرى الثمانين لإنشاء الأمم المتحدة. وقالت: "يتم تذكيرنا بأسباب إنشاء الأمم المتحدة: لمنع الحرب وصون كرامة الإنسان وضمان عدم تكرار مآسي الماضي".
لكنها قالت إن مخاطر نشوب صراع نووي تتنامى، والثقة تتآكل، والانقسامات الجيوسياسية تتسع. وذكرت أن نفس الأسلحة التي جلبت الدمار لهيروشيما وناغازاكي تُستخدم مرة أخرى كأدوات للإكراه.
ورغم ذلك، قالت ناكاميتسو إن هناك بوادر أمل. في العام الماضي، مُنحت منظمة نيهون هيدانكيو اليابانية - التي تُمثل الناجين من قصف ناغازاكي وهيروشيما - جائزة نوبل للسلام لعام 2024 لجهودها الدؤوبة في رفع مستوى الوعي بهذه القضية الحرجة.
وفي مـيثاق المستقبل، الذي اعتُمد العام الماضي، جددت الدول التزامها بعالم خال من الأسلحة النووية.
وشددت على ضرورة أن تُفضي هذه الالتزامات إلى تغيير حقيقي من خلال تعزيز نظام نزع السلاح العالمي - ولا سيما معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
ودعت إلى العمل من أجل إنهاء خطر الأسلحة النووية والقضاء على هذه الأسلحة نفسها.