لكلّ رواية فصلُها المخصّص للاحتفال بها، من الشتاء والربيع إلى الصيف والخريف، هكذا وزّع القائمون على متحف "منزل جين أوستن" في تشاوتون بمقاطعة هامبشاير، جنوبي بريطانيا، أربعةً من أعمالِ الروائية ضمن الاحتفالية الخاصة بمناسبة مرور مئتين وخمسين عاماً على ميلاد صاحبة "كبرياء وهوى"، والتي تتواصل طيلة العام الجاري.
روايات للفصول الأربعة
استبق المتحف الإعلان الرسمي للاحتفالية بافتتاحه معرضاً دائماً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعنوان "جين أوستن وفنّ الكتابة"، حيث تُعرَض مخطوطات ورسائل وإصدارات أولى. وبدأ، منذ مطلع 2025، بتنظيم أربعة مهرجانات فصلية يركّز كلٌّ منها على إحدى روايات أوستن: خُصّص مهرجان الشتاء لرواية "كبرياء وهوى" تزامناً مع ذكرى نشرها، في حين كرّم مهرجان الربيع أولى رواياتها "عقل وعاطفة"، أما مهرجان الصيف، فيسلّط الضوء على "إيما"، وسيُخصّص مهرجان الخريف لروايتها الأخيرة "إقناع".
من دفتر يوميات جين أوستن إلى أرشيفها
في سياق التظاهرة ذاته، صدر حديثاً عن مكتبة بودليان كتاب بعنوان "جين أوستن في 41 قطعة"، من تأليف الناقدة والباحثة في جامعة أكسفورد كاثرين ساثرلاند. يقدم هذا الكتاب سيرة غير تقليدية عن حياة الكاتبة الشهيرة من خلال مجموعة متنوعة من مقتنياتها الشخصية، مثل دفتر يوميات جين أوستن في فترة مراهقتها وشال من قماش الموسلين وملصق مسرحيّ لعرضٍ حضرته، بالإضافة إلى قطع أُخرى من منزلها في تشاوتون حيث عاشت.
خلال الشهر الماضي، استضافت جامعة ساوثهامبتون مؤتمراً تذكارياً احتفالاً بميلاد جين أوستن، بناءً على ما شهدته "دراسات أوستن"، وفقاً للمصطلح الأكاديمي، من تنامٍ. فقد توسعت هذه الدراسات لتشمل مجالات متنوعة مثل تاريخ الكتب، والنقد الأدبي، والدراسات الأرشيفية، بالإضافة إلى الدراسات ما بعد الاستعمارية، ما أسهم في تعزيز الفهم العالمي وإعادة تقييم أعمال أوستن وتلقيها على نطاق أوسع.
أمّا معرض "ما وراء القبعات" المقام حالياً في "غاليري ذا آرك" في وينشستر، فيعيد إلى الواجهة قصص نساء من "عصر الريجنسي" (عهد الوصاية الممتد من 1811 إلى 1820)، أولئك العاملات اللواتي كتبت عنهنّ أوستن وكانت واحدة منهنّ. يكشف المعرض عن حياة هؤلاء النساء وواقعهن الهش في ذلك الزمن، من خلال أعمالها ورسائلها، ومقتنيات تاريخية. رحلت أوستن في وينشستر عام 1817، عن 41 عاماً، وسيُنصب تمثال لها أمام كاتدرائية المدينة في سبتمبر/ أيلول المقبل.