تتناول رواية «الشارع الرئيسي» لسنكلير لويس الصادرة عن المدى بترجمة أمينة سعيد، معاناة كارول كينيكوت، المرأة ذات الفكر الحر، التي نشأت على حب الفن والفضول، لكنها تعيش حياةً محدودة في بلدة صغيرة على سهول مينيسوتا. تبدأ الرواية بكارول وهي طالبة جامعية في مينيابوليس، مفعمةً بطموحاتٍ نبيلة، حتى زملائها في الدراسة يجدونها مُخيفة. بعد حصولها على شهادتها، تعيش في شيكاغو لمدة عام قبل أن تلتحق بوظيفة في المكتبة العامة في سانت بول. بعد ثلاث سنوات، تلتقي بالدكتور ويل كينيكوت في حفلٍ بمنزل أحد أصدقائها، بينما يتودد إليها الدكتور كينيكوت، يتحدث بفخر عن بلدته غوفر برايري، ويخبرها عن الشخصيات النابضة بالحياة التي تعيش هناك وقيمها الأخلاقية البسيطة والجادة. تصل كارول إلى البلدة كعروس كينيكوت، لكنها تشعر بخيبة أمل عندما تجد المواطنين فظين وبلا روح دعابة، والبلدة قبيحة وتفتقر إلى الخيال. تتجاهل كارول شعورها بعدم الأمان، آملةً أن تلعب دور الزوجة المخلصة. وبإلحاح كينيكوت، تضع كارول خططًا لجلب الثقافة إلى البلد.

تحضر كارول نادي «جولي سفنتين»، وهو نادٍ للعبة البريدج، لكن التعليقات الساخرة تُشعرها بعدم الارتياح. يدعوها نادي ثاناتوبسيس، وهو نادي دراسات النساء، للانضمام إليه، لكنها تُصدم عندما تكتشف أن الاجتماع الذي تحضره حول «الشعر الإنجليزي» يُقصد به تغطية جميع مواضيع الشعر الإنجليزي في فترة ما بعد الظهر، مما يُشير إلى أن اهتمام نساء البلدة بالفن سطحي في أحسن الأحوال. تضيع فكرتها في تجديد مبنى البلدية وتحويله إلى مركز اجتماعات للبلدة بأكملها، حيث يُروّج العديد من السكان المحليين لخططهم الخاصة، والنتيجة النهائية هي عدم اتخاذ أي إجراء

تجد كارول بعض سكان البلدة ممن يفكرون مثلها. أثناء نزهة في ظهيرة شتوية، تصادف مايلز بيورنستام، نجار وعامل صيانة. يدعوها إلى كوخه ويتحدث معها عن أفكاره الاشتراكية، مدركًا فيها بريقًا حقيقيًا من الاستقلالية يبدو أن جميع سكان البلدة يفتقدونه. مُعلمة البلدة، فيدا شيروين، عضوة مرموقة في نوادي النساء، لكنها تُقدّر أيضًا خطط كارول للبلدة، فتنصحها بالصبر، وتُشعرها في وحدتها بأنها ليست غير عقلانية، بل متهورة بعض الشيء..

.بعد ذلك بوقت قصير، أنجبت كارول طفلاً يُدعى هيو. تروي القصة أن فيدا شيروين كادت أن تُقيم علاقة غرامية مع ويل كينيكوت عام 1911، قبل عام من لقائه بكارول، وأن غيرة فيدا من طفل كينيكوت عام 1914 تدفعها للزواج من بائع في متجر. بعد ذلك، توترت العلاقة بين كارول وفيدا، حيث ترسخ مكانة فيدا في مجتمع غوفر برايري، وتآكلت خيبة أملها القديمة لفقدان كينيكوت. أما مود داير، زوجة صديق كينيكوت، ديف داير، تأتي لزيارة كينيكوت في مكتبه. تتحدث عن قسوة زوجها وقلة تدبيره، وعن شعورها بالوحدة، ثم تدعو كينيكوت لزيارتها في منزلها تلك الليلة، عندما يكون ديف في العمل. يقاوم كينيكوت هذه الرغبة، ثم يستسلم لها، ويبدأ علاقة غرامية تقضي كارول وطفلها الصغير وقتًا مع خادمتها السابقة، بيا بيورنستام، التي لديها أيضًا طفل رضيع. تجد نساء المنطقة هذه العلاقة غير لائقة بسبب اختلافات طبقتهما الاجتماعية. عندما تُصاب بيا وطفلها بحمى التيفوئيد، لا تتمكنان من إيجاد ممرضة للإقامة معهما، فتصبح كارول ممرضة خادمتها السابقة. يموت الطفل، ثم تموت بيا. يغادر مايلز بيورنستام المدينة، ويلعن قسوة جوفر براير.

يصل شاب جديد، إريك فالبورغ، إلى المدينة. إنه متدرب خياط، لكنه يرتدي ملابس زاهية وأنيقة، ويقرأ ويكتب الشعر. يُطلق عليه السكان المحليون لقب "إليزابيث" المُهين، ويخدعونه. لكن عندما تلتقي به كارول، تجده حساسًا وذكيًا، على الرغم من أن بعض نظرياته عن الفن غامضة. يرغب في تصميم ملابس نسائية، فتشجعه كارول على تحقيق حلمه. يصل شغفهما ببعضهما إلى ذروته في إحدى الليالي عندما يقنعها إريك بالذهاب في نزهة معه في الغابة. وبينما هما يسيران، يقود ويل كينيكوت سيارته، ويصرّ دون أن ينبس ببنت شفة على إيصالهما إلى المنزل. في المنزل، يصف كيف ستكون حياة كارول لو تزوجت من مساعد خياط شاب قد لا يُجدي نفعًا كفنان. في اليوم التالي، يغادر إريك المدينة على متن قطار، كما فعل مايلز.

عولجت رواية الشارع الرئيس كأول فيلم من إنتاج استوديو وارنر براذرز عام 1923. ولا تزال الرواية تُعتبر من الكلاسيكيات الأمريكية.