شددت آوارا نوروز، مديرة أول مركز متخصص بالتوحّد في حلبجة بإقليم كردستان، على أهمية التوعية المجتمعية تجاه الأطفال المصابين بالتوحد، مؤكدةً أن "التوحّد ليس إعاقة كما يُشاع" وأن الكشف المبكر يسهم في تحسين قدرات الطفل وتسهيل عملية العلاج.

 التوحد هو اضطراب عصبي معقد ينجم عن خلل في الجهاز العصبي المركزي، ويعد نوعاً من اضطرابات النمو العقلي، حيث يؤثر على الدماغ من حيث النشاط الاجتماعي والتواصل مع المحيط، ويظهر عادةً في السنوات الثلاث الأولى من عمر الإنسان.

الأشخاص المصابون بالتوحد يواجهون صعوبة في الكلام أو لديهم ضعف في فهم الكلمات، ولا يستطيعون التقاط الإشارات الجسدية من الآخرين، كما يعانون من صعوبة في التحكم بنغمة الصوت وإيقاعه، وفي بعض الحالات، يُكررون كلمات الآخرين عدة مرات، ويجدون صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية طبيعية مع من حولهم.

وأشار الأطباء إلى أن الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم بالتوحّد في مرحلة مبكرة ويبدأ علاجهم في الوقت المناسب، ينمو دماغهم بشكل أفضل، ويطرأ تحسن ملحوظ على سلوكهم وقدراتهم في التواصل.

مركز التوحّد في محافظة حلبجة بإقليم كردستان، الذي يُعد أول مركز متخصص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن حدود المحافظة، تم تأسيسه قبل عامين ولا يزال يقدم خدماته بشكل مستمر، وخلال هذا العام، استقبل المركز 40 طفلاً من النوعين الشديد والبسيط.

وحول رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تقول مديرة مركز التوحّد في محافظة حلبجة آوارا نوروز، أنه على المجتمع أن يكون أكثر وعياً بأن التوحّد هو اختلاف هرموني وليس نقصاً أو عيباً.

وأوضحت أن "التوحّد هو حالة يعاني منها بعض الأطفال بشكل شديد، ويتم التعامل مع أطفال مركز التوحّد حسب حالتهم، وهم ليسوا بالخطورة التي يُنظر إليهم بها في المجتمع، فكل شيء له علاج، والتوحّد ليس حالة مرعبة أو غير مرغوبة، بل له علاج، وحتى لو كانت النسبة 100%، فهناك علاج متاح".

وناشدت الآباء والأمهات "أتمنى أن يكونوا يقظين، فإذا أدركوا أن طفلهم يعاني من حالة من التوحّد وفهموا ذلك، فإن العلاج المبكر يكون أسهل في سن مبكر، ونأمل أن يكون هناك وعي، فمعظم الأطفال الذين يأتون إلى مركزنا يعانون من حالات شديدة، لكنهم تحسّنوا كثيراً بفضل جهودهم ومثابرتهم"، مضيفةً "نشكر الآباء والأمهات على تعاونهم، فهذا العام، سيلتحق 30 طفلاً من مركزنا بالمدرسة".